منذ نعومة أظافري وأنا أتابع الإعلام وأسمع ما يقوله حول جماعة الإخوان،
فكانت الكلمة الأبرز التي أتلقاها هي جماعة الإخوان المحظورة.
تلك الجماعة التي كانت تستغل كل شئ في البلاد من أجل مصالحها الشخصية،
فتارة تُعادي النظام الحاكم، وتارة أخرى تقف مع النظام، ولكن كان أبرز الطرق
والأساليب التي تتبعها ضد أي نظام، هي الاغتيالات، فكانت تلك الجماعة تنتهج تلك
السياسة، من أجل إرهاب الأمة المصرية.
الإخوان وتاريخ من الاغتيالات.. تعتبر جماعة الإخوان أول من اتجه لتسييس
الدين، من أجل كسب مزيدًا من المغانم السياسية، فمنذ نشأتها على يد حسن البنا،
ونشر فكر الاغتيالات والإرهاب على يد سيد قطب، تحاول تلك الجماعة الإرهابية اغتيال
معارضيها وردعهم.
في العصر القديم اغتالت أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء، بالإضافة إلى
"النقراشي باشا"، والمستشار أحمد الخازندار، أما في عصرنا الحديث وبعد
سقوط حكمهم بعد عزل رئيس عصابتهم "محمد مرسي"، من رئاسة الجمهورية
المصرية، اغتالت تلك الجماعة الطامحة في الاستمرار في السلطة المستشار هشام بركات
النائب العام، وذلك بعد تحويل عدة قضايا لهم إلى القضاء ومحاكمة معظم قياداتهم.
الإخوان ومحاولة اغتيالي.. بعد أن بدأت عملي الصحفي، عملت بالقسم الميداني،
فكنت دائمًا أقوم بتغطية التظاهرات وبخاصةً تظاهرات المتأسلمين "الإخوان وحزب
النور".
قمت بالاندساس وسط شباب الإخوان وذلك لمحاولة معرفة كل شئ يُحيط بهم، وجدت
بعض الشباب المثقف بالإضافة إلى عددًا من كبار السن ونساء.
حينئذ اكتشفت أن تلك الجماعة تمتلك تنظيم على مستوى عالي من حيث الفكر
والإدارة، ولكن أيضًا في إحدى التظاهرات قام رجلاً تابع لتلك الجماعة بضرب طفل
عارض فكرهم بشارع محمد محمود حينها دخلت في مشادة كلامية مع ذلك الراجل صاحب
اللحية الطويلة، كادت أن تمتد إلى "خناقة كبيرة" وسط عددًا من أنصار ذلك
الرجل ولكنني تعاملت مع الموقف بذكاء.
إبان حكم المعزول مرسي، وتحديدًا يوم احتفال جماعة الإخوان بذكرى نصر
أكتوبر في ستاد القاهرة، اكتشفت أن الدكتور محمد مرسي مبارك هو من أطلق الضربة
الجوية على القوات الإسرائيلية والتي انتهت بتحرير سيناء من المغتصب الصهيوني.
في ذلك الوقت تعاملت مع الموقف على أنني شاب لست منتمي لأي حزب، وجدت عددًا
كبيرًا من الشباب يحاولون إقناعي بالانضمام لتلك الجماعة، محاولين اغتيالي فكريًا،
وبالفعل حضرت الاحتفالية، التي انتهت بمعرفة عددًا كبيرًا من شباب الإخوان، وحينها
اكتشفت أن المعظم جاء كالخرفان وتنفيذًا لأوامر القيادات الكبرى للجماعة وعلى
رأسهم المرشد محمد بديع.