على الرغم من تشابه حادثتي سقوط الطائرة الروسية في سيناء التي أقلعت من شرم الشيخ، والتي أدت إلى وفاة كل ركابها وطاقم الطائرة في أكتوبر 2015، واختفاء الطائرة المصرية القادمة من فرنسا الخميس الماضي وتحطمها ووفاة كل من كان على متنها، إلا أن مواقف الدول الأوروبية اختلفت تماماً ما بين حادثة سقوط الطائرة الروسية واختفاء نظيرتها المصرية، مما يدل على انحياز تلك الدول ضد الدولة المصرية.

أمريكا.. قنبلة على متن الطائرة
علق الرئيس الأمريكي، باراك أوباما على حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، بتعليقات تشبه كثيرًا التصريحات إلى أدلى بها كاميرون وكأن الأمر متفق عليه.

وقال أوباما إنه يوجد احتمال بأن يكون حادث تحطم طائرة ركاب روسية في مصر ناجمًا عن قنبلة على متنها، وكان البيت الأبيض، قد أكد أنه لم يتوصل بعد إلى تحديد أسباب تحطم الطائرة الروسية في سيناء المصرية مع تأكيد عدم استبعاد فرضية العمل الإرهابي، بحسب تصريحات المتحدث باسم الرئيس الأمريكي.

واستند الرئيس الأمريكي إلى تقرير الاستخبارات الأمريكية، CIA الذي تطرق إلى إن الحادث سببه عمل إرهابي وأن الطائرة سقطت بفعل تفجير قنبلة على متنها زرعها تنظيم داعش الإرهابي بداخلها أثناء تواجدها.

المشاركة في البحث والتعاون في التحقيقات
واختلف موقف الولايات المتحدة الأمريكية في حادثة اختفاء الطائرة المصرية القادمة من باريس، حيث اقتصر الأمر على تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أعرب عن أسفه الشديد لاختفاء طائرة مصر للطيران فوق البحر المتوسط.

وأشار كيري خلال الاتصال إلى استعداد بلاده الكامل لتقديم كافة أنواع المساعدة اللازمة لمصر من أجل كشف ملابسات حادث اختفاء الطائرة والوقوف على أسباب وقوعه.

تهديد يواجه العالم
فيما قالت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن حادث اختفاء الطائرة المصرية يسلط ضوءً قويًا على التهديد الذي يواجهه العالم من جماعات إرهابية منظمة.

وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في مقابلة مع قناة CNN الأمريكية، أن هذا التهديد يعزز الحاجة إلى قيادة أمريكية، هذا النوع من القيادة القوية الثابتة التي يمكن لأمريكا فقط أن توفرها.

تركيا.. تحذيرات من السفر لمصر

وعقب سقوط الطائرة الروسية في مصر، أصدرت وزارة الخارجية التركية تحذيراً لرعاياها، في 19 نوفمبر المنصرم، بعدم السفر إلى مدينة شرم الشيخ، في شبه جزيرة سيناء.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إنه على المواطنين أن يأخذوا بعين الاعتبار كافة المخاطر، عند التخطيط للسفر إلى مدينة شرم الشيخ.

كما أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية، في الأول من ديسمبر الماضي، عن إلغاء رحلاتها المقررة إلى مدينة شرم الشيخ، حتى الأول من يناير 2016، وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني، إن قرار الإلغاء جاء نتيجة مخاوف أمنية.

تعازي للسلطات المصرية
أما عن موقف تركيا من اختفاء الطائرة المصرية، اقتصر على تقديم التعازي للدولة المصرية، حيث أعربت وزارة الخارجية التركية عن تعازيها في ضحايا الطائرة المصرية المفقودة، أثناء توجهها من مطار شارل ديغول بباريس إلى مطار القاهرة.
وقالت الخارجية التركية في بيان لها: تلقينا بحزن عميق نبأ سقوط الطائرة التابعة للخطوط الجوية المصرية شرقي البحر المتوسط، ووفاة ركابها وطاقمها .
وأضافت نتقدم بالتعازي لكافة الدول والشعوب التي كان لها ركاباً على متن الطائرة، وفي مقدمتها الشعب المصري .

بريطانيا.. تعليق الرحلات إلى شرم الشيخ
وعن موقف بريطانيا من سقوط الطائرة الروسية في سيناء، قالت إن الطائرة الروسية التي تحطمت بعد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ ربما تكون قد أسقطت جراء انفجار عبوة ناسفة.
وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في بيان له: بينما التحقيقات جارية لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية، لكن مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة .
وفي إجراء احترازي قررت الحكومة تأخير الطائرات التي من المتوقع أن تقلع من شرم الشيخ للسماح لفريق خبراء الطيران البريطانيين المتوجهين إلى شرم الشيخ بأن يقوموا التدابير الأمنية المطبقة في المطار.
وقال مصدر مقرب من التحقيقات وتحليل معلومات الصندوقين الأسودين في مصر أن تحطم الطائرة الروسية يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقود .
واعتقد فريق الخبراء البريطاني الذي يحقق في سبب سقوط طائرة الركاب الروسية، أن قنبلة وضعت في المنطقة المخصصة لحمل الحقائب في بطن الطائرة قبل إقلاعها.
وقد علقت الحكومة البريطانية الرحلات من وإلى شرم الشيخ، بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن سبب تحطم الطائرة قد يكون قنبلة زرعت على متنها.

إتصالات ومساعدات
وعلى اختلاف موقف بريطانيا حوس اختفاء الطائرة المصرية، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، أنها على اتصال مستمر مع السلطات في القاهرة وباريس بعد اختفاء طائرة مصر الطيران رقم ام اس 804 في رحلتها من باريس إلى القاهرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية: بعد تقارير عن فقدان طائرة مصر للطيران، نحن على اتصال عاجل مع السلطات المحلية في باريس والقاهرة للحصول على مزيد من المعلومات .
وقال وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند، إن حكومته على اتصال وثيق مع السلطات المصرية والفرنسية بشأن اختفاء طائرة مصر للطيران، وأشار إلى عرض تقديم المساعدة للسلطات المصرية في جهود البحث والإنقاذ.
وقال هاموند في بيان أواسي أهالي وأصدقاء المفقودين نتيجة اختفاء طائرة مصر للطيران الرحلة إم إس 804، نحن على اتصال مع وثيق مع السلطات المصرية والفرنسية، وعرضنا على السلطات المصرية تقديم المساعدة لها في جهود البحث والإنقاذ .
وأضاف: نعلم أن هناك مواطناً بريطانياً واحداً غادر على متن الطائرة من باريس، ويقدم موظفونا الدعم والمساعدة لأسرته في هذا الوقت العصيب، وسوف نواصل تقديم المساعدة بأي شكل ممكن .

ألمانيا.. تقلل رحلاتها لمصر
قررت كبرى شركات السياحة الألمانية العاملة في السوق المصرية، تقليل عدد رحلاتها الوافدة إلى مصر حتى الموسم الصيفي المقبل بنسبة 50% وتغيير وجهة تلك الرحلات إلى بعض الدول الأوربية ومنها إسبانيا.
ويعود هذا القرار إلى عزوف السياح عن زيارة مصر حاليًا بسبب الادعاءات الباطلة التي انتشرت حول المقصد السياحي المصري بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء.

كشف معلومات جديدة
واقتصر دور ألمانيا تجاه حادثة اختفاء الطائرة المصرية، بإعلان قناة دويتشه فيليه الألمانية، إنها حصلت على معلومات جديدة عن اللحظات الأخيرة للطائرة المصرية المنكوبة، التي اختفت أثناء رحلتها من باريس للقاهرة.
ونقلت القناة تصريحات حصرية للخبير الدولي بشؤون الطيران، تيم فان بيرين، قال خلالها، إن معلومات أرسلها نظام إيه سي إيه أر الخاص بالتبليغ عن أي أخطاء على متن الطائرات، أشارت إلى وجود دخان داخل أحد مراحيض الطائرة المصرية أولاً ثم في غرفة أجهزة الطيران ثم فشلت الأجهزة التحكم، ما يعني أن حريقا قد نشب في الطائرة
وتابع: أول رسالة خطأ أرسلت من الرحلة كانت دخان من دورة المياه، ما يعني أن حريقاً نشب هناك، تبعتها رسالة بوجود دخان في غرفة أجهزة الطيران الإلكترونية، ثم رسالة بفشل أجهزة التحكم الرئيسية بالطائرة، ثم فشل أجهزة التحكم الثانوية، بعدها بدقائق انقطع الاتصال بالطائرة .