أكتب اليوم مقالى الأول بموقع " المواطن " الإخباري الذي بزع نجمه فى سماء صاحبة الجلالة على أيدي مجموعة من شباب الصحفيين المكافحين والذين تمكنوا من دفع الموقع لترتيب عالمي متقدم وليكون من ضمن المواقع الاخبارية صاحبة الإنتشار الواسع فى مصر ليتقدم على مواقع إخبارية وجرائد أخرى قديمة قد سبقته بأعوام، فتحية تقدير لفرسان الموقع المدافعين عن صوت المواطن ومجلس إدارته ورئيس تحريره، أصحاب ذلك النجاح .
ترددت كثيرا قبل أن أكتب كلماتى هذه ولكن أدهشني للغاية ما أثاره البعض على مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" و" تويتر" حول سعادتهم باندلاع حرائق فى اسرائيل معللين بأن ذلك هو انتقام إلهي، بعد منعهم لإقامة الآذان، ونظرا لأن حالة التخبط قد زادت على تلك الصفحات وجب بيان الحقيقة والتى تكشف بين طياتها عن أن تلك الحرائق هى حرائق شبه دائمة ومتكررة باسرائيل وتحدث بمناطق غابات وليس مناطق مستوطنات أو تجمعات اسرائيلية، وسبق وأن أندلعت عام 2014، كما أن تلك الحرائق اشتعلت فى عدة مناطق ومن ضمنها " القدس" مما يضع علامات استفهام كثيرة خاصة اذا عرفنا أن تلك الحرائق لم ينجم عنها إصابة أي مواطن إسرائيلي رغم انه من المعروف أن اندلاع حريق قد ينجم عنه إصابات بشرية ولكن هذا لم يحدث مع الكيان الاسرائيلي الذي يتمتع بفرق حماية مدنية وإطفاء على مستوى عالٍ من الكفاءة .
بتدقيق النظر نجد أن المستفيد الوحيد من تلك الحرائق هو الكيان الإسرائيلي حيث أن المناطق التى أندلعت فيها الحرائق هى مناطق غابات فى معظمها فالخسائر هي حيوانات وطيور برية لا تستطيع أن تسابق تلك الحرائق للهروب منها فلم ينجم عنها مصرع أو إصابة لمواطن أو فرد من قوات الإطفاء .
وسبق وأن زرت شمال سيناء منذ أعوام وتنقلت بين مدنها المختلفة، رفح والشيخ زويد وبئر العبد وغيرها، ورأيت المستوطنات الاسرائيلية التى هدمها الجيش المصري الباسل والتى أقيمت على أراضى سيناء الأبية ومدى تفننهم فى البناء ووضع مواد عازلة لدرجات الحرارة العالية فى الحوائط تقوم بعزل الحرارة المرتفعة بالخارج وعدم وصولها لداخل المباني وغيرها من تقنيات عالية فى منشآتهم، اذا الكيان الاسرائيلي يمتلك بنية تحتية قوية لمجابهة المخاطر المختلفة، وما يقوم به ذلك الكيان الآن هو محاولة لاستعطاف دول العالم الأخرى على حساب الدولة الفلسطينية المحتلة لزيادة التوسع فى انشاء المستوطنات على مناطق تلك الغابات وحشد دعم دولى ومساعدات خارجية لكيان هدفه تحقيق توسعات على حساب دول أخرى وبناء مناطق عازلة للحرائق على حساب الفلسطنيين .
ومما يؤسف إننا وصلنا إلى حالة كبيرة من الخمول والكسل والتقاعس عن العمل وأرتضينا أن لا تعود مصر إلى ريادتها العالمية ومكانتها الاقتصادية وساعدنا جماعات إرهابية وأصحاب أجندات خاصة وغربية لزعزعة استقرار البلاد، لقد تواكلنا وأسأنا إلى ديننا الذي يؤمرنا بإصلاح الأرض وعمارتها وزراعتها فيقول الله سبحانه وتعالى ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها – هود، آية 61﴾ فالإنسان مخلوق من تراب الأرض، أما لماذا أنشأنا الله منها؟ وما هي مهمتنا في هذا الوجود؟ فالله تعالى يقول: ﴿استعمركم فيها﴾، أي أن "تعمروها". أنه سبحانه خلق هذا الكون وأودع فيه الثروات والخيرات والإمكانات، ثم فوض إلى الإنسان أن يستغل هذه الثروات والإمكانات من اجل اعمار الأرض ، كما أن رسول الله صل الله وسلم قال إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ،
لكن مما يؤسف له أن المسلمين غفلوا عن هذه الآيات، وخاصة في هذه العصور المتأخرة، ما عاد المسلم ملتفتاً ولا مهتما بعمارة الأرض، وكأنها أصبحت مهمة الأمم الأخرى، والأقوام الآخرين، وإما هو فكأن الله خلقه في هذه الأرض لكي يؤدي طقوسا عبادية فقط، والقران الكريم موجه إلينا ، وطلب منا أن نقوم بهذه المهمة وبمقتضى العبودية لله تعالى علينا أن نستجيب لهذا الأمر، يجب على كل انسان ان يفكر في دوره في عمارة الارض، ويسأل نفسه: ماذا يستطيع أن يعمل في عمارة الحياة ببلده ومحافظته وقريته، وتنمية الحالة العمرانية والاقتصادية بحيث يكون هناك حراك في هذه الحياة .
ولكننا لم نفعل ذلك بل تهاونا فى عملنا وفى علومنا كما إننا نسينا أن الشماتة فى أي شئ أو أحد ليست من مبادئ ديننا الحنيف واعتقدنا ان ما يحدث هو تخليص وانتقام الهي لمنع الاذان، فدعونا نتساءل أيهم أشدة حرمة عند الله منع الآذان أم هدم الكعبة المشرفة أم قتل النفس التى حرم الله الا بالحق ؟!
لوجدنا أن الاجابة واضحة ونؤكد عليها بقول الرسول صل الله عليه وسلم «لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل امرئ بغير حق» فما بالنا بمذابح بشرية ضد العرب والفلسطنيين منذ نحو 70 عامًا، و اذا رجعنا إلى تاريخنا لوجدنا أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد قصف الكعبة المشرفة والتى تعد رمزا مقدسا لجميع المسلمين فى العالم ، لذا وجب التوضيح للاستقامة..
استقيموا يرحمكم الله .
بقلم سكرتير التحرير / هيثم المصري