كاتب بريطاني: تنامي مؤشرات حول صدام عسكري بين أمريكا والصين
الثلاثاء 17/يناير/2017 - 01:31 ص
قال الكاتب البريطاني جدعون راخمان إن التساؤلات حول علاقة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بروسيا مهمة وخطيرة؛ لكنها تشتت الأنظار عن موضوع أكثر أهمية وخطورة وهو تنامي المؤشرات حول اتجاه إدارة ترامب صوب صدام مع الصين، على نحو قد يقود إلى مواجهة عسكري.
ورأى راخمان، في مقاله بـ"فاينانشيال تايمز" اليوم الاثنين، أن آخر المؤشرات قد ظهر في شهادة ريكس تيلرسون، مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، أمام الكونجرس؛ حيث أظهر تيلرسون تعنتا ملحوظا في توجه الولايات المتحدة صوب الجزر الاصطناعية التي أنشأتها بكين في بحر الصين الجنوبي.
وقد ربط تيلرسون بين برنامج بناء الجزر وقيام روسيا بعملية الضمّ غير الشرعية لشبه جزيرة القرم، قائلا إن إدارة ترامب تميل إلى إرسال إشارة واضحة إلى بكين مفادها أن "وجودكِ في تلك الجزر لن يكون أمرا مسموحا به".
واعتبر الكاتب ذلك بمثابة تهديد أمريكي بحصار الجزر، التي أقامت الصين عليها منشآت عسكرية؛ مضيفا "ليس من شك أن الصين ستحاول كسْر مثل ذلك الحصار سواء أكان عبر البحر أم الجو – على نحو يترك المسرح مهيأ لنسخة معاصرة من أزمة الصواريخ الكوبية".
ورصد راخمان ردّ فعل غاضب من جانب وسائل الإعلام الصينية المملوكة للدولة إزاء بيان تيلرسون؛ حيث حذرت صحيفة "جلوبال تايمز" الوطنية من "حرب واسعة المدى"، فيما تحدثت صحيفة "تشاينا ديلي" عن "مواجهة مدمرة بين الصين والولايات المتحدة".
ورجح صاحب المقال أن يكون تيلر قد قصد أكثر من ذلك في شهادته أمام الكونجرس؛ وقد بدا بيانُه مناقضًا للموقف الأمريكي الرسمي الذي يضع حرية الملاحة في المحيط الهادئ على رأس المصالح الأمريكية دون تعرض لمسألة السيادة الصينية على الجزر؛ لكن تيلرسون لم يفعل أي شيء ليتراجع عن بياناته أو يوضحها.
وأضاف الكاتب أن شهادة تيلرسون ليست المؤشر الوحيد على أن إدارة ترامب تُضمر النية على مواجهة مع الصين؛ لكن التغيرات في سياسة الولايات المتحدة حول تايوان ونقطة التجارة تصبّ في هذا الاتجاه.
ونوه راخمان عن أنه منذ عام 1979، عندما طبّعتْ الولايات المتحدة العلاقات مع الصين - منذ ذلك الحين وهي تحترم "سياسة الصين الواحدة" والتي تصرّ فيها بكين على اعتبار تايوان بمثابة إقليم متمرد؛ ونتيجة لذلك، لم يحدث أن تكلم رئيس أمريكي إلى رئيس تايواني على مدى عقود.. لكن في ديسمبر المنصرم، خالف ترامب أسلافه في هذا الصدد متحدثا هاتفيا مع رئيسة تايوان تساي إنغ وان.
وكما هو معتاد مع مفاجآت ترامب، ظن البعض أن الرئيس بتلك المهاتفة قد أخطأ، لكنه الأسبوع الماضي أجرى حوارا أكدّ فيه أن إدارته قد تتخلى بالفعل عن سياسة الصين الواحدة ما لم تقدّم بكين تنازلات حول التجارة؛ وإذا وضعنا في الاعتبار أن الصين قد أصرت مرارًا وتكرارًا على أنها تفضل الحرب على قبول استقلال تايون، فإننا بصدد سياسة عالية المخاطر.
ونبّه راخمان إلى أن الأمر بالنسبة لترامب مداره التجارة؛ ففي أثناء حملته الانتخابية، قال ترامب "لدينا عجزًا قيمته 500 مليار دولار مع الصين.. لا يمكننا الاستمرار في السماح للصين باغتصاب بلادنا".
وقال راخمان إن الذين أمّلوا أن يتخلى ترامب عن النزعة الحمائية بعد فوزه بمنصب الرئاسة سرعان ما خاب أملهم؛ على العكس، ثمة حديث عن فرض أمريكا تعريفات على البضائع الصينية وحديث آخر عن ضريبة استيراد جديدة، مضيفا "إذا وضعنا الكلمات الثلاثة البادئة بحرف ت (تايون، تيلرسون، تجارة) جنبا إلى جنب سيتضاءل الشك في أن أمريكا بقيادة ترامب متجهة صوب صدام مع الصين، لا سيما وأن الأخيرة هي أيضا، بقيادة شي جين بينج، قد خطت بالفعل خطوات ملحوظة صوب القومية".
وقال راخمان إن الصين في واقع الأمر تضع ضغوطا عسكرية ودبلوماسية واقتصادية متزايدة على حلفاء أمريكا في آسيا؛ كما أن بلدانًا أمثال كوريا الجنوبية وسنغافورة كانت اعتادت على فكرة التمتع بعلاقات اقتصادية لصيقة مع الصين مع الاستمرار في اعتبار الولايات المتحدة بمثابة درع أمني؛ لكن ذلك ربما يتغير فالحكومة الصينية الآن تهدد بالتمييز ضد الشركات الكورية الجنوبية ما لم تتراجع الحكومة في سول عن قرارها نشر درع صاروخي أمريكي على أراضيها.
وأضاف الكاتب أن سنغافورة تتعرض لضغط متزايد لقطع علاقاتها مع تايوان حيث طالما قامت قواتها بتدريبات عسكرية. وقد أعربت الصين عن استيائها عبر احتجاز بعض ناقلات الجنود السنغافوريين أثناء عبورها من هونج كونج في الطريق من تايوان، كما أرسلت الأسبوع الماضي حاملة طائرات عبر المضيق التايواني، على نحو دفع قوة الدفاع الجوي التايوانية إلى تعبئة طائراتها المقاتلة، وقبل ذلك في نفس الأسبوع تعبأت القوات الجوية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية في ردّ فعل لمناورات صينية.
ولفت راخمان إلى أنه حتى الآن لم تحدث مواجهات مشابهة بين أسطولَي الولايات المتحدة والصين البحريين؛ لكن إذا ما أصرّ كل من ترامب ونظيره الصيني بينج على مواقفهما الحالية، فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت.
وأكد الكاتب أن أية مواجهات من هذا القبيل ستترك حلفاء أمريكا في آسيا (وما هو أبعد منها) أمام خيارات مؤلمة، مشيرا إلى أنه في عهد أوباما كان يمكن للولايات المتحدة أن تعوّل على دعم مستتر من شركائها الأمنيين في آسيا إزاء أية مواجهات مع الصين، لكن لا يبدو واضحًا بشكل كبير أن حلفاء أمريكا التقليديون سيكونون مستعدون للاصطفاف إلى جانب إدارة ترامب المزاجية وغير المتوقعة وذات النزعة الحمائية إذا ما هي مشتْ صوب صدام مع بكين كما يبدو الآن.
واختتم الكاتب قائلا "إذا تصادمت أمريكا بقيادة ترامب مع الصين، فلا يمكن لواشنطن التسليم بأن العالم سيتعاطف معها".
ورأى راخمان، في مقاله بـ"فاينانشيال تايمز" اليوم الاثنين، أن آخر المؤشرات قد ظهر في شهادة ريكس تيلرسون، مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، أمام الكونجرس؛ حيث أظهر تيلرسون تعنتا ملحوظا في توجه الولايات المتحدة صوب الجزر الاصطناعية التي أنشأتها بكين في بحر الصين الجنوبي.
وقد ربط تيلرسون بين برنامج بناء الجزر وقيام روسيا بعملية الضمّ غير الشرعية لشبه جزيرة القرم، قائلا إن إدارة ترامب تميل إلى إرسال إشارة واضحة إلى بكين مفادها أن "وجودكِ في تلك الجزر لن يكون أمرا مسموحا به".
واعتبر الكاتب ذلك بمثابة تهديد أمريكي بحصار الجزر، التي أقامت الصين عليها منشآت عسكرية؛ مضيفا "ليس من شك أن الصين ستحاول كسْر مثل ذلك الحصار سواء أكان عبر البحر أم الجو – على نحو يترك المسرح مهيأ لنسخة معاصرة من أزمة الصواريخ الكوبية".
ورصد راخمان ردّ فعل غاضب من جانب وسائل الإعلام الصينية المملوكة للدولة إزاء بيان تيلرسون؛ حيث حذرت صحيفة "جلوبال تايمز" الوطنية من "حرب واسعة المدى"، فيما تحدثت صحيفة "تشاينا ديلي" عن "مواجهة مدمرة بين الصين والولايات المتحدة".
ورجح صاحب المقال أن يكون تيلر قد قصد أكثر من ذلك في شهادته أمام الكونجرس؛ وقد بدا بيانُه مناقضًا للموقف الأمريكي الرسمي الذي يضع حرية الملاحة في المحيط الهادئ على رأس المصالح الأمريكية دون تعرض لمسألة السيادة الصينية على الجزر؛ لكن تيلرسون لم يفعل أي شيء ليتراجع عن بياناته أو يوضحها.
وأضاف الكاتب أن شهادة تيلرسون ليست المؤشر الوحيد على أن إدارة ترامب تُضمر النية على مواجهة مع الصين؛ لكن التغيرات في سياسة الولايات المتحدة حول تايوان ونقطة التجارة تصبّ في هذا الاتجاه.
ونوه راخمان عن أنه منذ عام 1979، عندما طبّعتْ الولايات المتحدة العلاقات مع الصين - منذ ذلك الحين وهي تحترم "سياسة الصين الواحدة" والتي تصرّ فيها بكين على اعتبار تايوان بمثابة إقليم متمرد؛ ونتيجة لذلك، لم يحدث أن تكلم رئيس أمريكي إلى رئيس تايواني على مدى عقود.. لكن في ديسمبر المنصرم، خالف ترامب أسلافه في هذا الصدد متحدثا هاتفيا مع رئيسة تايوان تساي إنغ وان.
وكما هو معتاد مع مفاجآت ترامب، ظن البعض أن الرئيس بتلك المهاتفة قد أخطأ، لكنه الأسبوع الماضي أجرى حوارا أكدّ فيه أن إدارته قد تتخلى بالفعل عن سياسة الصين الواحدة ما لم تقدّم بكين تنازلات حول التجارة؛ وإذا وضعنا في الاعتبار أن الصين قد أصرت مرارًا وتكرارًا على أنها تفضل الحرب على قبول استقلال تايون، فإننا بصدد سياسة عالية المخاطر.
ونبّه راخمان إلى أن الأمر بالنسبة لترامب مداره التجارة؛ ففي أثناء حملته الانتخابية، قال ترامب "لدينا عجزًا قيمته 500 مليار دولار مع الصين.. لا يمكننا الاستمرار في السماح للصين باغتصاب بلادنا".
وقال راخمان إن الذين أمّلوا أن يتخلى ترامب عن النزعة الحمائية بعد فوزه بمنصب الرئاسة سرعان ما خاب أملهم؛ على العكس، ثمة حديث عن فرض أمريكا تعريفات على البضائع الصينية وحديث آخر عن ضريبة استيراد جديدة، مضيفا "إذا وضعنا الكلمات الثلاثة البادئة بحرف ت (تايون، تيلرسون، تجارة) جنبا إلى جنب سيتضاءل الشك في أن أمريكا بقيادة ترامب متجهة صوب صدام مع الصين، لا سيما وأن الأخيرة هي أيضا، بقيادة شي جين بينج، قد خطت بالفعل خطوات ملحوظة صوب القومية".
وقال راخمان إن الصين في واقع الأمر تضع ضغوطا عسكرية ودبلوماسية واقتصادية متزايدة على حلفاء أمريكا في آسيا؛ كما أن بلدانًا أمثال كوريا الجنوبية وسنغافورة كانت اعتادت على فكرة التمتع بعلاقات اقتصادية لصيقة مع الصين مع الاستمرار في اعتبار الولايات المتحدة بمثابة درع أمني؛ لكن ذلك ربما يتغير فالحكومة الصينية الآن تهدد بالتمييز ضد الشركات الكورية الجنوبية ما لم تتراجع الحكومة في سول عن قرارها نشر درع صاروخي أمريكي على أراضيها.
وأضاف الكاتب أن سنغافورة تتعرض لضغط متزايد لقطع علاقاتها مع تايوان حيث طالما قامت قواتها بتدريبات عسكرية. وقد أعربت الصين عن استيائها عبر احتجاز بعض ناقلات الجنود السنغافوريين أثناء عبورها من هونج كونج في الطريق من تايوان، كما أرسلت الأسبوع الماضي حاملة طائرات عبر المضيق التايواني، على نحو دفع قوة الدفاع الجوي التايوانية إلى تعبئة طائراتها المقاتلة، وقبل ذلك في نفس الأسبوع تعبأت القوات الجوية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية في ردّ فعل لمناورات صينية.
ولفت راخمان إلى أنه حتى الآن لم تحدث مواجهات مشابهة بين أسطولَي الولايات المتحدة والصين البحريين؛ لكن إذا ما أصرّ كل من ترامب ونظيره الصيني بينج على مواقفهما الحالية، فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت.
وأكد الكاتب أن أية مواجهات من هذا القبيل ستترك حلفاء أمريكا في آسيا (وما هو أبعد منها) أمام خيارات مؤلمة، مشيرا إلى أنه في عهد أوباما كان يمكن للولايات المتحدة أن تعوّل على دعم مستتر من شركائها الأمنيين في آسيا إزاء أية مواجهات مع الصين، لكن لا يبدو واضحًا بشكل كبير أن حلفاء أمريكا التقليديون سيكونون مستعدون للاصطفاف إلى جانب إدارة ترامب المزاجية وغير المتوقعة وذات النزعة الحمائية إذا ما هي مشتْ صوب صدام مع بكين كما يبدو الآن.
واختتم الكاتب قائلا "إذا تصادمت أمريكا بقيادة ترامب مع الصين، فلا يمكن لواشنطن التسليم بأن العالم سيتعاطف معها".