في ذكرى ميلادها.. ليلى مراد "الصوت الملائكي" الذي عزف على أوتار الحزن
الجمعة 17/فبراير/2017 - 01:05 م
أشرقت ممدوح
طباعة
صوتها ملائكي ملئ بالحزن والشجن يهيم فيه كل من يسمعه، لا يختلف على صوتها إثنان، فهي واحدة من أبرز المغنيين بالقرن العشرين، كما أنها كانت بارعة في التمثيل أيضًا، أنها المطربة التي عزفت على أوتار الحزن ليلى مراد، فيحل علينا اليوم ذكرى ميلادها الـ99.
.
تعتبر "مراد"، من أبرز المغنيات والممثلات في الوطن العربي خلال القرن العشرين، إذ ولدت في الإسكندرية لأسرة يهودية الأصل وكان اسمها "ليليان"، والدها هو المغني والملحن "زكي مراد" الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها "جميلة سالومون" يهودية من أصل بولندي.
.
سافر والدها وهي صغيرة في السن ليبحث عن عمل بالخارج وانقطعت أخباره لسنوات، اضطرت فيها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية "نوتردام ديزابوتر"، وحين نفدت أموالهم تعرضت أسرتها للطرد من المنزل، تخرجت بعد ذلك من هذه المدرسة.
.
كانت في سن الـ14 عامًا، حين بدأت مشوارها مع الغناء، وتعلمت على يد والدها، وكانت الحفلات الخاصة محطتها التي انطلقت منها إلى الحفلات العامة، ثم تقدمت للإذاعة كمطربة عام 1934 ونجحت، بعدها سجلت إسطوانات بصوتها.
.
عام 1937 كان فاصلًا في حياتها إذ وقفت أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب والمخرج محمد كريم في فيلم "يحيا الحب"، وجذبت أنظار فنان الشعب "يوسف وهبي" لتقدم معه فيلمها الثاني "ليلة ممطرة" نهاية عام 1939، لتحقد عليها الكثيرات ممن هم في سنها، كما قال الكاتب "صالح مرسي" في كتابه "سيرة ليلى".
ليلى مراد في فيلم يحيا الحب
انضمت بعد ذلك إلى دار الإذاعة المصرية، التي تعاقدت معها علي الغناء مرة كل أسبوع، وكانت أولى الحفلات الغنائية غنت فيها موشح "يا غزالًا زان عينه الكحل"، ثم انقطعت عن حفلات الإذاعة بسبب انشغالها بالسينما ثم عادت إليها مرة أخرى عام 1947 حيث غنت أغنية "أنا قلبي دليلي"، وسميت بالقيثارة بسبب صوتها الحزين الشجي.
.
ارتبط اسمها باسم أنور وجدي بعد أول فيلم لها معه وكان من إخراجه وهو فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وتزوجا عام 1945، واستمر زواجهم قرابة 8 سنوات ثم سرعان ما انفصلا بالطلاق بعد أن اكتشفت خيانته على حد قولها في إحد اللقاءات.
.
ثم تزوجت من "وجيه أباظة" سرًا بسبب ممانعة عائلته العريقة لتلك الزيجة ولكونه إحد الضباط الأحرار خلال ثورة يوليو، وأنجبت منه ابنها "أشرف" ثم تزوجت المخرج الشهير "فطين عبدالوهاب" الذي أنجبت منه ولدها "زكي".
ليلى مراد وابنها زكي في لقطة نادرة
ولاحقتها شائعات كثيرة، منها ما قيل بعد ثورة 1956، بإنها تبرعت ماديًا لإسرائيل وتم التحقيق معها في وقائع شهيرة وثبتت براءتها من كل مانسب إليها، فضلًا عن أنها لم تزر تل أبيب طوال حياتها، وقيل إنها في تلك الفترة أعلنت إسلامها وتوفيت مسلمة.
ليلى مراد تحفظ القرأن
غنت ليلى مراد حوالي 1200أغنية، ولحن لها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي، محمد عبد الوهاب، منير مراد، رياض السنباطي، زكريا أحمد والقصبجي، ومثلت للسينما 27 فيلمًا كان أولها فيلم "يحيا الحب" مع الموسيقار محمد عبدالوهاب عام 1937، كان آخر أفلامها في السينما "الحبيب المجهول" مع حسين صدقي واعتزلت بعدها العمل الفني.
.
فارقت الحياة في 21 نوفمبر 1995، وكرمت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورة 1998 بمنحها شهادة تقدير تسلمتها عنها الفنانة "ليلى علوي".