إذا كنت متابع جيد للدوري المصري، سوف تلاحظ أن الفترة الحالية من مسابقة الدوري الممتاز، تشهد حدثًا تاريخيًا لم يحدث منذ زمن بعيد، وهو غياب المدربين الأجانب.

واعتادت الأندية المصرية بكافة ظروفها خلال الفترة الماضية على استقدام مدربين أجانب لفرقها، والأكثر هما أندية القمة الأهلي والزمالك وبعض الأندية الجماهيرية مثل الاتحاد السكندري والإسماعيلي.

ويعد أفضل المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب الأهلي هم؛ البرتغالي مانويل جوزيه الذي حصد الأخضر واليابس وفاز بكل البطولات مع القلعة الحمراء وكان له دور هام لا يغفله أحد في فوز الفراعنة بثلاث بطولات لأمم أفريقيا.

أما الزمالك ففي الفترة من 2004 وحتى 2014، تعاقد مع أكثر من مدرب أجنبي مثل السويسري ديكاستال، والبرتغالي فينحادا، ولكن يبقى البرتغالي مانويل جوسفالدو فيريرا هو الأفضل للأبيض بعد أن فاز بالثنائية الدوري والكأس عام 2015.

واستقدمت أيضًا الأندية الرأسمالية مثل وادي دجلة وسموحة مدربين أجانب، فسموحة تعاقد مع فييرا في بداية الموسم الجاري قبل أن يرحل بعد خلاف مع محمد فرج عامر رئيس النادي، وكذلك وادي دجلة الذي قام بتسريح الفرنسي باتريس كارتيرون منذ أيام قليلة وأسند المهمة إلى المصري أحمد حسام ميدو.

واستعان إنبي على سبيل المثال في بعض الأوقات بمدربين أحانب مثل البلغاري مالدينوف، وكذلك المقاولون العرب الذي تعاقد من قبل مع الفرنسي تودروف، والإسماعيلي كان له تجربة مع البرازيلي ريكاردو.

ورحل عن مصر جوزيه بيسيرو، ومارتن يول، الذان تولا مهمة القيادة الفنية للأهلي، وهما من طلبا الرحيل لأسباب مختلفة، والزمالك أيضًا هرب منه بعض المدربين مثل باتشيكو وفيريرا.

وتعتبر ظاهرة الدوري الخالي من المدربين الأجانب، جديدة على المسابقة المحلية وقد يكون لها تأثير سلبي أو إيجابي.

سيؤثر على الكرة المصرية
ويقول عبد الرحمن مجدي وكيل لاعبين، وأحد مندوب شركات التسويق البرتغالية في مصر، إن الدوري بلا مدربين أجانب يؤثر على الكرة المصرية فهناك مدربين أثروا بشكل كبير مثل البرتغاليين مانويل جوزيه وجوسفالدو فيريرا، فلا ينكر أحد دور الثنائي في تطوير الكرة المصرية، خاصةً جوزيه الذي يعتبر مؤسس الكرة المصرية الحديثة.

وأشار مجدي، إلى أن الكرة المصرية اعتادت في الفترة الأخيرة على التعاقد مع مدربين أجانب من أصحاب الأسماء الرنانة مثل مارتن يول، وجوزيه بيسيرو، ومن الطبيعي أن يرحلا عن مصر فلن ينهيا حياتهما بالقاهرة ولكن الطريقة تختلف.

أمر يصعب من المسابقة
ويقول ضياء عبد الصمد المدير الفني لنادي الداخلية، إن الكرة المصرية تشهد أحداثا جديدة في الفترة الأخيرة، وعدم وحود مدربين أجانب في الدوري الحالي، أمر يصعب من المسابقة بسبب تشابه فكر كافة المدربين المصريين إلى حد كبير.

وأضاف مدرب الداخلية أن أي مدرب أجنبي لن يرضى بالحصول على راتبه بالجنية، وسوف يتمسك بتقاضي مستحقاته بالدولار، وهذا سوف ينهك خزائن الأندية المصرية، وأي مدرب سيوافق على إبرام تعاقد بالجنية، لن يكون من أصحاب الكفاءات.

يعطي فرصة للمدربين المصريين
أما محمد أبو شعيشع لاعب المقاولون العرب السابق والإنتاج الحربي الحالي، يقول إن ظاهرة غياب العقول الأجنبية عن الدوري المصري له مميزاته وعيوبه، فهذا يعطي الفرصة للمدربين المصريين من أجل الظهور وتقديم فكرهم للجماهير.

وأشار إلى أن المدربين الأجانب استعمروا بعض الأندية في الفترة الماضية وهذا جاء ظالمًا لبعض الكفاءات من المدربين المصريين وغيابهم الآن يمنح الفرصة للعودة إلى دائرة الضوء مرة أخرى.

وأضاف شعيشع، أن عيوب غياب المدرب الأجنبي، سوف يؤثر فنيًا بعض الشيء، لا سيما وأن المدرب الأجنبي دائمًا ما يقدم فكر وخطط جديدة يستفيد منها اللاعب المصري وهذا ما قد تفتقده الكرة المصرية في الفترة الجارية.

سيظهر المدربين الأكفاء
وتحدث ضياء السيد نجم الأهلي الأسبق، عن هذا الأمر قائلا: "حان الوقت ليظهر المدربين الأكفاء خاصة الذين عملوا لفترة طويلة مع مدربين أجانب وتعلموا منهم فأسامة عرابي مثلًا عمل مع مارتن يول، وحسام البدري عمل مع مانويل جوزيه، وكلاهما يقدم آداء طيب مع النصر للتعدين والأهلي في الدوري.

وأشار إلى أن الدوري قد يفتقد الجنسيات الأجنبية في القيادة الفنية ولكن الفكر موجود من خلال هؤلاء المدربين، وهناك المزيد من المصريين الذين سيظهرون في الفترة المقبلة بعد غياب الأجانب.