حكاية أطفال في عمر الزهور يعملون ويحلمون مثل الكبار ... (صور)
الأحد 16/أبريل/2017 - 06:52 م
إعداد وتصوير: شيماء عبد الرحيم
طباعة
أقوال كثير ترددت عن الطفل المصري، فهو في بعض الأحيان الطفل الأذكي في العالم، وفي أحيان أخري هو الطفل الأكثر لعباً في العالم، وفي آونة ثالثة هو طفل بلا مستقبل ولا يستطيع تحمل مسئولية لأن مراهقته هي الفترة الأطول في العالم.
كل ما سبق هو آراء للعديد من علماء النفس والإجتماع، وعلي الرغم من كثرة الأقاويل إلا أننا لم نسمع يومًا أياً من التحيليلات عن أطفالًا في عمر الزهور اختاروا أن يكونوا من ذوي الأعمال في وقت مبكر من أعمارهم، وإلي جانب ذلك هم متفوقين بدراستهم .....
فمن هؤلاء الأطفال؟ وماحكاياتهم؟ ولماذا عملوا بتلك السن الصغيرة؟ ..... أسئلة سوف نجد الإجابة عنها خلال السطور التالية.
سالم: "من الصعيد للقاهرة"
"سالم محمود" طفل يبلغ من العمر 12 سنة، طالب بالصف السادس الابتدائي يقول: "أتيت من سوهاج إلي القاهرة مع أبناء عمي لبيع الخضروات من خس وجرجير إلي أصحاب المحلات بمختلف المدن بمحافظة القاهرة.
ويضيف "سعيد" قائلاً: "أنا سعيد بعملي مع أقاربي، وعلي الرغم من انشغالي الدائم بالعمل في الارض وجني وبيع المحصول، والذهاب الي المدرسة، لم يمنعني عملي من قضاء أحلي الأوقات مع أصدقائي في لعب كرة القدم، وهي لعبتي المفضلة"
كرم: "هاجيب هدية لأمي وأبقي راجل"
كرم شحاتة طفل آخر يبلغ من العمر11 عامًا يدرس بالصف الخامس الإبتدائي الأزهري يقول "لدي خمس أشقاء، شاركت أبي بالعمل في نصبة شاي التي يملكها بإحدي الشوارع بمنطقة الألف مسكن.
ويضيف كرم: "أعمل من أجل شراء هدية عيد الام "وأبقي راجل" -علي حد تعبيره- وأيضا لتوفير ثمن مستلزماتي المدرسية، بالإضافة إلي مساعدة والدي بالعمل حتي لا أتركه بمفرده فهو كبير السن وقد يصاب بالتعب من جراء العمل الكثير".
يقول "كرم": لم يفرض علي أحد العمل ولكني أقف بـ "نصبة" الشاي بإختياري، وأحصل علي عشرة جنيهات بشكل يومي، وفي نهاية الشهر أحصل علي ثلاثين جنيهًا".
وأكمل كرم كلماته: "أتمني أن أكمل دراستي إلي أن أصل إلي الجامعة، متمنيًا أن ألعب وألهو مثل بقية الصغار ولكني ألعب كرة القدم يوم إجازتي الجمعة، وقد مارست لعبة "الكارتدية" ولكنني توقفت عنها بسبب ظروف العمل والدراسة.
محمود: "أشعر بالراحة منذ ان بدأت العمل"
محمود نصر طفل يبلغ من العمر 12 عاما، يدرس بالصف السادس الابتدائي لديه أخ وأخت، ويعمل بمحل مشويات يقول: أعمل كي أكون معتاداً علي ضغط الحياة عندما أكبر بالسن، أعمل بإجازة منتصف العام الدراسي وبإجازة الصيف".
يقول محمود: "حمداً لله فإني متفوق بدراستي، حريص علي الذهاب الي مدرستي يومياً، وفي عملي أقوم كل يوم بتنظيف "الشوايات" ومسح أرضية المحل وغسل الأطباق، وفي بعض الأوقات أساعد العاملين بالمحل بشي الكفتة والكباب عندما يزدحم المحل بالزبائن".
ويتابع: "أصحاب المحل يعاملونني بكل احترام منذ أن عملت معهم وأشعر براحة نفسية، لم يطلب أحد مني أن أعمل، ولكنني من إتخذت القرار غير متمنيًا أن ألعب أو ألهو مثل بقية الأطفال، بل كل ما أتمناه أن أكمل دراستي إلي أن أصل إلي التعليم الجامعي بمجموع يؤهلني إلي إحدي كليات القمة .
محمد: "اشعر بسعادة عندما أساعد والدي"
محمد رفعت طفل يبلغ من العمر 11 سنة يدرس بالصف الخامس الابتدائي يعمل في "فرشة في الشارع لبيع الفاكهه" يقول: "أنزل إلي "الفرشة" كل يوم بدلاً من والدي، والذي يعود إلي البيت تلك الساعات كي يستريح قليلاً ، أشعر بسعادة كبيرة بعملي وبمساعداتي لوالدي.
ويضيف "بالرغم من سعادتي أشعر بالحزن في بعض الأوقات لأنه لا وقت لدي للعب مع أصحابي، متمنيًا من الله أن أُتم دراستي إلي أن أصل إلي الجامعة والتحق بكلية طب الاسنان كما أتمني، واصبح طبيب أسنان متميز.
كانت هذه حكايات أولاد في عمر الزهور يعملمون كما يعمل الكبار ويستمتعون بحياتهم وإن لم يكن إستمتاعهم كاملاً، هل سيحققون أحلامهم إلي جانب أعمالهم هذا ما سيجيب عنه الزمن.