"هليوبوليس للتنمية المستدامة" تستعد لإنتاج مستحضر لـ"المضادات الحيوية"
الثلاثاء 18/أبريل/2017 - 11:04 ص
خالد الشربينى
طباعة
أعلن الدكتور إبراهيم أبو العيش، رئيس مجلس أمناء جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، أن الجامعة فى المراحل النهائية لإنتاج مستحضر يحسن من استجابة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وجعلها تتأثر ثانية بالمضادات الحيوية المعروفة.
وأشار قطاع البحوث بالجامعة إلى محاولة التوصل لحل لهذه المشكلة، وبالرغم أن المستحضر مازال قيد البحث إلا أنه تم قطع شوطا كبيرا في هذا الصدد حيث تم اختبار مأمونية هذا المستحضر في الاختبارات ما قبل الإكلينيكية في حيوانات التجارب "اختبارات السمية الحادة وما تحت الحادة" وثبتت مأمونيته في جرعات مختلفة.
كما أظهرت اختبارات فاعلية المستحضر سواء في المعامل أو على حيوانات التجارب نتائج مبشرة، فعند استخدام هذا المستحضر مع المضادات الحيوية ضد البكتيريا المقاومة استعادت هذه البكتيريا استجابتها للمضادات الحيوية ثانية.
وتمت هذه التجارب ما قبل الإكلينيكية بعد موافقة وتحت إشراف لجنة أخلاقيات البحث العلمي بالجامعة.
وسيتم استكمال بقية مراحل البحث على هذا المستحضر، بعد موافقة الجهات المختصة بوزارة الصحة ولجان أخلاقيات البحث العلمي، مما قد يعطي أملًا في إمكانية التغلب على هذه المشكلة في المستقبل القريب.
ويعتبر اكتشاف البنسلين عام 1928 - وما تلاه من اكتشاف أنواع أخرى من المضادات الحيوية، من أهم الاكتشافات التي خدمت البشرية، حيث أمكن من خلاله علاج الكثير من الأمراض الميكروبية والتي كانت تتسبب في وفاة الكثير من المرضى اثر العدوى بهذه الميكروبات، ولكن اليوم وبعد ظهور بعض أنواع البكتيريا التي أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية قد يصبح من الصعب ثانية علاج هذه الأمراض الميكروبية.
وقد تكتسب البكتيريا مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة سوء الاستعمال، وذلك عند الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية أو حينما تعطي بجرعات غير مناسبة، أو تعطى بالقدر المطلوب على فترات غير منتظمة بين الجرعات، أو تعطى لمدة قصيرة غير كافية للعلاج، ومن الأسباب كذلك الاستعمال غير الملائم للمضادات في حالات لا تحتاج إلى معالجة بل تشفى ذاتيًا.
ومناعة البكتيريا ضد المضادات الحيوية قد تكون طبيعية، حيث تُخلق البكتيريا ولديها القدرة على مقاومة بعض أنواع المضادات الحيوية أو كلها، وقد تكتسب البكتيريا هذه المناعة بطرق مختلفة، وتتكون هذه المناعة عند البكتيريا ضد المضاد الحيوي بعدة طرق منها:
إحداث تغيير في المضاد الحيوي، على سبيل المثال تقوم أنواع معينة من البكتيريا بإنتاج أنزيمات تسبب تكسرًا في المضاد الحيوي، وبالتالي تؤدي إلى عدم فعالية الدواء.
قد تحدث البكتريا تغييرًا أو تطويرًا في تركيب خليتها، فتضلل المضاد الحيوي ولا تصبح هدفًا له وفي بعض الأحيان تقوم البكتيريا بإفراز غشاء جديد من البروتينات يمنع دخول المضاد الحيوي إليها.
وقد تنتقل المناعة ضد مضاد حيوي في البكتيريا من جيل لآخر بواسطة الكروموسومات "المادة الوراثية".
وتمثل مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية مشكلة مستعصية في المجال الطبي، فعلى الرغم من ظهور العديد من المضادات الحيوية في السنوات الأخيرة، ظهرت في المقابل العديد من سلالات البكتريا التي تقاوم هذه الميكروبات.
فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الصادر عام 2014 عن سبعة أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والمنتشرة في معظم مناطق العالم.
كما تم مؤخرًا اكتشاف إصابة امرأة من بنسلفانيا عمرها 49 عامًا بسلالة من بكتيريا الإي كولاي E.coli التي اكتسبت خصائص جينية جعلتها تقاوم أغلب المضادات الحيوية المعروفة، وآخرها المضاد الحيوي المعروف باسم الكوليستين، والذي كان يمثل ملاذًا أخيرًا في العلاج ضد هذه السلالات من البكتيريا المعدية التي تمثل كابوسًا للأطباء والعلماء.
ويقدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن البكتيريا المقاومة للأدوية قد تسبب مليوني مرض وحوالي 23000 حالة وفاة سنويا في الولايات المتحدة وحدها، مما يعني أننا قد نعود إلى عصر ما قبل اكتشاف البنسلين حيث كان من الممكن أن تفتك الميكروبات البسيطة بحياة المرضى.