أستاذ علم اجتماع : أضراره خطيرة ورقابة الأهل ضرورة

خبير أمن معلوماتي : الإنترنت مفيد في كل الحالات .. والعالم العربي حصره فى الإباحية والمخدر

لم يعد استخدام التكنولوجيا مقصوراً على الكبار فقط، حيث اختلف جيل الأطفال الحالي، الذي تربى على الفيس بوك وتويتر عن جيل الثمانينات والتسعينات، وحمل "الآي باد" وأصبح أكثر براعة في استخدام الإنترنت من بين الأجيال التي سبقته.

ولم يعد الأمر يقتصر على مجرد استخدام الأطفال هذه التكنولوجيا من أجل اللعب، بل أصبح الأمر أكثر خطورة من ذلك بكثير فالعديد من الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم الـ 15 عاماً يتقمصن أعمار أكبر منهم بكثير، من خلال إنشاء صفحات على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " ويقمن بخداع من هم أكبر منهم مستغلين قدرتهم على التعامل باحترافية مع وسائل التكنولوجيا الجديدة.

ويقوم البعض منهم بزيارة مواقع جنسية وإباحية لتنتهك بذلك التكنولوجيا براءة الأطفال عن طريق مشاهد محتوى لا يتناسب مع أعمارهم.

وأشارت الدراسات إلى مدى تأثير الإنترنت وخطورته البالغة على الأطفال حيث أكدت دراسة صينية صدرت مؤخرًا، أن 13% من مدمني الإنترنت حول العالم من الأطفال، وقد أكدت الدراساتُ أيضًا أن متوسط عمر الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت هو ثلاثة أعوام.

وفي بريطانيا صدر تقرير لإحدى مؤسسات دراسات الأبحاث أكد أن ملايين الأطفال يقضون أكثر من 20 ساعة أسبوعيًّا على مواقع الإنترنت، وعادة لا يعلم الآباء ما يشاهده أبناؤهم على هذه المواقع، كما كشفت دراسة حديثة أن 60% من الأطفال يعترفون بأنهم شاهدوا بطريق الصدفة مواد جنسية على الإنترنت.

في هذا السياق علق الدكتور، سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، علي التأثير السلبي لاستخدام الأطفال للإنترنت قائلاً "الأطفال في هذه المرحلة تحتاج إلى ممارسة الرياضة بشكل كبير مشيراً إلى أن هذا لا يمنع من استخدام الإنترنت لكن تحت المراقبة من الأهل".

وأضاف "صادق" أن استخدام الإنترنت لفترات كبيرة قد يسبب مشكلة كبيرة للطفل، مؤكداً أن تعليم الإنترنت في الغرب مثال للتفاخر لدي الأهل، فالأم تتفاخر بأن نجلها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يستطيع استخدام "الآي باد" إضافة إلى ألعاب الفيديو جيم والبلاي ستيشن.

من جانبه، قال رامي رؤوف، خبير أمن معلوماتي، إن استخدام الإنترنت مفيد ولا يمكن أن يكون مضر لأنه يساعد على توسيع مدارك الأطفال وتجعل منهم أناسا مثقفين مستقبلا ومواكبين لعصر تكنولوجيا المعلومات.

وأشار"رؤوف" إلى أن كل المجتمعات الغربية تشجع أبناءها على استخدام التكنولوجيا، وفي مصر ينقصنا هذه الثقافة في التعامل مع الأبناء، مؤكداً على ضرورة وجود ثقة متبادلة بين الأهل والأبناء عن طريق ترك الطفل لاكتشاف ومعرفة ما يدور من حوله في العالم.

وحمل رؤوف الأطباء التربويين مسئولية تأخر تعليم التقنيات الحديثة مشيرا إلى أنهم ترسخ في ذهنهم أن التكنولوجيا عبارة عن مواقع سلاح ومخدرات وإباحية .

وأكد خبير الأمن المعلوماتي أنه يمكن التحكم في المحتوى الذي يشاهده الطفل على الإنترنت من خلال وضع برنامج محدد يمنع دخول الأطفال على هذه المواقع، منوهاً أن التكنولوجيا في الخارج جزء أصيل من الحياة والثقافة والعملية التعليمية والعكس تماما هنا في مصر لا يوجد مكون معرفي مرتبط بالتقنية الحديثة، مضيفاً أن كل الطرق التعليمية في مصر عفا عليها الزمن منذ أكثر من عشرين عاماً ولا تتواكب مع روح العصر.