عودة الرجل الضال.. "البرادعي" يُصدر بيان ملئ بالأكاذيب.. قيادات "تمرد" تكشف الحقائق.. سياسي: "جيفارا" مصر فقد عقله.. مصادر تكشف لـ"المواطن" المخطط البردعوي مع "الأمريكان" لإعطاء "الإخوان" قبلة الحياة
عاد الرجل الضال.. بعد صمت استمر لقرابة الثلاث سنوات، عاد محمد البرادعي،
نائب رئيس الجمهورية السابق، من جديد ليزعم كشف الحقائق بحق ثورة 30 يونيو، لينصف
في بيانه الذي نشره عبر صفحته على موقع "فيس بوك"، ليقدم قرابين الغفران
إلى جماعة الإخوان الإرهابية.
ولذلك يُقدم "المواطن" تحليلاً لبيان "البرادعي"،
ويُجيب عن أسئلة المواطنين المصريين، عن سر ذلك البيان، وأسباب صدوره في ذلك
التوقيت، بالإضافة إلى علاقته بالجماعة الإرهابية.
توقيت البيان
يأتي التوقيت الذي أصدر فيه بيانه، مثيرًا للشكوك، وبخاصةً في ظل الدعوات
التي أطلقتها جماعة الإخوان الإرهابية، بما أسمتها ثورة الغلابة، على شكل تظاهرات
تخريبية أعلنت عن انطلاقها في 11 نوفمبر الجاري.
إلصاق التهم بالجيش المصري
حاول "البرادعي" التملص من عدة اتهامات وجهت له بالتخابر مع
الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنه سافر إلى تلك البلاد،
محاولاً دفع عجلة الاقتصاد بالبلاد، إبان ثورة 30 يونيو.
كما حاول "البرادعي"، إثبات أن ثورة 30 يونيو، مرتبة من قبل
القوات المسلحة، حيث إدعى أنه تم حبس الرئيس المعزول محمد مرسي، قبل الحديث بين
قيادات الجيش المصري، والقوى المدنية، من أجل الخروج من الأزمة التي تشهدها
البلاد.
أكد "البرادعي"، في بيانه، أنه بعد استقالته من منصبه كنائبًا
للرئيس، زعم أنه نال هجومًا شرسًا على يد ما وصفها آلة إعلامية، بالإضافة إلى
إذاعة مكالمات شخصية مع قيادات بالخارج، وبالطبع تلك المكالمات كانت تخابر على
مصر، محاولاً إزالة تلك التهمة عن شخصه، وفي ذات الوقت أكد أنها تهدف لخدمة
البلاد.
دور وكالة الطاقة الذرية
حاول "البرادعي"، إثبات أن الوكالة الدولية
للطاقة الذرية، في عهده، قامت بعملها على أكمل وجه فى التفتيش على برنامج العراق
النووي بمقتضى قرارات مجلس الأمن، وهو العمل الذى نال التقدير الجماعى من كافة
الدول أعضاء الوكالة، بما فيها مصر، باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا – بحسب وصفه-.
ولكن لم يُجيب "البرادعي"، بشكل قاطع على
الاتهامات الموجهة له، بأنه مهد الطريق لاحتلال العراق، وتدميرها، زاعمًا أن عمله
نال استحسان الجميع.
فض تظاهرات "رابعة العدوية"
حاول "البرادعي"، التأكيد على أنه كان هناك
عدة حلول سياسية، قبل صدور قرار فض التظاهرات المسلحة بميدان رابعة العدوية.
ولم يتطرق "البرادعي"، في بيانه، إلى أن التظاهرات
كانت مسلحة، كما زعم أن ذلك انحراف عن مبادئ الثورة – بحسب قوله-.
علاقته بالإخوان
حاول الدكتور محمد البرادعي، في بيانه إعطاء جماعة
الإخوان الإرهابية، قبلة الحياة، في العودة إلى الحياة السياسية المصرية من جديد،
عن طريق تقديم قرابين الغفران بأنه برئ من فض اعتصام رابعة العدوية، الذي زعم أنه
لم يكن يعلم بقرار فض الاعتصام، مشددًا على أنه كانت هناك حلول سياسية مطروحة
للخروج من الأزمة.
تلك الكلمات، أكدت أن للبرادعي على صلة بقيادات جماعة
الإخوان الهاربة إلى تركيا.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر خاصة
لـ"المواطن"، أن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق،
على تواصل مع بعض الجهات السيادية في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل المطالبة
بعودة جماعة الإخوان الإرهابية من جديد إلى الحياة السياسية.
وأضافت المصادر، أن "البرادعي"، ينتظر الإنتهاء
من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لتنفيذ مخطط عودة "الإخوان" للحياة
السياسية المصرية.
وأوضحت المصادر، أن مخطط "البرادعي"، يشمل إتفاقات تتضمن خروج قيادات الجماعة من السجون
المصرية، وعلى رأسهم محمد بديع المرشد العام للجماعة، ومحمد مرسي الرئيس المعزول.
البرادعي وعلمه بفض "رابعة"
كشف محمد عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان،
والمتحدث الرسمي السابق لحركة "تمرد"، كذب بيان الدكتور محمد البرادعي
الذي أصدره عبر صفتحه الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول
فترة توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، لافتًا إلى أنه مجرد كلام مرسلًا وكذبًا
وافتراءًا.
وأضاف خلال تصريحات له، أنه باعتباره أحد الحاضرين
لوقائع يوم 3 يوليو، فإن إدعاءات "البرادعي" ليست صحيحة، مشيرًا إلى أن
الرئيس عبدالفتاح السيسي كان وزير الدفاع حينها، واقترح إجراء انتخابات رئاسية
مبكرة، والبرادعي كان من أوائل الرافضين للفكرة، وطالب بعزل محمد مرسي.
وأشار "عبدالعزيز"، إلى أن
"البرادعي" كان على علم تام بأن اعتصام رابعة العدوية كان مسلحًا، وأنه
هناك نية لفضه.
مؤسس "تمرد" يكشف الحقائق
فيما كشف محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، حقائق تؤكد كذب
"البرادعي"، قائلاً: "السيسي كان يرى ضرورة عمل استفتاء وإجراء
انتخابات رئاسية مبكرة، ولكن أنا رديت عليه ورفضت هذه الفكرة تماماً، وقلت
له وهذه الفكرة لن ترضي أحدًا سواء الإخوان أو
معارضيهم، ثم طلب من البرادعي أن يكون أول المعقبين على كلامي، فرد وقال أنا اتفق
مع كلامه ومفيش حاجة اسمها استفتاء ولا بد من عزل فوري لمرسي، كما كنت أول
المطالبين باحتجاز محمد مرسي والبرادعي لم يعترض".
وتابع بدر: "البرادعي قال الإخوان لا يثقوا إلا فى
الأوربيين والأمريكان، وطالبني بالجلوس مع الأوربيين لتوضيح الموقف، وقال لي إن أخبر كاترين أشتون وأكد لها أن اعتصام رابعة العدوية به كمية كبيرة من السلاح".
واستطرد: " عقب أحداث الحرس الجمهوري أكد البرادعي لي إنه يوجد سلاح في رابعة في اتصال هاتفي"، مضيفًا: "رفضت حضور الكتاتني والإخوان وقلت، لو حضر أحد منهم الناس اللي في الشارع هتموتني، وحاول البرادعي واللواء العطار إقناعي بحضور الإخوان".
"البرادعي" وتزوير التاريخ
أكد محمد نبوي، المتحدث الرسمي باسم حركة
"تمرد"، أن أجهزة الإستخبارات الأجنبية تستعين بالبرادعي من جديد بعد فشلها
في إسقاط الدولة المصرية.
وأضاف "نبوي"، خلال تصريحات صحفية له، أن 30
يونيو تاريخ لن يستطيع تزويره أي شخص، والبرادعي كذاب جملةً وتفصيلاً.
البرادعي
فقد عقله
أكد
عمرو علي، المحلل السياسي، أن الدكتور محمد البرادعي، لم يكن في أي وقت رجل دولة
بالمعنى الحرفي، أي أنه لم يمارس السياسة إلا "نظريًا"، مشددًا على أنه كان أيقونة ثورة ولكن ليس كل من يقوم بثورة يصلح للحكم والسياسة، مثل
جيفارا في كوبا، لافتًا إلى أن "البرادعي" كان يلجأ طوال تاريخه إلى
الكلمات القصيرة "التويتة"، وهي طريقة معروفة لتوصيل رسالة واحدة بعدد
محدود من الكلمات، ولكن تغيير أسلوبه إلى "البيانات"،
تغيير دراماتيكي يدعو للتعجب.
وأضاف
علي، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن البيان وبشكل واضح يبدوا أنه
محاولة من "البرادعي" لتبرئة شخصه من مسئولية فض رابعة وليس شئ آخر،
منوهًا إلى أن استخدم "البرادعي"، ولأكثر من مرة كلمة "الأكاذب"
وهو دليل على أن البيان "شخصي".
وشدد
على أن البيان يسوق لوجهة نظر "البرادعي"، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات
على الثورة، ولا يوجد أي مبرر لذلك.
وأشار
المحلل السياسي، إلى أن توقيت البيان هو شئ مثير للاهتمام
والتعجب، فلم يختر مثلاً البرادعي ذكرى الثورة أو ذكرى فض رابعة، لإصداره ولا حتى
وسط هجوم من الإعلام على شخصه، ولكن المبرر الوحيد هو أن البرادعي فقد عقله.