أعادت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لتحقيق السلام الفعلي بينهم، القضية الفلسطينية إلى ساحة الرأي العام الدولي الجديد، خاصةً بعد إهمالها من قبل الدول العربية بسبب انشغالهم بالأوضاع الداخلية التي تعاني منها كل دولة، وانتشار الإرهاب بها، مما جعل البعض يتوقع فشل تلك المفاوضات حال عدم تكاتف الجهود العربية حول تلك الدعوة، حيث أنهم يعتبرون أن الضغط على إسرائيل هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الفلسطينيين، معتبرين أن إسرائيل دولة حرب وليس دولة سلام.
السيسي يطلق مبادرة للسلام
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه هناك حالياً فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقي، وأمن واستقرار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إذا ما كان هناك تجاوب حقيقي مع الجهود العربية والدولية لإقامة السلام، مشدداً على استعداد مصر للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين في هذا الصدد.
وأضاف السيسي، أنه يلتقي الكثير من رؤساء الدول والوفود والكونجرس وأوروبا والعربي، وحتي من الجاليات اليهودية في العالم، ودائماً أقول : خدوا بالكم الخطوة التي تمت من ٤٤ عاماً هي التي مهدت للسلام الحقيقي المستقر بين مصر وإسرائيل بعد معاهدة السلام، ولكن الواقع ومرور الزمن أكد أنه يمكن أن يتحقق بشكل جيد، والبعض قد يقول أن هذا السلام غير دافئ ،ولكنه سيكون أكثر دفئاً إذا ما حققنا أمل الفلسطينيين في إقامة دولة، ولكي يعيش الشعبين في أمن واستقرار، وإذا تحقق ذلك نكون عبرنا مرحلة صعبة جداً، وسنعطي أمل حقيقي ونقضي علي إحباط حقيقي.
وتابع: إذا تم حل المسألة الفلسطينية بإخلاص حقيقي وإرادة حقيقية ستكتب صفحة أخرى جديدة قد تزيد على ما تم إنجازه بين مصر وإسرائيل في معاهدة السلام التي مر عليها أكثر من ٤٠ عاماً، وأرجو أن يسمع الجميع ذلك.
واستطرد قائلاً: أقول للفلسطينيين وحدوا مختلف الفصائل، وتحقيق مصالحة حقيقية، وسريعة ومصر مستعدة للعب دور لوضع بإخلاص، ومسئولية فرصة حقيقية لتسوية القضية التي طالت، وأقول للإسرائيليين أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة الخطاب في إسرائيل، وإنه هناك فرصة حقيقية رغم ما تمر به المنطقة من ظروف، ولكن أقول أنه هناك فرصة حقيقية وإذا ما كنتم تثقوا في كلامي ومسيرتي على مدى عمري، أقول أننا حققنا السلام والأمان لكم ولنا ونستطيع الآن ذلك، والأمر إرادة قيادة وأيضاً رأي عام، وجزء كبير منه لم يعيش ما قبل اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
وأضاف السيسي: أقول للجميع من الفلسطينيين والإسرائيليين هناك فرصة عظيمة لمستقبل وحياة أفضل واستقرار أكبر وتعاون حقيقي أكبر، ولكن هل نغتنم الفرصة ونتحرك في هذا الإطار، أرجو أن تتفق القيادة والأحزاب الإسرائيلية على أهمية الأمر لنرى في المنطقة العجب، رغم التوترات الراهنة والخوف الحالي من الغد، وسيكون هناك واقع جديد.
ولفت السيسي، إلى أنه عند المفاوضات بين الرئيس أنور السادات، والجانب الإسرائيلي كان هناك حرص شديد على المنطقة ب و ج ، وأن تكون خالية من القوات والآن هذه المنطقة بها قوات لمحاربة الإرهاب بعد أن تم إيجاد حالة من الثقة والاطمئنان بين الجانبين.
مصر تلعب دوراً أساسياً
أشاد الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بالدور الذي يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي، في محاولة تهدئة الوضع، وتحقيق السلام في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن مصر تلعب دورًا رئيسيا في القضية الفلسطينية من زمن بعيد ، وأن الدولة المصرية لن تنساها أبداً حتى يتم حلها.
وأضاف كامل، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن العمل على حل القضية الفلسطينية سيساهم من الناحية الأخرى في القضاء على الإرهاب الذي يستغل الأوضاع السيئة التي تمر بها دول العالم العربي للقيام بعملياته الإرهابية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يستطيع أن يتوقع نتيجة المفاوضات التي تقوم بها الحكومة المصرية الآن بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق السلام على أرض فلسطين، معربًا عن آمله في أن تنجح الدولة المصرية في حل هذا النزاع الذي أرهق العالم العربي بأكمله منذ عقود كثيرة.
تكاتف الدول العربية

أكد سعيد صادق، المحلل السياسي، أن مفاوضات الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحل الأزمة الفلسطينية جاءت في وقتها المناسب، خاصةً عقب انشغال العديد من الدول العربية بأوضاعها ،وإهمالها للقضية الفلسطينية.
وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أن إعلان الرئيس عن مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ستعيد القضية الفلسطينية إلى ساحة الرأي العام الدولي من جديد، مناشداً الدول العربية بالتكاتف إلى جانب الدولة المصرية لحل الأزمة الفلسطينية.
وأوضح المحلل السياسي، أن الدول العربية يجب أن تجد وسيلة للضغط على الإدارة الإسرائيلية للموافقة على مفاوضات السلام، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض تماما تلك المبادرات، موضحاً أن إسرائيل دولة حرب وليس دولة سلام.
ستفشل بدون التعاون العربي
أكد حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المفاوضات التي تقوم بها مصر لحل أزمة النزاع العربي الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، لن تنجح إلا بتعاون جميع الدول العربية في الضغط على إسرائيل للموافقة على المفاوضات وحل الأزمة.
وأضاف نافعة ، في تصريح خاص لـ حق المواطن ، أنه حال إلقاء عبء تلك المفاوضات على كاهل الدولة المصرية، وحدها فإنها ستذهب هباءًا كغيرها، ولن تؤدي إلى أي نتائج على أرض الواقع، موضحًا أن المخططات الغربية نجحت في أن تشغل الدول العربية، بأزماتها الداخلية ومواجهة الإرهاب عن القضية الفلسطينية.
وأشار أستاذ العلوم السياسية ، إلى أنه هناك تعنت واضح من قبل السلطات الإسرائيلية حول حل القضية الفلسطينية، خاصة في ظل انشغال دول المنطقة عنها، وضعفها في مواجهة إسرائيل أو الضغط عليها لتسوية الأزمة.