"رضا".. 15 سنة ركينة عربيات.. حبس زوجها سببا في مهنتها
الأحد 20/نوفمبر/2016 - 05:28 م
فاطمة أبو الوفا
طباعة
لم يعرف الخوف طريقًا إليها، فتتجول بين السيارات في خفة ونشاط غير مبالية سرعتها الفائقة، رغم وقوع حوادث لا حصر لها أمام عينيها رافعة شعار "محدش بيموت ناقص عمر"، تضع كرسيها الخشبي أمام الرصيف لعلها تفوز بقسط من الراحة وسط معركة شرسة مع أصحاب السيارات، تلتفت يمنة ويسرة فإذا بسيارة تتجه صوب الرصيف، فأسرعت إليها قائلة: "أيوة يا باشا أنت بتركن هنا في الممنوع"، فأشارت إليه بالمكان المخصص لوضع السيارات، ثم عاودت أدراجها في منتصف الرصيف، فإذا بسيارة آخري تغادر مسرعة دون أن تعطيها ثمن الجراج: "الراجل طلع يجري ربنا يرزقه بعربية يدخل تحتها"، بين هذا وذاك تقضي الحاجة "رضا قرني" يومها الذي يبدأ في الـ7 صباحًا وينتهي عقب صلاة العشاء.
15 عام قضتها المرأة الخمسينية في مهنة "ركن السيارات" بعد أن ضاع عمرها "في الجري والشحططة" وراء زوجها الذي يعمل "مسجل نشل" وفق قولها، تؤكد أنها اتخذت قرارها بتأجير الرصيف المجاور لقسم إمبابة عقب دخوله السجن: "أجرت الرصيف بـ400 جنيه علشان أسترزق وأبقى جنبه في نفس الوقت، بدل النوم على الرصيف، ولما خرج ربنا كرمني وتوبته من السرقة وبقينا ناكلها بالحلال، وهو من كتر الجري من الحكومة في الشوارع رجله وجعته ومش بيقدر يمشي عليها"، لدى الحاجة "رضا" ولد ذي 25 عام عاطل عن العمل، أما ابنتها فانتحرت غرقًا في البحر منذ 10 سنوات، فظلت ذكراها تراودها كلما وقعت عينيها على البحر فتتبعها بغارة من البكاء تتلاشي بصعوبة: "ابوها قضى حياته في السجن وهى كانت تسأل دايما عليه، انا عاوزة بابا لحد ما جت ليها حالة نفسية وعقدة بسبب غياب أبوها ورميت نفسها في البحر".
وتضيف:"شغلي كله معتمد على المحكمة والقسم، كله بيركن عربياته هنا وفي ناس تعرفني من ظباط الشرطة والمحاميين، من يوم ما أتولدت وانا عايشة في إمبابة والناس كويسة لكن لما حد غريب بيركن عربيته بيبهدلنى"، تتذكر مشاكل عديدة واجهتها خلال هذا العمل الشاق أبرزها: "واحد اتهمني إني نصابة ورفض يدفع الفلوس وخدني جوا القسم وطبعا الظابط عارف إنى مأجرة الرصيف ومعايا رخصة الحي ودفعه 5 جنيه أجرة الجراج، ده غير اللي بيطلع يجري وميدفعش واللي يديني نص جنيه، ده غير اللي بيركن ويجري، وأزوق العربيات لوحدي علشان اظبطها في مكانها، انا تعبت ومبقاش فيا صحة، مش عاوزة حاجة من الدنيا غير معاش أصرف منه وارتاح في البيت".
15 عام قضتها المرأة الخمسينية في مهنة "ركن السيارات" بعد أن ضاع عمرها "في الجري والشحططة" وراء زوجها الذي يعمل "مسجل نشل" وفق قولها، تؤكد أنها اتخذت قرارها بتأجير الرصيف المجاور لقسم إمبابة عقب دخوله السجن: "أجرت الرصيف بـ400 جنيه علشان أسترزق وأبقى جنبه في نفس الوقت، بدل النوم على الرصيف، ولما خرج ربنا كرمني وتوبته من السرقة وبقينا ناكلها بالحلال، وهو من كتر الجري من الحكومة في الشوارع رجله وجعته ومش بيقدر يمشي عليها"، لدى الحاجة "رضا" ولد ذي 25 عام عاطل عن العمل، أما ابنتها فانتحرت غرقًا في البحر منذ 10 سنوات، فظلت ذكراها تراودها كلما وقعت عينيها على البحر فتتبعها بغارة من البكاء تتلاشي بصعوبة: "ابوها قضى حياته في السجن وهى كانت تسأل دايما عليه، انا عاوزة بابا لحد ما جت ليها حالة نفسية وعقدة بسبب غياب أبوها ورميت نفسها في البحر".
وتضيف:"شغلي كله معتمد على المحكمة والقسم، كله بيركن عربياته هنا وفي ناس تعرفني من ظباط الشرطة والمحاميين، من يوم ما أتولدت وانا عايشة في إمبابة والناس كويسة لكن لما حد غريب بيركن عربيته بيبهدلنى"، تتذكر مشاكل عديدة واجهتها خلال هذا العمل الشاق أبرزها: "واحد اتهمني إني نصابة ورفض يدفع الفلوس وخدني جوا القسم وطبعا الظابط عارف إنى مأجرة الرصيف ومعايا رخصة الحي ودفعه 5 جنيه أجرة الجراج، ده غير اللي بيطلع يجري وميدفعش واللي يديني نص جنيه، ده غير اللي بيركن ويجري، وأزوق العربيات لوحدي علشان اظبطها في مكانها، انا تعبت ومبقاش فيا صحة، مش عاوزة حاجة من الدنيا غير معاش أصرف منه وارتاح في البيت".