أم لمحكمة الأسرة: "بجمع الخضار اللي بيقع من سيارات سوق العبور علشان ولادي"
الأحد 18/ديسمبر/2016 - 08:09 م
الزهراء رشوان
طباعة
أمام مكتب أسرة السلام المنعقدة بمقر محكمة القاهرة الجديدة، ووسط جموع المحامين كلًا برفقة موكله، يقوم بتلقينه ما يجب أن يقوله لقاضي التحقيقات، لمحنا سيدة شابة في الثلاثين من عمرها، ترتسم على وجهها علامات الحزن مفترشة سلالم قاعة المحكمة، انتظارًا لدورها وفقًا لترتيبها في رول الجلسات، تضع يدها على صدغها، وتمسك بالأخرى طفلتها الصغيرة، والتي لم تتجاوز العشر سنوات، تلتفت بنظرات تائهة يمينًا ويسارًا، وكأنها تبحث عن شيء أو تلتمس العون من فاعل خير، أو لعلها تنعي حظها الذي حرمها حتى من القدرة على توكيل محامي كغيرها من بقية الناس ممن حولها، ليتولى الدفاع عنها، والحصول على حقوقها، وحقوق نجليها المسلوبة من قبل الزوج الهارب.
وفي استجابة منا لتلك النظرات الحزينة والباحثة عن عون، اخترقنا صمت تلك السيدة، وسألناها عن سبب مجيئها، استجابت للسؤال بسرعة غير متوقعة، استجابة تعكس مدى احتياجها لشخص يستمع إليها، يرفع عنها عبئ هم ثقيل، وبدأت تحكي قائلة: "أنا مش لاقية أجيب أكل لولادي، وجاية علشان أطلب نفقة ليهم من أبوهم الهارب"، واستكملت والدموع بدأت تغزوا عينيها: "كنت زمان بروح سوق العبور، وأجمع الخضار والفاكهة اللي بتقع من السيارات أثناء تحميلها، وكنا بنعتمد عليه في أكلنا، ولكن دلوقتي بعد ما اتطلقت مش بروح علشان بتعرض لمضايقات من بعض العمال، وعملت كخادمة في المنازل".
واستعرضت السيدة مأساتها، قائلة: "تزوجت من 12 سنة من سائق به من العيوب أكثر من المزايا، كان بخيل يرفض الإنفاق على متطلباتنا الحيوية من مأكل وملبس بالرغم من أنه مقتدر، ورزقني الله منه سريعا بطفل وطفلة وهو الأمر الذي حتم على الاستمرار معه بالرغم من بخله الشديد والذي يزداد حدة كلما زادت متطلباتنا.
وتضيف: "ففي كل صباح يلقى في وجهي عشرون جنيها ومطلوب منى أن أعد منها وجبتي الغذاء والعشاء كما أنه خلال فترة زواجنا لم يدخل اللحم في شقتنا سوى مرات معدودة وحرصا مني على تلاشي الصدام قررت أن أتصرف على طريقتي فقررت اللجوء لطلب مساعدات من المساجد التي تقدم مساعدات للمحتاجين ومن بعض أهل الخير وكان زوجي يستحلى لذلك الأمر، فالمهم بالنسبة له تجنب مطالبته بأية مستحقات مالية".
وتلفت: "لم أكتفي بذلك بل كنت أقوم بالذهاب لسوق العبور لجمع مخلفات وبقايا الخضار ثم أقوم بشراء كيلو هياكل من العشرون جنيها وأقوم بإعداد طعام لنا جميعا".
واستمررت سترا لهذا البخيل وغطاء على عيوبه ونقائصه إلى أن فوجئت ذات يوم عقب عودتي من سوق العبور بامرأة غريبة برفقته داخل عقر داري جن جنوني وقمت بطردها ولكن زوجي فاجأني بما هو خارج توقعاتي قائلا بصوت مرتفع دي مراتي وليها حق في الشقة وفيا ذي حقك وأكتر وأنا قررت إنها هتعيش معاكي في نفس الشقة.
وقعت تلك الكلمات على كالصاعقة وسقطت على الأرض فاقدة للوعي للحظات: قررت بعدها ترك المنزل والذهاب إلى أسرتي أغمضت عينيها في محاولة لتجميد دمعة كادت أن تسيل وأكملت لم يبالى زوجي الخائن بغضبي وتركني دون محاولة للم الشمل وظل برفقة زوجته الجديدة وحينما أفقت من الصدمة قررت التحدي واسترداد شقة أولادي من تلك المرأة الغازية.
هرولت نحو المنزل متأثرة بمقولة يا إما قاتل أو مقتول، بعد أن سيطرت علي قوة غريبة دخلت الشقة عقب قيام زوجي بفتح الباب وقمت بمساندة أهلي بمحاولة طرد تلك المرأة من بيتي فنهرني زوجي وهددني بالخروج معها والاختفاء من حياتي نهائيا ما لم أتراجع عن قراري ولكني لم أرضخ لتهديده وقمت بطردها ومن جانبه نفذ زوجي تهديده وخرج برفقتها.
وبعد أن تيقنت من حقيقة زواجه منها طلبت من شقيقته أن يقوم بتطليقي مرددة جملة أنا ممكن أصبر على الجوع وكمان ممكن أصبر على البخل بس ما أقدرش أتحمل الخيانة كما طلبت منها أن يخصص نفقة شهرية لطفليه، وأكملت استجاب لطلبي الأول، وفيما رفض طلبي الثاني ما دفعني للعمل كخادمة بالمنازل أقوم خلاله بغسيل السجاد لهم حسب الطلب مقابل أجر زهيد يعينني على المعيشة.
ولفتت السيدة أن الهدف من تفضيلها لهذا العمل بالذات لكونه الوحيد الذي يمكنها من مرافقة ابنتها لها والتي تخشى عليها من التعرض لمكروه حال تركها بمفردها لفترات طويلة كما قررت التقدم بدعوى نفقة أمام محكمة الأسرة.
وفي استجابة منا لتلك النظرات الحزينة والباحثة عن عون، اخترقنا صمت تلك السيدة، وسألناها عن سبب مجيئها، استجابت للسؤال بسرعة غير متوقعة، استجابة تعكس مدى احتياجها لشخص يستمع إليها، يرفع عنها عبئ هم ثقيل، وبدأت تحكي قائلة: "أنا مش لاقية أجيب أكل لولادي، وجاية علشان أطلب نفقة ليهم من أبوهم الهارب"، واستكملت والدموع بدأت تغزوا عينيها: "كنت زمان بروح سوق العبور، وأجمع الخضار والفاكهة اللي بتقع من السيارات أثناء تحميلها، وكنا بنعتمد عليه في أكلنا، ولكن دلوقتي بعد ما اتطلقت مش بروح علشان بتعرض لمضايقات من بعض العمال، وعملت كخادمة في المنازل".
واستعرضت السيدة مأساتها، قائلة: "تزوجت من 12 سنة من سائق به من العيوب أكثر من المزايا، كان بخيل يرفض الإنفاق على متطلباتنا الحيوية من مأكل وملبس بالرغم من أنه مقتدر، ورزقني الله منه سريعا بطفل وطفلة وهو الأمر الذي حتم على الاستمرار معه بالرغم من بخله الشديد والذي يزداد حدة كلما زادت متطلباتنا.
وتضيف: "ففي كل صباح يلقى في وجهي عشرون جنيها ومطلوب منى أن أعد منها وجبتي الغذاء والعشاء كما أنه خلال فترة زواجنا لم يدخل اللحم في شقتنا سوى مرات معدودة وحرصا مني على تلاشي الصدام قررت أن أتصرف على طريقتي فقررت اللجوء لطلب مساعدات من المساجد التي تقدم مساعدات للمحتاجين ومن بعض أهل الخير وكان زوجي يستحلى لذلك الأمر، فالمهم بالنسبة له تجنب مطالبته بأية مستحقات مالية".
وتلفت: "لم أكتفي بذلك بل كنت أقوم بالذهاب لسوق العبور لجمع مخلفات وبقايا الخضار ثم أقوم بشراء كيلو هياكل من العشرون جنيها وأقوم بإعداد طعام لنا جميعا".
واستمررت سترا لهذا البخيل وغطاء على عيوبه ونقائصه إلى أن فوجئت ذات يوم عقب عودتي من سوق العبور بامرأة غريبة برفقته داخل عقر داري جن جنوني وقمت بطردها ولكن زوجي فاجأني بما هو خارج توقعاتي قائلا بصوت مرتفع دي مراتي وليها حق في الشقة وفيا ذي حقك وأكتر وأنا قررت إنها هتعيش معاكي في نفس الشقة.
وقعت تلك الكلمات على كالصاعقة وسقطت على الأرض فاقدة للوعي للحظات: قررت بعدها ترك المنزل والذهاب إلى أسرتي أغمضت عينيها في محاولة لتجميد دمعة كادت أن تسيل وأكملت لم يبالى زوجي الخائن بغضبي وتركني دون محاولة للم الشمل وظل برفقة زوجته الجديدة وحينما أفقت من الصدمة قررت التحدي واسترداد شقة أولادي من تلك المرأة الغازية.
هرولت نحو المنزل متأثرة بمقولة يا إما قاتل أو مقتول، بعد أن سيطرت علي قوة غريبة دخلت الشقة عقب قيام زوجي بفتح الباب وقمت بمساندة أهلي بمحاولة طرد تلك المرأة من بيتي فنهرني زوجي وهددني بالخروج معها والاختفاء من حياتي نهائيا ما لم أتراجع عن قراري ولكني لم أرضخ لتهديده وقمت بطردها ومن جانبه نفذ زوجي تهديده وخرج برفقتها.
وبعد أن تيقنت من حقيقة زواجه منها طلبت من شقيقته أن يقوم بتطليقي مرددة جملة أنا ممكن أصبر على الجوع وكمان ممكن أصبر على البخل بس ما أقدرش أتحمل الخيانة كما طلبت منها أن يخصص نفقة شهرية لطفليه، وأكملت استجاب لطلبي الأول، وفيما رفض طلبي الثاني ما دفعني للعمل كخادمة بالمنازل أقوم خلاله بغسيل السجاد لهم حسب الطلب مقابل أجر زهيد يعينني على المعيشة.
ولفتت السيدة أن الهدف من تفضيلها لهذا العمل بالذات لكونه الوحيد الذي يمكنها من مرافقة ابنتها لها والتي تخشى عليها من التعرض لمكروه حال تركها بمفردها لفترات طويلة كما قررت التقدم بدعوى نفقة أمام محكمة الأسرة.