أقام الأزهر مؤتمرًا دوليًا بكلية الدراسات الإسلامية، والذي جاء تحت عنوان "تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم"، برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، كخطوة إيجابية نحو التفاعل مع قضايا الأمة، وبعد الاستماع والمناقشة الجادة من بحوث قيمة فى هذا المؤتمر وفق المحاور المحددة، اجتمعت اللجنة المشكلة من كبار العلماء والمفكرين والمعنيين بهذا الشأن لصياغة البيان الختامى والمتضمن للمقترحات والتوصيات المستخلصة مما تم طرحه من بحوث.

ويرصد"المواطن" أبرز تلك التوصيات التي خرجت من المؤتمر الدولي بخصوص تجديد الخطاب الديني فيما يلي:

مفهوم التجديد
يؤكد المؤتمر، أنَّ تجديد الخطاب الدينى لا يعنى التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج على مبادئه وأخلاقياته، وإنما يعنى البحث فى أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر بالإضافة إلى أن للتجديد أصلًا فى كتاب الله الكريم وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعمل المجتهدين من علماء الأمة، فلا يخفى على أحد أنَّ الخطاب القرآنى تغير من النداء من "يا أيها الناس" فى العهد المكى إلى "يا أيها الذين آمنوا" فى العهد المدنى، وكذلك فى السنة النبوية المطهرة فى أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذى رواه الصحابى الجليل ابو هريرة - رضى الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها".

ضوابط التجديد
ومن ضوابط واساسسيات تجديد اللخطاب الديني،التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع تراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بأدب الخلاف والموضوعية فى المناقشة والمحاورة وغير ذلك، بالإضافة أن التجديد منوط بالأزهر الشريف بالتنسيق مع المجتمع العلمية المختصة على مستوى العالم الإسلامى فى إطار الاجتهاد الجماعى لعلماء الأمة.

طرح الأفكار البناء من خلال وسائل الإعلام
وتنفيذ ندوات علمية إعلامية بصفة دورية بالتنسيق مع علماء اعتمدهم الأزهر الشريف متحدين فى مجال التجديد فى وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة لطرح الأفكار والمفاهيم والتساؤلات والرد عليها.

الإحتكاك بالشارع
ويطالب المؤتمر العلماء بالانتقال بأنفسهم إلى مواضع خطابهم من المنتديات العامة ومجتمعاتهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية وسائر الملتقيات الشبابية.

المنهج الوسطي وسلامة الأمة
وينبغى أن يعلم أنَّ أمن الأمة وسلامتها وسلمها المجتمعى قائم على المنهج الوسطى المعتدل المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وتراث العلماء العاملين المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم.

دور العلماء في تحذير الناس من القراءات المنحرفة
وقيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التى يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبنى عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها.

دور المؤسسات في تصحيح الدين
ويؤكد أن دور المؤسسات المعنية القيام بترجمة صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة إلى اللغات الحية، وتعزيز دور المرأة فى النهوض بالخطاب الدينى وإبراز دورها المتميز فى خدمة الإسلام عبر القرون.

الإتفاق على قضايا لتوحيد الصف
اتفاق علماء الأمة على كلمة فيما بينهم فيما يثار من قضايا ونوازل تعرض للأمة، فإن الاتفاق من شأنه لمّ الشمل ووحدة الصف على القرآن والسنة.

رسالة المؤتمر لأهل الوعي والفكر
يهيب المؤتمر بالجهات ذات الصلة بقضايا الوعى والفكر أن تقوم كل جهة بما أنيط بها حتى تخرج هذه التوصيات من حيز التنظير إلى حيز التنفيذ، ومن قاعات النقاش والحوار إلى أرض الواقع.