في البداية، انتقد فتحي مبروك، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، حالة التعليق الرياضي في مصر، مشيرًا إلى أن هناك كثير من المعلقين يفتقدوا للموهبة التي هي أساس مهنة التعليق، بجانب إنهم لا يفهمون كرة القدم، وليس لديهم القدرة على قراءة الملعب بشكل سليم.

وقال"مبروك": "هناك معلقين يجعلوا الجماهير يشعرون بالملل، عند الاستماع إليهم، لأن ليس لديهم القدرة على جذب المشاهدين، وكثيرًا ما يقولون عبارات غير مألوفة وغريبة، لذلك يبتعد الناس عن مشاهدته".

وأضاف، أن القنوات التي تذيع الدوريات العالمية، أصبحت تتعاقد مع معلقين عرب، لأنهم لديهم موهبة في جذب الجماهير ولديهم خبرة كبيرة، لذلك تجد الجماهير تعشق مشاهدة المباريات للاستماع إليهم، مثل عصام الشوالي وغيره من المعلقين الذين تركوا بصمة عند المشاهدين.

وأكد مدرب الأهلي السابق، أنه لا توجد مقارنة بين الجيل الذهبي للتعليق أمثال محمد لطيف ومحمود بكر وبين الجيل الحالي الذي يفتقد للكثير من السمات التي لا بد من توافرها في المعلق الرياضي.

"أشرف محمود"

ومن جانبه، أكد أشرف محمود، الناقد والمعلق الرياضي، أن مهنة التعليق في مصر لم تتطور بالشكل المطلوب بسبب افتقاد بعض المعلقين للموهبة، ليس ذلك فقط، بل يفتقد المعلق إلى المظلة التي تصقله وتدعمه وتدافع عنه وتصحح مساره عند الخطأ.

وأشار"محمود"، إلى أن المعلقين في مصر يعانوا من بعض الصعوبات عند التعليق على المباريات، ومنها عدم وجود مكان لائق لهم في الاستادات المختلفة عند التعليق، بجانب ضعف العائد المادي الذين يحصلون عليه، وكل ذلك سبب تراجع التعليق المصري.

وأوضح المعلق الرياضي، أن مصر كانت صاحبة الريادة في مجال التعليق الرياضي، حيث البداية كانت مع محمود بدر الدين في أربعينات القرن الماضي، وتبعه عدد كبير من المعلقين الذين تركوا بصمة كبيرة في المهنة، ونالوا شعبية كبيرة مثل محمد لطيف، وحسين مدكور، وعلي زيوار، وميمي الشربيني، وحمادة إمام، ومحمود بكر، وانتشر بعد ذلك التعليق في البلدان العربية.

وطالب أشرف محمود، بضرورة تضافر جهود القائمين على المنظومة الرياضية، لعودة التعليق الرياضي المصري إلى مكانته الطبيعية، مؤكدًا على أن القنوات عليها مسئولية كبيرة في اختيار المعلقين المتميزين والقادرين على إمتاع الجماهير بموهبتهم وأصواتهم الجميلة.

"أيمن يونس"

ويرى أيمن يونس، المحلل الفني ونجم نادي الزمالك السابق، أن وضع التعليق الرياضي في مصر سيئ وضعيف جدًا، وأن سبب تدهور التعليق أن المعلقين تحولوا إلى موظفين أو عاملين في التليفزيون، بجانب افتقدهم للموهبة التي هي الأساس في هذه المهنة.

وأشار "يونس" إلى أن القنوات الخاصة أصبحت تعين المعلقين وفقًا لأهوائها، وليس هناك معايير سليمة لاختيار من يجلس على كرسي المعلق الرياضي.

وأكد نجم الزمالك السابق، أن المعلق الرياضي من العناصر الأساسية في المنظومة الرياضية، لأنه يخاطب الجماهير مثل الإعلاميين والصحفيين، لذلك لابد أن يكون على ثقافة عالية وأن يتمتع بالموهبة حتى يقنع الجماهير عند الاستماع إليه.

"ميمي الشربيني"

ويرى ميمي الشربيني المعلق الرياضي الكبير، أن الكثير من المعلقين الحاليين لا يمتلكون موهبة، مشيرًا إلى أن أي معلق رياضي لا بد أن يطور نفسه ولا يستمر على الطرق التقليدية، لأن ذلك يساعد على جذب الجماهير وتكون في حالة اشتياق كبير للاستماع إلى هذا المعلق

وأكد"الشربيني" أن هناك اختلاف كبير في الإمكانيات والمناخ في الدول العربية ومصر، موضحًا أن دول الخليج لديهم إمكانيات عالية تساعد المعلق عند التعليق على المباريات، كما أنها تهتم أكثر من مصر بالمعلقين.

"خالد كامل"

واختلف خالد كامل، المعلق الرياضي في قناة "نايل سبورت"، مع سابقيه، حيث أكد أن التعليق في مصر ما زال في حالة جيدة، وله مكانة كبيرة في المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن هناك معلقين متميزين، ولكن المشكلة في كثرة عددهم.

وقال "كامل": "من الطبيعي أن يختلف التعليق الرياضي عما سبق، لأن كل زمن له وقته وثقافته ومدارسه المختلفة.

وأضاف: "المعلقين العرب لم يسبقونا في التعليق، وأن السبب وراء شهرة بعض المعلقين أمثال "عصام الشوالي" و"رؤوف خليف" هو ظهورهم على قنوات تبث المباريات الأوروبية، لذلك من الطبيعي أن يكتسبوا شهرة واسعة نظرًا لأن الجماهير أصبحت تشاهد هذه المباريات وتهتم بها".
واختتم المعلق الرياضي تصريحاته، بأن التعليق الرياضي موهبة بجانب الممارسة، لذلك يجب على المعلق أن يطور نفسه باستمرار، مؤكدًا على ضرورة بث القنوات المصرية لمباريات الدوريات الأوروبية، حتى يكون لدينا معلقون كبار، لهم شهرة واسعة ويحرص الجميع على مشاهدتهم.