"الوقاية خيرًا من العلاج"، الجملة التي لم تعرف طريقها لسكان منطقة "المنية" بعرب العاييدة التابعة لمحافظة القليوبية، حيث يعتمدون جميعًا على "وحدة صحة الأسرة"، كونهم يعيشون في منطقة نائية عن المدينة، فيلجأون إليها متى يشتد بهم المرض.

مشهدان شديدا التناقض أمام الوحدة، كأنهما صورة انشطرت نصفين، الأشجار المتناسقة والنظافة يرسلان الطمأنينة والراحة في قلب المريض عندما يخترقها، ولكن سرعان ما يصاب بضيق التنفس والفزع، عقبما يخطو خطوات قصار ليقترب من "الوحدة"، حيوانات ميتة وقمامة، تغمرت الترعة لتبث روائحها الكريهة في جميع الأنحاء.

"المفروض الوحدة الصحية تكون في أماكن مناسبة وبعيدة عن التلوث"، بحسب بركات عبد المجيد، عضو سابق بالمجلس المحلي، وأحد القاطنين أما الوحدة المحلية، يؤكد "بركات" أن حال الوحدة وموقعها يضاعف معاناة المريض ويلحق الضرر بالأجهزة الطبية الموجودة بالوحدة: "الترعة كلها زبالة ولمت حشرات وثعابين وفئران والمفروض إنها بتخدم أكتر من 20 ألف نسمة".

يضيف "بركات" أن وزارة الري تخصص "كراكات" لتطهير الترعة، وعقبما تنتهي من عملية التطهير، تترك المخلفات على شاطيء الترعة، مما يلحق الضرر بالسكان والمرضى، استاء رئيس الوحدة المحلية من هذا الوضع السيئ، واشترط على "الكراكات" أن تتخلص من القمامة عقب تطهير الترعة:" الكراكات مركونة بقالها 15 يوم ومحدش عاوز يطهر الترعة".


من جانبه قال عبد الرحمن عيد، سكرتير الوحدة المحلية بــ"عرب العيايدة" التابعة لمحافظة القليوبية إنهم في انتظار الرد من وزارة الري، موضحًا أن رفع المخلفات من الترعة والتخلص منها من اختصاص وزارة الري: "الوزارة ترفع المخلفات وإحنا بنشيلها بقالنا كتير، لكن العبء زاد علينا أوي، والأهالي تعبت من الريحة والمنظر، واحنا منتظرين أن الوزارة تكتب تعهد أنها تشيل المخلفات دي بعد 48 ساعة من رفعها وبقالنا أسبوعين منتظرين".