ضوضاء، أصوات عالية، كلاكسات عربات، باعة جائلين، عمارات شاهقة الارتفاع، وعلى بعد خطوات من محطة مترو الشهداء، يجلس شاب ثلاثيني، يبيع "سيديهات"، أفلام حديثة وقديمة وأغاني، و" cd" بارتيشن ماجيك وبرامج تنزيل الويندوز وتعريفات "لاب توب"، وغيرها، ومكتبة أفلام الفنانين كاملة بجودة عالية وأسعار بسيطة.

"أحمد المصري" خريج كلية حاسبات ومعلومات،جامعة القاهرة، دفعة 2004، يحكى عن معاناته في البحث عن وظيفة قائلًا: "أول ما أتخرجت من الكلية كنت فرحان زى أي شاب هيبتدي يأسس حياته، لكن الفرحة دي مستمرتش كتير لما بدأت أدور على شغل، وعرفت أن البلد ماشية بـ"الواسطة والمحسوبية" والشباب الغلابة بيداسوا تحت الرجلين ومحدش بيحس بيهم "

يكمل "احمد ": "أخدت فترة كنت قاعد فيها في البيت ومحبط ومش عارف أعمل إيه، لكن ظروف الحياة والمصاريف كانت بتجبرني أنى أفوق من يأسى وأنزل أدور على أكل عيشي، علشان والدي راجل على قده وما صدق أنى أخلص الكلية علشان أساعد معاه في المصاريف على إخواتى، ونزلت أدور على شغل واتنقل من شغلانه للتانية، من عامل في بنزينة، لتباع، لبائع كتب على الرصيف، ومستريحتش في أي شغلانه من دول لحد ما فكرت إني أبيع سيديهات في مكان يكون معروف وفيه ناس كتير، وبحكم أنى متعلم فكنت فاهم أنى أتكلم على السيديهات دي مع الناس وعلى الجودة بتاعتها، ولما الناس وثقت فيا وفى سيديهاتي وإنها مش مضروبة بقى ليا زباينى ".


يضيف "أحمد ": "الشباب بيجوا يشتروا منى السيديهات علشان بيستسهلوا واختصار للوقت، بدل ما الواحد يقعد طول اليوم يحمل في فيلم أو فيديو كليب من على الانترنت ويسحب السرعة كلها من عنده، أنا مش ببيع أى سيديهات زى باقي البياعين أنا فاهم فيها وبجبها جودتها عالية وليا زباينى اللي بيشتروا منى علي طول". 

ويكمل كلامه وإحساسه بالظلم: "بتصعب عليا نفسي لما الناس بتعاملني على إني مجرد بياع في الشارع بيفك الخط بالعافية". مناشدًا الحكومة بتوفير فرصة عمل له يستطيع من خلالها تثبيت دخل يساعده علي تحمل مسئولية والده المريض.