بالمستندات.. "المواطن" يكشف حقيقة وظائف شركات "live" الصينية
الجمعة 31/مارس/2017 - 11:33 ص
نها رضوان
طباعة
تابع موقع "المواطن" الضجة الكبرى لبعض الإعلانات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لشركات "live" الصينية، وتقديم وظائف براتب يصل إلى 200 دولار شهريًا للفتيات فقط من سن 18 وحتى 28 عامًا.
الوظيفة هي مذيع على تطبيق البرنامج، المطلوب بث مباشر لمدة 60 ساعة في الشهر على الأقل، تتحدث فيها الفتاة عن أي موضوع تختاره لكن ممنوع التحدث في الدين أو السياسة أو الجنس، لم يمر الموضوع مرور الكرام على "المواطن" إلا أنه أصر أن يعرف الحقيقة كاملة بنفسه، ليتأكد من نوايا تلك الشركات، وهل هي صادقة في عروضها أم تبيع الوهم باسم التوظيف بأجور مجزية.
البداية كانت.. مع استعداد محررة "المواطن" لتقمص شخصية فتاة تريد الحصول على دخل إضافي، وقيامها بالاتصال بالأرقام المرفقة مع إحدى الإعلانات، والتي تحدثت بلباقة شديدة وأظهرت موهبتها في الحديث، حتى حصلت على موعد المقابلة.
وخلال المكالمة الهاتفية مع مسئولة الشركة، سردت ماهية الوظيفة وعروضها والتي تتضمن عمل بث مباشر ساعتين في اليوم على الأقل "حسب العرض" لمدة 60 ساعة في الشهر، والحصول علي مبلغ 200 دولار شهريًا، والأهم هو الالتزام بالمظهر "المحتشم" وهناك 3 ممنوعات "الدين والجنس والسياسة".
أمعنا التفكير كثيرًا في هذا العرض إنه مغري ولكن هل هو حقيقي! وما الذي تستفيده تلك الشركات من هذا العمل! أسئلة كثيرة نري أن نحصل على إجابات لها، فمثل أي شاب يفكر في العرض، يقول ولما لا ساعتين سأتحدث خلالهم في أي شيء، أنها فرصة لإظهار موهبتي، وحصد أكبر عدد من المعجبين والأصدقاء، ساعتين في اليوم ليس بالوقت الكثير سأعتبرهم كوقت للدردشة، المهم النتيجة هو الحصول علي مبلغ 200 دولار شهريًا.
قررت يوم موعد المقابلة الظهور بمظهر بسيط، مثل أي فتاة عادية دون التبرج بمساحيق التجميل المبالغ فيها، وبالفعل اتجهت إلي مكان الشركة الكائن في شارع صلاح سالم، في إحدى العمارات الإدارية المعروفة، وجدت 4 فتيات كمسئولات عن استقبال الفتيات الراغبات في العمل، ومعهن اثنين من الصين، لم أجد نفسي الوحيدة المتقدمة لتلك الوظيفة، وجدت صفًا طويلًا من الفتيات من سن 18 وحتى 28 عامًا، جلس الفتيات يتهامسن عن طموحاتهن بعد نيل الوظيفة، وعن استخدام هذا الراتب في تحسين حياتهن، وبدا القلق واضحًا على بعضهن من عدم قبولهن في تلك الوظيفة المجزية، التي وصفها بعضهن بفرصة العمر، وأن القبول فيها بمثابة "العوض من الله لتحسين حياتهن".
وفجأة حضر الـ4 سيدات المسئولات عن المقابلة، وطالبن الفتيات بتسليم الهواتف من أجل تثبيت التطبيق علي الهواتف وإدخال "ip" الخاص بالشركة، وبالفعل استجبن وفجأة أصبح لكل فتاة منهن حساب علي التطبيق، وقامت سيدات الشركة باختيار صور للفتيات من على هواتفهن، صورة تجمع بين "الحشمة والجاذبية والأناقة".
ظل الانتظار سيد الموقف حتى بدأت المقابلات، كنت أنا أول من أجري معها مقابلة، كانت سريعة جدًا، وشعرت بأني شخص مرفوض ويجب أن يخرج سريعًا، في ظل وجود فتيات خفيفات الظل وصغيرات السن وملامحهن جذابة، طلب مني تسجيل فيديو من هاتفي المحمول أتحدث فيه عن أي موضوع لمدة دقائق معدودة، قمت بذلك بالفعل، وسلمت الفيديو لهن، ولكنها قالت لي "تقدري تروحي ونبقى نتصل بيكي" فقلت لها سأنتظر صديقتي بعد انتهاء مقابلتها، فوافقت.
و حان دور الأخريات لإجراء المقابلة والتي طالت فترة مقابلتهن، ثم خرجن وهن سعيدات لقد تم قبولهن، وسيوقعن العقود الآن، كان لزامًا على " المواطن" الحصول على نسخة من العقد، لتحليل بنوده، وبالفعل حصلنا عليه، وعندما دخلت صديقتي والتي تم قبولها في العمل قالوا لها "قولي لصديقتك أنها لم تقبل في العمل، لماذا حضرت إلي المقابلة وهي تربط شعرها، كانت لازم تيجي فردة شعرها ومتمكيجة، عمومًا ممكن تبقى ترجع تتقدم للشغل تاني بس تبقى تيجي بشكل مختلف".
و بعد أن حصلت "المواطن" على نسخة من العقد، تصفحنا بنوده كانت لنا عدة ملاحظات على هذه الوظيفة، فضمن شروط العقد للحصول على الراتب الوصول لعدد الساعات 60 ساعة و300 "شير " وتصرف الـ200 دولار بالجنيه المصري وفقًا لسعر الصرف يوم صرف الراتب، بالإضافة إلي أن بث مباشر أقل من نصف ساعة لا يحتسب، فحتى يتم عد الساعات في البرنامج يجب أن تمر نصف ساعة كاملة على البث المباشر.
وعليه فإن هناك عدة عقبات تواجه الفتيات في عدم الحصول علي الراتب، والتي منها أن العقد يلزم الفتاة للحصول علي الراتب بأن تتخطي نسبة المشاركة لفيديوهاتها الـ"300 شير"، فهل تضمن الفتاة ذلك، وفي حالة عدم الوصول لعدد المشاركة فإنها لن تحصل علي الراتب.
وهناك عقبة أخرى للحصول علي هذا الراتب، هي أن البث نفسه وبدأ تسجيله واحتسابه، فالعقد ينص على أن البث أقل من نصف ساعة لا يحتسب، أي في حالة انقطاع البث فجائيًا ستبدأ من جديد ولن يحتسب الوقت إلا من بعد النصف ساعة.
ليس ذلك بحسب، للحصول على بث مباشر واضح يجب أن تكون باقة الإنترنت قوية والتي ستكلف الفتاة أكثر من 250 جنيهًا بسؤال مسئول الشركة عن مواصفات الأجهزة التي سيتم من خلالها البث، وسرعة الانترنت، قال إنه يجب أن تكون سرعة عالية وقابلة للتجديد وتكلفتها الشهرية لن تقل عن هذا المبلغ.
وبالتنقل إلى مكاسب الشركة من عرض الوظيفة، أكد أحد خبراء الإنترنت لـ"المواطن" رفض ذكر اسمه، أن الشركة تحصل على مبالغ مادية عن كل تسجيل دخول للتطبيق، وهذا هو السبب الرئيسي لقيام مسئولي الشركة بإنشاء حسابات للفتيات بأنفسهن بمجرد دخولهن للشركة سواء تم قبولهن أو رفضن، بالإضافة إلى أن هناك قلة من الشباب يستطيعون تحقيق بنود العقد وفي حالة عجزهم عن ذلك فإن الشركة رابحة.
ونصح الخبير، الشباب من الجنسين بتوخي الحذر قبل قبول تلك الوظيفة، لأن العقود لمدة سنتين، ويجب أن يكون الشاب المتقدم أو الفتاة متأكد من تنفيذ البنود كافة، وإلا سيكون عرض نفسه للعمل، وتكبد مجهود دون الحصول على مقابل مادي، وفي هذه الحالة الشركة غير مسئولة عن ذلك ولا يمكن مقاضاتها قانونيًا، لأن المتقدم للوظيفة وافق مسبقًا على بنود العقد، وتم الاتفاق بالتراضي والقبول.
الوظيفة هي مذيع على تطبيق البرنامج، المطلوب بث مباشر لمدة 60 ساعة في الشهر على الأقل، تتحدث فيها الفتاة عن أي موضوع تختاره لكن ممنوع التحدث في الدين أو السياسة أو الجنس، لم يمر الموضوع مرور الكرام على "المواطن" إلا أنه أصر أن يعرف الحقيقة كاملة بنفسه، ليتأكد من نوايا تلك الشركات، وهل هي صادقة في عروضها أم تبيع الوهم باسم التوظيف بأجور مجزية.
البداية كانت.. مع استعداد محررة "المواطن" لتقمص شخصية فتاة تريد الحصول على دخل إضافي، وقيامها بالاتصال بالأرقام المرفقة مع إحدى الإعلانات، والتي تحدثت بلباقة شديدة وأظهرت موهبتها في الحديث، حتى حصلت على موعد المقابلة.
وخلال المكالمة الهاتفية مع مسئولة الشركة، سردت ماهية الوظيفة وعروضها والتي تتضمن عمل بث مباشر ساعتين في اليوم على الأقل "حسب العرض" لمدة 60 ساعة في الشهر، والحصول علي مبلغ 200 دولار شهريًا، والأهم هو الالتزام بالمظهر "المحتشم" وهناك 3 ممنوعات "الدين والجنس والسياسة".
أمعنا التفكير كثيرًا في هذا العرض إنه مغري ولكن هل هو حقيقي! وما الذي تستفيده تلك الشركات من هذا العمل! أسئلة كثيرة نري أن نحصل على إجابات لها، فمثل أي شاب يفكر في العرض، يقول ولما لا ساعتين سأتحدث خلالهم في أي شيء، أنها فرصة لإظهار موهبتي، وحصد أكبر عدد من المعجبين والأصدقاء، ساعتين في اليوم ليس بالوقت الكثير سأعتبرهم كوقت للدردشة، المهم النتيجة هو الحصول علي مبلغ 200 دولار شهريًا.
قررت يوم موعد المقابلة الظهور بمظهر بسيط، مثل أي فتاة عادية دون التبرج بمساحيق التجميل المبالغ فيها، وبالفعل اتجهت إلي مكان الشركة الكائن في شارع صلاح سالم، في إحدى العمارات الإدارية المعروفة، وجدت 4 فتيات كمسئولات عن استقبال الفتيات الراغبات في العمل، ومعهن اثنين من الصين، لم أجد نفسي الوحيدة المتقدمة لتلك الوظيفة، وجدت صفًا طويلًا من الفتيات من سن 18 وحتى 28 عامًا، جلس الفتيات يتهامسن عن طموحاتهن بعد نيل الوظيفة، وعن استخدام هذا الراتب في تحسين حياتهن، وبدا القلق واضحًا على بعضهن من عدم قبولهن في تلك الوظيفة المجزية، التي وصفها بعضهن بفرصة العمر، وأن القبول فيها بمثابة "العوض من الله لتحسين حياتهن".
وفجأة حضر الـ4 سيدات المسئولات عن المقابلة، وطالبن الفتيات بتسليم الهواتف من أجل تثبيت التطبيق علي الهواتف وإدخال "ip" الخاص بالشركة، وبالفعل استجبن وفجأة أصبح لكل فتاة منهن حساب علي التطبيق، وقامت سيدات الشركة باختيار صور للفتيات من على هواتفهن، صورة تجمع بين "الحشمة والجاذبية والأناقة".
ظل الانتظار سيد الموقف حتى بدأت المقابلات، كنت أنا أول من أجري معها مقابلة، كانت سريعة جدًا، وشعرت بأني شخص مرفوض ويجب أن يخرج سريعًا، في ظل وجود فتيات خفيفات الظل وصغيرات السن وملامحهن جذابة، طلب مني تسجيل فيديو من هاتفي المحمول أتحدث فيه عن أي موضوع لمدة دقائق معدودة، قمت بذلك بالفعل، وسلمت الفيديو لهن، ولكنها قالت لي "تقدري تروحي ونبقى نتصل بيكي" فقلت لها سأنتظر صديقتي بعد انتهاء مقابلتها، فوافقت.
و حان دور الأخريات لإجراء المقابلة والتي طالت فترة مقابلتهن، ثم خرجن وهن سعيدات لقد تم قبولهن، وسيوقعن العقود الآن، كان لزامًا على " المواطن" الحصول على نسخة من العقد، لتحليل بنوده، وبالفعل حصلنا عليه، وعندما دخلت صديقتي والتي تم قبولها في العمل قالوا لها "قولي لصديقتك أنها لم تقبل في العمل، لماذا حضرت إلي المقابلة وهي تربط شعرها، كانت لازم تيجي فردة شعرها ومتمكيجة، عمومًا ممكن تبقى ترجع تتقدم للشغل تاني بس تبقى تيجي بشكل مختلف".
و بعد أن حصلت "المواطن" على نسخة من العقد، تصفحنا بنوده كانت لنا عدة ملاحظات على هذه الوظيفة، فضمن شروط العقد للحصول على الراتب الوصول لعدد الساعات 60 ساعة و300 "شير " وتصرف الـ200 دولار بالجنيه المصري وفقًا لسعر الصرف يوم صرف الراتب، بالإضافة إلي أن بث مباشر أقل من نصف ساعة لا يحتسب، فحتى يتم عد الساعات في البرنامج يجب أن تمر نصف ساعة كاملة على البث المباشر.
وعليه فإن هناك عدة عقبات تواجه الفتيات في عدم الحصول علي الراتب، والتي منها أن العقد يلزم الفتاة للحصول علي الراتب بأن تتخطي نسبة المشاركة لفيديوهاتها الـ"300 شير"، فهل تضمن الفتاة ذلك، وفي حالة عدم الوصول لعدد المشاركة فإنها لن تحصل علي الراتب.
وهناك عقبة أخرى للحصول علي هذا الراتب، هي أن البث نفسه وبدأ تسجيله واحتسابه، فالعقد ينص على أن البث أقل من نصف ساعة لا يحتسب، أي في حالة انقطاع البث فجائيًا ستبدأ من جديد ولن يحتسب الوقت إلا من بعد النصف ساعة.
ليس ذلك بحسب، للحصول على بث مباشر واضح يجب أن تكون باقة الإنترنت قوية والتي ستكلف الفتاة أكثر من 250 جنيهًا بسؤال مسئول الشركة عن مواصفات الأجهزة التي سيتم من خلالها البث، وسرعة الانترنت، قال إنه يجب أن تكون سرعة عالية وقابلة للتجديد وتكلفتها الشهرية لن تقل عن هذا المبلغ.
وبالتنقل إلى مكاسب الشركة من عرض الوظيفة، أكد أحد خبراء الإنترنت لـ"المواطن" رفض ذكر اسمه، أن الشركة تحصل على مبالغ مادية عن كل تسجيل دخول للتطبيق، وهذا هو السبب الرئيسي لقيام مسئولي الشركة بإنشاء حسابات للفتيات بأنفسهن بمجرد دخولهن للشركة سواء تم قبولهن أو رفضن، بالإضافة إلى أن هناك قلة من الشباب يستطيعون تحقيق بنود العقد وفي حالة عجزهم عن ذلك فإن الشركة رابحة.
ونصح الخبير، الشباب من الجنسين بتوخي الحذر قبل قبول تلك الوظيفة، لأن العقود لمدة سنتين، ويجب أن يكون الشاب المتقدم أو الفتاة متأكد من تنفيذ البنود كافة، وإلا سيكون عرض نفسه للعمل، وتكبد مجهود دون الحصول على مقابل مادي، وفي هذه الحالة الشركة غير مسئولة عن ذلك ولا يمكن مقاضاتها قانونيًا، لأن المتقدم للوظيفة وافق مسبقًا على بنود العقد، وتم الاتفاق بالتراضي والقبول.