فؤاد المهندس.. "الأستاذ" الذي أشاد "الريحاني" بفنه ويعد "الزعيم" ابنه البكر
الأربعاء 25/يناير/2017 - 04:50 م
منار إبراهيم
طباعة
واحد من كبار نجوم زمن الفن الجميل المخضرمين الذين مثلوا في المسرح والسينما والتليفزيون والراديو، تميز بأدواره الكوميديا التي لا يختلف على روعتها اثنان، ترك وراءه تاريخ عملاق من الفن الراقي المليء بالإبداع.
أمتعنا بالعديد من الشخصيات التي لا تزال راسخة بأذهاننا منذ الصغر وحتى الآن، اتخذه الكثير من الفنانين الشباب قدوة لهم، وسار الكثير منهم على خطاه متمنين أن يصبحوا مثله في يوم من الأيام، استحق اللقب الذي أطلقه عليه الجميع بلا استثناء "الأستاذ"، هو المبدع المتألق فؤاد المهندس.
ولد "المهندس" عام 1924 في القاهرة بحي العباسية، وترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما "صفية ودرية" والشقيق الرابع سامي المهندس، نشأ بمدارس العزب التركية التي كانت لها فضلًا كبيرًا على تكوين شخصيته الصلبة.
والده هو زكي المهندس، العالم اللغوي، ولذا كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها بسبب والده صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية، كما أورثه أيضًا خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر، الذي ميزه خلال مشواره الفني.
التحق بكلية التجارة وانضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهده الفنان الراحل نجيب الريحاني وأعجب به في مسرحية "الدنيا على كف عفريت" فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيرًا، وبعد وفاته انضم لفرقة "ساعة لقلبك" منذ تأسيسها في مطلع الخمسينات، وكانت هذه بدايته مع التمثيل.
كان له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يسمى "كلمتين وبس" عبر أثير إذاعة البرنامج العام منذ 1968 يسلط به الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان "سيد أفندي".
ترك إرثًا كبيرًا من الأغاني في أفلامه ومسرحياته، وتميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيرة للأطفال أشهرها فوازير "عمو فؤاد" في شهر رمضان والتي لاقت نجاحًا كبيرًا ويكون جمهوره الأول فيه الأطفال بالثمانينيات والتسعينات.
قدم مسرحيات كثيرة للأطفال منها "هالة حبيبتي"، وغنى أغنيات للأطفال أشهرها "هنوا أبو الفصاد، ورايح أجيب الديب من ديله" اللتين لا يزال يرددها الأطفال والكبار إلى الآن، كما أنه دخل تجربة الإنتاج السينمائي عندما أنتج فيلم "فيفا زلاطا" الكوميدي إلا أنه لم يحقق النجاح المأمول وقتها.
يعد فؤاد وشويكار من أشهر ثنائيات الكوميدية في السينما والمسرح العربي، والتقيا للمرة الأولى في مسرحية "السكرتير الفني"، وتروي شويكار أنه عرض عليها الزواج أثناء تقديم أحد العروض، ليخرج "المهندس" عن النص قائلًا: "تتجوزيني يا بسكويتة؟" وتم الزواج ثم حدث الطلاق بينهما بعد زواج طويل، ولكن مع وقوع الطلاق إلا أن أعمالهم الفنية استمرت لتكون مسرحية "روحية اتخطفت" آخر عمل فني يجمعهما سويًا بعد الطلاق.
يرى "المهندس" أن الفن له رسالة سامية وهي خدمة المجتمع ولأنه يحب الأطفال فقد كان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال وقد حالفه التوفيق في ذلك بعد أن يقدم فوازير "عمو فؤاد" التي تابعها كل الأطفال في مصر والعالم العربي.
قدّم الأستاذ جيلًا كوميديا من الطراز الرفيع، وكان عادل إمام هو ابنه البكر، كما كان يحلو له دائمًا أن يناديه، ولم يبخل الأستاذ بالوقوف خلف تلميذه في عدد من أفلامه.
رحل فؤاد المهندس في 16 سبتمبر 2006 عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد رحيل رفيق عمره عبد المنعم مدبولي بشهر واحد فقط.