يعاني الفقراء في جميع أنحاء مصر، من ارتفاع الأسعار، لاسيما غلاء الكثير من الأدوية، والزيادة الكبيرة على جميع السلع والمنتجات الغذائية، والحقيقة التي يجب أن نضعها في حسباننا، هي إلي متي سيحمل الفقراء الغلاء؟، خاصة وأنهم يواجهون الارتفاع المتزايد يوما بعد يوم في حياتهم اليومية، مما يلقي بالكثير من الأعباء علي عاتقهم، وأصبحت المعادلة الصعبة في الظهور، دولة تقف في جانب محدودي الدخل يقابلها علي الجانب الأخر تجار يعملون علي احتكار السلع الغذائية لتحقيق مكاسب مادية دون النظر إلي الفقراء.
فبات من الواضح أن سياسة الحكومة أحكمت الشعب داخل دائرة مغلقة لا يقوى أن يهرب منها أحد، وأصبح يعاني من تكبد الديون فوق أروقتهم اليومية، فيسترجعني يومًا، كنت ذاهبة إلى عملي داخل إحدى المؤسسات الصحفية، واستقليت إحدى المواصلات العامة، فدار حديث بين الركاب، حول الأزمة الاقتصادية، التي تعيشها البلاد حاليًا، فاستنبطت أن هناك حالة من الغليان في الشارع المصري، بسبب ارتفاع الأسعار وعجز الكثير عن الوفاء بالتزاماتهم.
وأكد أحد أطراف الحوار، أنه على استعداد تام أن ينزل الشارع، لفرض "إتاوات"، على المارة، لأنه أصبح لا يستطيع أن يجلب الدواء لابنته المريضة، بسبب إن معاشه لا يكفي مطالب الطعام، وترددت كلمات الرجل في ذاكرتي، حتى ذهبت إلى عملي مترددة عما ستئول إليه الأمور داخل مصر، إذا استمرت الحكومة في فرض سياسة "جيب المواطن".
فيما راودني، موضوع قلة الوظائف، التي بات يشتكي منها المجتمع ككل، فهناك من يتخرج ولا يفعل شيء في حياته سوى الجلوس على "المقاهى"، لم يكن لتضييع الوقت، ولكن لسوء الأحوال الاقتصادية التي باتت في تدهور مستمر، ليس في غلاء الأسعار فقط، بل في جميع الأشياء، فهناك خريجي الكليات والمعاهد الذين يأملون في أبسط حقوقهم وهو "العيش والسكن والزواج"، حلمهم لم يبعد عن ذلك، مثل باقي الدول العربية، الذي تشهد حالة من الاسترخاء والنمو، ويعيش شعبها في حالة من الأمن والأمان، لم نسمع في مرة عن مواطن يشتكي من ازدياد سعر الأدوية، أو غلاء الأسعار.
حتى تخيلت إن هناك حالة من الغليان قد تحدث في أي وقت، تجعل البعض يتاجر بالفقراء فيتحول المشهد إلى ثورة "جياع".