الاجتماع في كشك "عم صبحي".. والموضوع: معاناة المواطن مع ارتفاع الأسعار
الخميس 22/ديسمبر/2016 - 01:15 م
أحمد أبو حمدي
طباعة
الثامنة صباحًا، يتوجهون صوب كشك "عم صبحي"، يعقدون اجتماعهم الصباحي، قبل أن يتوجه كلًا منهم إلى عمله، يتشاورون في آخر التطورات التي طرأت على الوضع الاقتصادي في مصر، يسردون معاناتهم اليومية ويبثون الأمل بكلمات تحمل في ثناياها الطمأنينة، "بكرة ربنا يفرجها وكل الأزمات تتحل، ومن رضي بقليله عاش"، يحاول بعضهم البحث عن حلول مؤقتة تمكنهم من التأقلم مع الوضع الاقتصادي الحالي، بينما يكتفي آخرون بـ"الفضفضة" حيث يجدوا فيها شعور بالراحة النفسية.
"كل حاجة غليت، وبقى كل حلمي أدبر لقمة عيش أكلها أنا وعيالي كل يوم"، هكذا بدأ "سيد عبد الغني" ذو الـ40 عام حديثه، يعمل سائق تاكسي منذ 15 عامًا، لديه 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، يؤكد أن الأوضاع ازدات سوءً عقب ثورة الـ25 من يناير: "محدش بقى يركب تاكسي دلوقتي، الناس لو تقدر هتقضي مشاويرها كعابي عشان يوفروا الفلوس، وكمان الناس بقيت تخاف تركب أكتر من بعد ما البنزين غلي لأنهم عارفين أن كل أجرة المواصلات زادت، ده غير أن كل حاجة ولعت الأكل والشرب بقينا بنوفرهم بطلوع الروح".
يلتقط منه أطراف الحديث صديقه "محمد عادل"، الذي أكد أن التاجر هو المستفيد الوحيد من كافة الأزمات الاقتصادية التي تشهدها مصر: "رجال الأعمال والتجار والحرامية والنصابين هما اللي مش شايلين هم لكن الغلابة اللي عندهم ضمير وبياكلوها بالحلال هيموتوا"، تخرج الشاب الثلاثيني من كلية الحقوق وبعد أن سأم من البحث عن عمل خاص بدراسته انتهى به المطاف في أحد مصانع الملابس: "المرتب 800 جنيه بيتصرفوا أكل ومواصلات وإيجار ومش عارف أجيب شقة أتجوز فيها وامارس حياتي زي أي شاب في الدنيا".
وهنا تدخل "عم مبروك" الرجل الخمسيني الذي وهب حياته لمهنة "الحلاقة" بعد أن أشعل سيجارته: "زمان كان في خير وبركة في كل حاجة، وأي قرش بيجي كنا بنمشي بيه حياتنا ويفيض كمان، لأن الناس كان عندها صحة وأمل وتفاؤل وعاوزة تتعب وتشتغل، لكن في الزمن المهبب ده كله مأنتخ وبيرميها على البلد، لازم نتعب ونشتغل وربنا عمره ما ضيع تعب حد وأي بدل في الدنيا بتمر بأزمات مش مصر بس".
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور مدحت نافع، إن الظروف التي نمر بها أصعب مما نتخيل، لأنه أصبح نسبة ارتفاع خلال هذا العام تخطت حاجز الـ20% بحسب الجهاز المركزي للمحاسبات، مضيفًا أنه في عام 2017 سيشهد استقرارًا بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن معظم القرارات التي اتُخذت في الفترة الأخيرة كقانون القيمة المضافة وقرار الجمارك أدت إلى ارتفاع هذه النسبة بشكل ملحوظ.
وأوضح "نافع" خلال تصريح خاص لـ"المواطن"، أن قيمة الأجور والرواتب محدودة للغاية وتدور في إطار ضيق: "أغلب الأسر من الطبقة المتوسطة في مصر تنفق ميزانية كبيرة على التعليم، وبالتالي سيكون من الصعب عليهم الإسراف في المعيشة أو استخدام أشياء لا يحتاجون إليها"، واعتبر أن إسراف الفرد يأتي أغلبه من شراء الطعام والشراب عمومًا، بينما أجاب الخبير الخبير الاقتصادي، الدكتور عمر الشنيطي، على سؤال كيفية تأقلم المواطنين محدودي الدخل مع ارتفاع الأسعار، قائلًا: "لو عرفتوا ابقوا قولولي".
"كل حاجة غليت، وبقى كل حلمي أدبر لقمة عيش أكلها أنا وعيالي كل يوم"، هكذا بدأ "سيد عبد الغني" ذو الـ40 عام حديثه، يعمل سائق تاكسي منذ 15 عامًا، لديه 4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، يؤكد أن الأوضاع ازدات سوءً عقب ثورة الـ25 من يناير: "محدش بقى يركب تاكسي دلوقتي، الناس لو تقدر هتقضي مشاويرها كعابي عشان يوفروا الفلوس، وكمان الناس بقيت تخاف تركب أكتر من بعد ما البنزين غلي لأنهم عارفين أن كل أجرة المواصلات زادت، ده غير أن كل حاجة ولعت الأكل والشرب بقينا بنوفرهم بطلوع الروح".
يلتقط منه أطراف الحديث صديقه "محمد عادل"، الذي أكد أن التاجر هو المستفيد الوحيد من كافة الأزمات الاقتصادية التي تشهدها مصر: "رجال الأعمال والتجار والحرامية والنصابين هما اللي مش شايلين هم لكن الغلابة اللي عندهم ضمير وبياكلوها بالحلال هيموتوا"، تخرج الشاب الثلاثيني من كلية الحقوق وبعد أن سأم من البحث عن عمل خاص بدراسته انتهى به المطاف في أحد مصانع الملابس: "المرتب 800 جنيه بيتصرفوا أكل ومواصلات وإيجار ومش عارف أجيب شقة أتجوز فيها وامارس حياتي زي أي شاب في الدنيا".
وهنا تدخل "عم مبروك" الرجل الخمسيني الذي وهب حياته لمهنة "الحلاقة" بعد أن أشعل سيجارته: "زمان كان في خير وبركة في كل حاجة، وأي قرش بيجي كنا بنمشي بيه حياتنا ويفيض كمان، لأن الناس كان عندها صحة وأمل وتفاؤل وعاوزة تتعب وتشتغل، لكن في الزمن المهبب ده كله مأنتخ وبيرميها على البلد، لازم نتعب ونشتغل وربنا عمره ما ضيع تعب حد وأي بدل في الدنيا بتمر بأزمات مش مصر بس".
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور مدحت نافع، إن الظروف التي نمر بها أصعب مما نتخيل، لأنه أصبح نسبة ارتفاع خلال هذا العام تخطت حاجز الـ20% بحسب الجهاز المركزي للمحاسبات، مضيفًا أنه في عام 2017 سيشهد استقرارًا بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن معظم القرارات التي اتُخذت في الفترة الأخيرة كقانون القيمة المضافة وقرار الجمارك أدت إلى ارتفاع هذه النسبة بشكل ملحوظ.
وأوضح "نافع" خلال تصريح خاص لـ"المواطن"، أن قيمة الأجور والرواتب محدودة للغاية وتدور في إطار ضيق: "أغلب الأسر من الطبقة المتوسطة في مصر تنفق ميزانية كبيرة على التعليم، وبالتالي سيكون من الصعب عليهم الإسراف في المعيشة أو استخدام أشياء لا يحتاجون إليها"، واعتبر أن إسراف الفرد يأتي أغلبه من شراء الطعام والشراب عمومًا، بينما أجاب الخبير الخبير الاقتصادي، الدكتور عمر الشنيطي، على سؤال كيفية تأقلم المواطنين محدودي الدخل مع ارتفاع الأسعار، قائلًا: "لو عرفتوا ابقوا قولولي".