المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

جهود تجديد الخطاب الديني في 2016.. "الإفتاء" تعزف بمفردها.. "الأوقاف" تطبق الخطبة الموحدة.. والأزهري "قادم"

الخميس 22/ديسمبر/2016 - 07:39 م
أحمد أبو حمدي
طباعة
لم تمر مناسبة عامة كانت أو سياسية أو دينية خلال الثلاثة أعوام الماضية، إلا وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسى خلالها إلي أهمية تجديد الخطاب الديني، محذرًا من خطر الجماعات الإرهابية والتكفيرية لأنها تتخذ من الدين ساترا لسفك الدماء من خلال تحريف النصوص الدينية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.


يونيو 2016

كانت البداية، عندما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبة ليلة القدر عن أهمية التجديد والبعد عن التشدد والمغالاة في فهم النصوص النبوية والقرآنية، منوهًا في كلمته إلى مراجعة الفكر الإسلامي المتشدد ونشر صحيح الدين الذي يتنافى مع القتل والاعتداء على الأبرياء من خلال فتاوى لا صلة لها بالإسلام.

يوليو 2016

ألقى الرئيس السيسي كلمته مع الشباب في المؤتمر الرئاسي والتي أكد خلالها أيضا على مسئولية الدولة المصرية فى تجديد الخطاب الديني ومكافحة الإرهاب.

وخلال الظهور في احتفالات أكتوبر المجيدة عام 2016 على هامش مؤتمر شرم الشيخ الخاص بالشباب المصري، طالب السيسي الحكومة بالتعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وجميع الجهات المعنية بالدولة بوضع ورقـة عمـل وطنيـة تمثل إستراتيجية سليمة لتصويب الخطاب الديني في إطار الحفاظ على الهوية المصرية.

ديسمبر 2016

جدد دعوته للأزهر الشريف والأوقاف والإفتاء والكنيسة بوجوب الإسراع في إعادة تأهيل المواطن المصري وحثه على تطبيق تعاليم دينه والإلتزام بها دون تشدد أو تعصب فكري من خلال تلك المؤسسات.

ورغم نداءات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة، بالتزامن مع نجاح الدولة في توجيه ضربات قاسية للإرهابية، إلا أن المواجهة الحقيقة لانتشار الفكر المتطرف ما زالت في أحضان المؤسسات الدينية، التي لم تحرك ساكنًا.

الأزهر يعيد الهيكلة من جديد

خلال هذا العام الحالي تنوعت الجهود الأزهرية بين الحوارات المجتمعية والحوار الداخلي مع أبنائه في الجامعات، وإحياء الرواق الأزهري، إلى جانب جولات خارجية لتصحيح مفهوم الإسلاموفوبيا، بالإضافة إلى إنشاء مرصد الأزهر لتتبع تحركات التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم من الجماعات المتطرفة، وتدشين مجلس حكماء المسلمين برئاسة الشيخ أحمد الطيب، للعمل على تأسيس مركز عالمي للفتوى، مع إعادة تنشيط بيت العائلة المصري مرة أخرى.


وفي منتصف العام الحالي كانت التحركات الداخلية للأزهر الشريف، أعلن الأزهر إقامة سلسلة من الحوارات المجتمعية بين الشباب والعلماء والخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة التي تهم الشباب؛ لأجل تفعيل القيم الأخلاقية والاقتصادية وإحياء قيمة العمل التطوعي، وإحياء دور الشباب في المجالات المختلفة لدفع مسيرة التنمية في المجتمع وذلك من خلال التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والكنيسة المصرية والأوقاف والثقافة والشباب وبيت العائلة المصرية وفروعه في المحافظات واللجان الأساسية، والتي ضمت لفيفًا من الشباب في الجامعات والمرحلة الثانوية وفئات من مختلف شرائح الشباب العاملين، لأجل وضع رؤية مشتركة لتفعيل القيم الإيجابية للحفاظ على الهوية المصرية وتعميق الانتماء للوطن.

الإفتاء تعزف بمفردها

خلال العامين الماضيين تلقت المؤسسة الدينية سهام النقد الحادة من المثقفين عامة بسبب مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الإسراع في تجديد الخطاب الديني، ومن هنا بدأت المؤسسة الدينية في السعي بجد من أجل اتخاذ خطوات مسرعة لإنجاز هذا الملف، ودار الإفتاء كانت على رأس المؤسسات الدينية التي اتخذت خطوات حقيقية فاعلة في ملف تجديد الخطاب الديني٬ وتدخل دار الإفتاء عام 2017 بميراث من النجاح حققته في 2016، حيث تصدت الدار منذ اللحظة الأولى٬ وكانت بالمرصاد الفكري للتنظيمات الإرهابية٬ إذ ردت عليها الحجة بالحجة والفكر بالفكر٬ وواجهت أفكارها المضللة٬ خاصة التنظيم الإرهابي الأكثر وحشية ودموية الملقب بـ"داعش".

فأنشأت خلال العام مرصدًا لتفنيد الأفكار التكفيرية والشاذة٬ ورصد كل فتاوى التكفير والرد عليها بحرفية ومنهجية عالية٬ تراعى كل أدوات البحث العلمي والمنهجي٬ وفى إطار صحيح الدين والأصول الفقهية٬ والشرعية لتفنيد الآراء المنحرفة والشاذة للتكفيريين.


الإفتاء خارج حدود الوطن

شهد العام انطلاقة للأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم، وكانت إحدى ثمار المؤتمر العالم للإفتاء٬ الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي٬ ومقرها القاهرة٬ ويرأسها فضيلة المفتى الدكتور شوقي علام، لكي تعيد للقاهرة ريادتها الدينية٬ وتجعلها مركز الفتوى المستنيرة الوسطية البعيدة عن التشدد والتطرف والإرهاب٬ وتجعل دار الإفتاء المصرية بمثابة المرجعية وبيت الخبرة العالمية في الفتوى ورأس الحربة في قضية تجديد الخطاب الديني وتحديدًا أولويات المواجهة العلمية الدينية مع التطرف والإرهاب والتشدد٬ خلال الفترة المقبلة٬ وكان هذا واضحا في ثناء كثير من علماء الأمة الإسلامية على هذه الخطوات وبرقيات التهنئة٬ التي انهالت على دار الإفتاء.

الأوقاف والخطبة الموحدة

مع دخول العام الحالي خاضت وزارة الأوقاف معركة أشرس وهى "الخطبة الموحدة"، التي أعلنت عن تطبيقها في جميع المساجد التابعة لها، ومع البدء في التطبيق الخطبة الموحدة اشتعلت الأزمة بين الأزهر والأوقاف، خاصة مع رفض الأزهر التزام دعاته ووعاظه بها، وهو ما تم حله في نهاية المطاف بعد اجتماع الرئيس بجميع المسئولين عن القطاعات الدينية بالدولة، وتوجيهه لوزير الأوقاف بضرورة السماع لتوصيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إمام المسلمين.


كما قررت الأوقاف ضم الزوايا والمساجد غير التابعة لها احترامًا لقدسية المنبر وتطهيرًا لأفكار الدعاة وصونًا لجوهر الدعوة، إلا أنها لم تنجح في حسم المعركة لصالحها حتى الآن، فضلًا عن الحملة التي خاضتها لتطهير نسفها من الأئمة والدعاة غير الملتزمين بمنهجها الوسطى الذي تتبناه، فأحالت عددا منهم للتحقيق وفصلت عددا آخر بصورة نهائية.

وقررت لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، قبل نهاية العام بحوالي 20 يوم، برئاسة وكيل المجلس، السيد الشريف، مواصلة عملها بحضور ممثلي الأزهر والكنيسة لتجديد الخطاب الديني.


إعادة ملف التجديد لمستشار الرئيس الديني

خلال الأيام الماضية تناقلت الأخبار تقارير تفيد بتكليف الدكتور أسامة الأزهري عضو الهيئة الاستشارية لمؤسسة الجمهورية ومستشار السيسي للشئون الدينية، بإدارة ملف تجديد الخطاب الديني بشكل رسمي، بسبب عدم وضوح الرؤية من المؤسسة الدينية عامة إلى الوقت الحالي.

وأكدت التقارير أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى المولد النبوي، التي قال فيها "إن الخطاب الديني منفصل عن الإسلام ذاته واحتياجات العصر الحالي"، كانت بمثابة الضوء الأخضر لوكيل اللجنة الدينية بالبدء في مشروع تجديد الخطاب الديني، الذي تأخر كثيرًا منذ مناداة السيسي بـ"الثورة الدينية" قبل عامين.

وأشارت، إلى أن الأزهري سيبدأ في تنفيذ خطة تجديد الخطاب الديني خلال الأيام المقبلة، والتي من خلالها سيجوب جميع محافظات الجمهورية للالتقاء بشباب الجامعات، ومعرفة ما يدور في أذهانهم بالإضافة لتشكيل مجموعة عمل لوضع خطط تستهدف نشر الفكر الوسطي بين الشباب تمهيدًا للشرع في تجديد الخطاب لكي يتماشى مع روح ومشكلات العصر الراهن.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads