يوسف شاهين.. سفير "الإخراج" المثير للجدل
الأربعاء 04/يناير/2017 - 11:03 م
رحاب إدريس
طباعة
سخّر قدراته في الإخراج، ليحوّل أفلامه من مجرد أفلام عادية لتكون تاريخ يسجل ويوثق الحياة السياسية في مصر، وعادى رئيس الجمهورية مقابل الحفاظ على قناعاته السياسية التي نقلها لنا في أفلامه، إنه المخرج المثير للجدل.. المخرج السينمائي يوسف شاهين.
شرف شاهين مصر في الكثير من المهرجانات العالمية وقدم صورة رائعة عن الفن المصري، وفي توصيفه لنفسه يقول شاهين: "حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته، وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات، أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها".
نشأة شاهين
"يوسف جبرائيل شاهين"، مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجر إلى مصر في القرن التاسع عشر.
تعليمه
كمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين، وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة حيث قالت الفنانة محسنة توفيق في إحدى الحوارات "أن أسرته كافحت لتعليمه"، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية.
وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي "پاسادينا پلاي هاوس"، يدرس فنون المسرح.
أفلامه
كان ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي، كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات ما يسمى "الإسلام السياسي"، كما تتضح آراءه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمرأة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد.
وأغضب فيلمه" المهاجر "عام1994 الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام، كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي، الأرض، عودة الابن الضال، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل، جميلة، وداعًا بونابرت ، إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل، باب الحديد، الاختيار، فجر يوم جديد.
مشاركته في أفلامه
ظهر يوسف شاهين، في أفلام أخرى كممثل كأدائه الرائع لشخصية "قناوي" في فيلم "باب الحديد" ومشاهده القصيرة في "إسماعيل ياسين في الطيران" إخراج فطين عبد الوهاب، وظهر في لقطة خاطفة في فيلم "ابن النيل" أثناء نزول محمود المليجي على السلم هاربا من البوليس، ويبدو أن عباراته لإسماعيل "هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي" اشتهرت لتتحول إلى أحد أشهر أفيهات السينما التاريخية.
كما قام شاهين بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم "فجر يوم جديد" و"اليوم السادس" و"إسكندرية كمان وكمان"، كان آخرها ظهوره في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف.
حصيلة "شاهين" السينمائية
37 فيلم طويل وخمسة أفلام قصار هي حصيلة شاهين حصيلة حياته المهنية نال عنها عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، أهمها جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي.
جوائز فنية
حصل شاهين على العديد من الجوائز الفنية منها: " التانيت الذهبية" من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الاختيار" عام 1970،و"الدب الفضي" من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "إسكندرية... ليه؟" عام 1979 كأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1989، وجائزة " فرنسوا كالية "من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "الآخر" عام 1999.
كما حصل على عدد من الجوائز الأخرى بمهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم "المصير" عام 1997، ومهرجان كان السينمائي عن فيلم "المصير" عام 1997
سبب قطع صداقاته بعمر الشريف
يعرف عن شاهين معارضته للرقابة والتطرف وكذلك للحكومة المصرية وللإسلاميين، فيقول شاهين الذي يعتبر نفسه جزءًا من جيل الليبراليين المصريين أنه يكافح ضد الرقابة المحافظة سواءً من جانب الدولة أو المجتمع، وهذا تسبب في انقطاع صداقته بالكثيرين ومنهم الممثل "عمر الشريف".
وعندما سئل عن صداقته بيوسف شاهين فأجاب: "صداقتي بيوسف شاهين انتهت سريعاَ، وهو عرض علي كذا فيلم وأنا رفضت، ومحصلش منه حاجة، بس هو يعني كان عنده حاجات جنسية أنا ما أقدرش عليها مش عايز أقولها".
مدينة فرنسية تطلق اسم شاهين على أحد شوارعها
أطلقت مدينة "بوبينيه" الفرنسية الواقعة بإحدى ضواحي باريس اسم الفنان الراحل يوسف شاهين على أحد شوارع المدينة تكريما للدور الهام الذي قام به على مدى تاريخه السينمائي وتقديرا لأعماله السينمائية الفريدة.
نبيلة عبيد تهدد شاهين
أكدت الفنانة نبيلة عبيد أنها هددت المخرج العظيم يوسف شاهين قبل رحيله بالقتل إذا لم يوافق على أن تعمل معه بأفلامه التي قدمها للسينما، مؤكدة أن شاهين وقتها كان يطلب منهم أن يقدموا أفلامًا تصلح لأن تشارك في المهرجانات أي أفلام بموضوعات هادفة.
وفاته
أُصيب شاهين مساء منتصف يونيو 2008، بنزيف متكرر بالمخ ليدخل بعدها في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة، نقل بعدها على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلي باريس، حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر.
وتوفي شاهين عن عمر يناهز 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثولي، بمنطقة العباسية بالقاهرة، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه.
وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة، وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ "المدافع".
شرف شاهين مصر في الكثير من المهرجانات العالمية وقدم صورة رائعة عن الفن المصري، وفي توصيفه لنفسه يقول شاهين: "حين أستعرض مشواري مع السينما المصرية بكل سلبياته وإيجابياته، وبكل ما قدمت من إضافات وبكل ما حصلت عليه من عذابات، أستطيع القول إنني أخذت من السينما بقدر ما أعطيتها، وأن رحلتي مع السينما المصرية كانت تستحق كل ما قدمته من أجلها".
نشأة شاهين
"يوسف جبرائيل شاهين"، مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة وأم من أصول يونانية هاجر إلى مصر في القرن التاسع عشر.
تعليمه
كمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين، وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة حيث قالت الفنانة محسنة توفيق في إحدى الحوارات "أن أسرته كافحت لتعليمه"، كانت دراسته بمدارس خاصة منها كلية فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية.
وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي "پاسادينا پلاي هاوس"، يدرس فنون المسرح.
أفلامه
كان ليوسف شاهين آراء سياسية واجتماعية واضحة، ففي الفترة بين 1964 و1968 عمل يوسف شاهين خارج مصر بسبب خلافاته مع رموز النظام المصري، وقد عاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي، كما كان شاهين معارضا للرئيس حسني مبارك، وكذلك لجماعات ما يسمى "الإسلام السياسي"، كما تتضح آراءه في عدد كبير من أفلامه كفيلم "باب الحديد" الذي صدم الجماهير بتقديمه صورة محببة للمرأة العاهرة، وفيلم "العصفور" سنة 1973 الذي كان يشير إلى أن سبب الهزيمة في حرب 1967 يكمن في الفساد في البلد.
وأغضب فيلمه" المهاجر "عام1994 الأصوليين لأنه تناول قصة يوسف ابن يعقوب عليهما السلام، كما تنوعت أفلام شاهين في مواضيعها فمن أفلام الصراع الطبقي مثل فيلم صراع في الوادي، الأرض، عودة الابن الضال، إلى أفلام الصراع الوطني والاجتماعي مثل، جميلة، وداعًا بونابرت ، إلى سينما التحليل النفسي المرتبط ببعد اجتماعي مثل، باب الحديد، الاختيار، فجر يوم جديد.
مشاركته في أفلامه
ظهر يوسف شاهين، في أفلام أخرى كممثل كأدائه الرائع لشخصية "قناوي" في فيلم "باب الحديد" ومشاهده القصيرة في "إسماعيل ياسين في الطيران" إخراج فطين عبد الوهاب، وظهر في لقطة خاطفة في فيلم "ابن النيل" أثناء نزول محمود المليجي على السلم هاربا من البوليس، ويبدو أن عباراته لإسماعيل "هايل يا سمعة.. كمان مرة.. عايز ضرب واقعي" اشتهرت لتتحول إلى أحد أشهر أفيهات السينما التاريخية.
كما قام شاهين بالتمثيل في أفلام أخرى من إخراجه مثل فيلم "فجر يوم جديد" و"اليوم السادس" و"إسكندرية كمان وكمان"، كان آخرها ظهوره في فيلم "ويجا" مجاملة لتلميذه خالد يوسف.
حصيلة "شاهين" السينمائية
37 فيلم طويل وخمسة أفلام قصار هي حصيلة شاهين حصيلة حياته المهنية نال عنها عدة أفلام منها جوائز وترشيحات لمختلف الجوائز في العالم، أهمها جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان السينمائي.
جوائز فنية
حصل شاهين على العديد من الجوائز الفنية منها: " التانيت الذهبية" من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم "الاختيار" عام 1970،و"الدب الفضي" من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "إسكندرية... ليه؟" عام 1979 كأفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1989، وجائزة " فرنسوا كالية "من مهرجان كان السينمائي عن فيلم "الآخر" عام 1999.
كما حصل على عدد من الجوائز الأخرى بمهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم "المصير" عام 1997، ومهرجان كان السينمائي عن فيلم "المصير" عام 1997
سبب قطع صداقاته بعمر الشريف
يعرف عن شاهين معارضته للرقابة والتطرف وكذلك للحكومة المصرية وللإسلاميين، فيقول شاهين الذي يعتبر نفسه جزءًا من جيل الليبراليين المصريين أنه يكافح ضد الرقابة المحافظة سواءً من جانب الدولة أو المجتمع، وهذا تسبب في انقطاع صداقته بالكثيرين ومنهم الممثل "عمر الشريف".
وعندما سئل عن صداقته بيوسف شاهين فأجاب: "صداقتي بيوسف شاهين انتهت سريعاَ، وهو عرض علي كذا فيلم وأنا رفضت، ومحصلش منه حاجة، بس هو يعني كان عنده حاجات جنسية أنا ما أقدرش عليها مش عايز أقولها".
مدينة فرنسية تطلق اسم شاهين على أحد شوارعها
أطلقت مدينة "بوبينيه" الفرنسية الواقعة بإحدى ضواحي باريس اسم الفنان الراحل يوسف شاهين على أحد شوارع المدينة تكريما للدور الهام الذي قام به على مدى تاريخه السينمائي وتقديرا لأعماله السينمائية الفريدة.
نبيلة عبيد تهدد شاهين
أكدت الفنانة نبيلة عبيد أنها هددت المخرج العظيم يوسف شاهين قبل رحيله بالقتل إذا لم يوافق على أن تعمل معه بأفلامه التي قدمها للسينما، مؤكدة أن شاهين وقتها كان يطلب منهم أن يقدموا أفلامًا تصلح لأن تشارك في المهرجانات أي أفلام بموضوعات هادفة.
وفاته
أُصيب شاهين مساء منتصف يونيو 2008، بنزيف متكرر بالمخ ليدخل بعدها في غيبوبة وأدخل إلى مستشفى الشروق بالقاهرة، نقل بعدها على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلي باريس، حيث تم إدخاله إلى المستشفى الأمريكي بالعاصمة الفرنسية، ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر.
وتوفي شاهين عن عمر يناهز 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثولي، بمنطقة العباسية بالقاهرة، ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه.
وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة، وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ "المدافع".