يصوت مجلس الامن اليوم السبت على قرارين متنافسين حول سوريا ترعاهما فرنسا وروسيا ومن المؤكد ان القرارين سيتم نقضهما مما يترك الدولة التي تمزقها الحروب ومدينة حلب المحاصرة غارقة في الصراع مع انقسام القوى الكبرى.

وفاجأ تقديم روسيا اخر لحظة لقرار منافس مساء امس الجمعة المؤيدين الغربيين لمسودة القرار الفرنسي.

وصف دبلوماسيون عديدون سرا التحرك بانه قرار ذكي من موسكو لأنه سيجبر القوى الغربية لاستخدام النقض ايضا.

ولذا بدلا من وضع روسيا وحدها في موقف سلبي لاستخدامها النقض ضد القرار الفرنسي المطالب بإنهاء حملة القصف من قبل الطائرات الروسية والسورية على حلب، من المرجح الى حد كبير ان تعترض القوى الغربية على المسودة الروسية لأنها لا تذكر وقف القصف.

ونتيجة لذلك فان التصويت عصر اليوم السبت اولا على المسودة الفرنسية وثانيا على الاقتراح الروسي، من المتوقع ان يفاقم التوتر بين موسكو والغرب بشأن الصراع السوري المحتدم منذ اكثر من خمس سنوات والذي قتل فيه اكثر من 300 ألف.

كذلك يمكن رفض القرارين المتنافسين ما لم يحصلا على اقل نسبة مؤيدة من الاصوات وهي تسعة من اصوات مجلس الامن البالغة 15 صوتا.

ومنذ انهيار وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وامريكا منذ اسبوعين، تدهور الموقف في سوريا تدهورا شديدا، حيث تصعد كل من الدولتين من خطابها وأفعالها.

وحذر الجيش الروسي الولايات المتحدة يوم الخميس من ضرب الجيش السوري، وأكد على ان اجهزة الدفاع الجوي الروسية في سوريا مستعدة للدفاع ضد مثل ذلك الهجوم.

وشدد وزير الخارجية الامريكي جون كيري من هجوم الغرب صباح الجمعة، حيث دعا الى التحقيق في الضربات الروسية والسورية ضد المدنيين والمنشآت الطبية في روسيا باعتبارها جرائم حرب.

ووزعت فرنسا مسودة القرار من اسبوع، قائلة انها تريد من المجلس ان يتحد خلفها. غير ان المفاوضات لم تؤدي الى موافقة موسكو ولا كذلك زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت الى موسكو هذا الاسبوع.

وتعارض روسيا وهي حليف مقرب من سوريا أي وقف لطائرتها، التي تدعم حملة الرئيس السوري بشار الاسد.

ووصف فيتالي تشوركين مندوب روسيا في الامم المتحدة المسودة الفرنسية، التي تدعو الى الانهاء الفوري لكل عمليات القصف والطيران العسكري فوق حلب، بأنها "تم اعدادها على عجل".

وقال للصحفيين بعد ان قدم ستفان دي مستورا مبعوث الامم المتحدة الخاص لسوريا افادة لمجلس الامن خلف ابوب مغلقة صباح امس الجمعة "بصراحة اعتقد ان هذه تمت كتابتها ليس لتحقيق تقدم ولكن لكي تتسبب في النقض الروسي".

وقال تشوركن الرئيس الحالي للمجلس انه "غير مسبوق" ان يطالب اعضاء المجلس الخمسة عشر من عضو دائم ان يحد من انشطته، وفي هذه الحالة يطالبون الجيش الروسي بوقف الطيران.

وعندما سئل ما اذا كانت روسيا يمكن ان تستخدم حق النقض ضد المسودة الفرنسية، قال تشوركين انه لن يقدم على هذه الخطوة حتى يحصل على توجيهات من موسكو، ولكن "لا يمكنني ان أرى كيف يمكن ان نسمح بتمرير هذا القرار".

ولم يلمح في ذلك الوقت الى ان روسيا لديها قرار منافس.

في الوقت نفسه انتقل إيرولت من موسكو الى واشنطن حيث قال للصحفيين ان تصويت اليوم السبت على المسودة الفرنسية سيكون "لحظة حقيقة" لمجلس الان، ولاسيما لروسيا.

وقال بعد محادثات يوم الجمعة مع كيري ان اعضاء المجلس بحاجة الى ان يقرروا "هل يريدون وقف اطلاق النار في حلب أم لا؟".

ويدعو كل من القرار الفرنسي والروسي الى التنفيذ الفوري لاتفاق وقف الاعمال القتال الامريكي الروسي و"الوصول الفوري والامن للمساعدات الانسانية دون عائق الى كل انحاء سوريا".

غير ان فرنسا وحلفاؤها الغربيون يصرون على ان الخطوة الاولى يجب ان تكون وقف القصف.