دارت أمس معركة حاسمة في مستقبل الصحفيين، بشكل مباشر وعلى المجتمع بشكل عام، وترجع أهمية الحدث إلى أن نقابة الصحفيين من أكثر النقابات التي تمس الجميع بشكل مباشر وغير مباشر، وبإعلان فوز عبد المحسن سلامة، مدير التحرير لجريدة الأهرام القومية، والمرشح السابق لحزب الوطني الديمقراطي المنحل، نقيبًا للصحفيين، أثيرت العديد من التساؤلات حول مصير النقيب السابق يحيي قلاش؟

محاكمة قلاش ووكيلي النقابة السابقين
وفي حدث يعد الأسوأ في تاريخ النقابة وهو اقتحام النقابة من قبل قوات الأمن في مايو الماضي، لإلقاء القبض على الصحفيين عمرو بدر وأحمد السقا، اعتراضًا على اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير اتهم نقيب الصحفيين السابق، يحيى قلاش، ووكيلي المجلس خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، بإيواء متهمين مطلوبين، وحكمت المحكمة بعامين حبس مع الشغل و10 آلاف جنيه غرامة في منتصف نوفمبر الماضي.

وفي نهاية فبراير الماضي، أمرت محكمة جنح مستأنف قصر النيل، بتأجيل النطق بالحكم في الاستئناف المقدم من نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضو مجلس النقابة، خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، لـ 25 مارس الجاري، أي بعد إجراء الانتخابات داحل نقابة الصحفيين، وهو ما يفرض عدة تساؤلات أهمها، هل يتغير موقف قلاش والبلشي بعدما خسروا المعركة الانتخابية؟ وهل تعمدت المحكمة هذا التأجيل حتى لا يصبح الحكم صادرًا ضد أعضاء مجلس النقابة، وهو ما قد يثير جدلاً حول الحريات النقابية في مصر، والتضييق على المهتمين بالعمل النقابي؟.

نأمل في محاكمة قضائية وليست مسيسة
قال عضو هيئىة الدفاع عن "تيران وصنافير"، طارق نجيدة "نتمنى أن يخرج الحكم استنادًا إلى القانون أي بشكل قضائي وليس مسسيسًا"، موضحًا أنه لن يتأثر الحكم في السياق السابق بعد خسارة قلاش لمقعد النقيب في انتخابات النقابة بالأمس.

وتابع "وأن يصدر الحكم في موعده ليرفع سيف الخطر عن النقيب السابق يحيى قلاش وخالد البلشي وجمال عبد الرحيم".

وأضاف لـ"المواطن"، أن مسودة المحكمة في قرارها بتأجيل النطق بالحكم في نهاية فبراير الماضي، أوضحت أنها لا تريد أن تزج بحكمها في وسط المعركة وألا يكون للحكم تأثيرًا على الواقع السياسي والنقابي وكانت تلك نقطة إيجابية وتصرفًا سليمًا من هيئة المحكمة.

سلامة يؤثر على حرية المهنة بالسلب
ويرى منتقدو عبدالمحسن سلامة أن مستقبل الحريات الإعلامية بمصر، في ظله لن يكون منيرًا على عكس الوجع بعهد قلاش.

قال المحلل السياسي دكتور أحمد دراج، إن تصريحات عبد المحسن سلامة النقيب الحالي لنقابة الصحفيين، أكثر ما تردد بها هو الحديث عن زيادة البدل، والمشروعات الخدمة، مشيرًا لـ"المواطن" إلى أنه بالطبع سيمتد تأثير انتخاب سلامة على الحريات الإعلامية بالسلب.

وبشكل تعجبي، استدل دراج على التأثير السلبي الذي سوف يلحق بالحريات، أن سلامة لم يتطرق نهائيًا للقوانين التي تخص مجال الإعلام والصحافة، وكذلك لم يناقش الحريات الإعلامية والصحفية وكل الأمور المتعلقة بحرية النشر والتعبير عن الرأي، متابعًا، أن تصريحاته تدل على أن مهنة الصحافة هي ربحية و"السبوبة" فقط، وليست مهنة نقل الحقيقة والدفاع عنها.