كاتب أمريكي: ترامب قلّص نفوذه كرئيس
الإثنين 15/مايو/2017 - 09:37 ص
أ ش أ
طباعة
قال الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس إن الرئيس دونالد ترامب لم يغير عادته الخاصة بتغيير الحقائق وتطويعها وفقًا لأغراضه.
ولفت مكمانوس -في مقال له بصحيفة (لوس انجلوس تايمز)- إلى أن ترامب عندما كان مجرد «قطب عقارات» روّج لـ«برج ترامب» على أنه بناء مكون من 68 طابقا بينما هو 58 طابقا فقط؛ وإبان حملته الانتخابية للرئاسة، كان ترامب يلوي الحقائق بحماسة- على حد تعبيره- لكن ذلك لم يحُل بينه وبين الفوز: لقد أصر على أنه عارض حرب العراق من البداية وهو ما لم يحدث؛ والآن ترامب قد صار رئيسا ولكن عاداته القديمة لم تتغير.
ورأى مكمانوس أن الفارق الآن هو أن مخاطر تلك الآفة باتت أعلى، وتبعاتها أكثر؛ وقد كان الرؤساء في الماضي يعتبرون مصداقيتهم بمثابة بضاعة ثمينة؛ لكن ليس ترامب: الذي استغرق أسلافه من ليندون جونسون إلى باراك أوباما سنوات طوال حتى يثقبوا ثغرة في جدار مصداقيتهم، أما ترامب فقد ثقب تلك الثغرة في زمن قياسي.
ونبه مكمانوس إلى أن فجوة المصداقية ليست مجرد مشكلة تتعلق بالأخلاق وإنما هي مشكلة من الناحية العملية لا يبدو أن ترامب يدرك مداها لكنها تضرّ بقدرته على مزاولة الحكم، ونوه الكاتب عن أن السجلّ الطويل في هذا الصدد بدأ منذ يوم التنصيب عندما حيّى الرئيس حشودا قياسية لم تكن؛ وعندما قال ترامب إن سلفه أوباما تنصّت على حملته الانتخابية وهو ما نفته أجهزة استخباراته، وغير ذلك من الأمثلة وصولا إلى الرواية دائمة التغيير والمتعلقة بسبب قرار ترامب إقالة جيمس كومي من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفيدرالية.
وأشار مكمانوس إلى أن الأمر بدأ بتصريحات البيت الأبيض أن كومي أقيل بناء على استعراض نائب المدعي العام لأدائه وتقييمه لذلك الأداء بأن كومي أساء إدارة التحقيق في قضية البريد الإلكتروني لـهيلاري كلينتون؛ ثم تبين بعد ذلك أن نائب المدعي العام لم يفعل ذلك متطوعا وإنما مأمورا بكتابة مذكرة في هذا الصدد وأن كومي لم تتم إقالته بسبب تحقيق قضية بريد كلينتون وإنما لأنه قد فقد ثقة الرئيس منذ أشهر؛ ثم جاء اعتراف ترامب بعد ذلك بأنه أراد إقالة كومي منذ البداية.
وتساءل الكاتب عمّن تراهُ سيصدق الرئيس ترامب إذا ما واجه الأخير اتهاما من جانب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي القادم بإعاقة عملية التحقيق بشأن التقارب مع روسيا؟ إن ترامب في تلك المعركة المقبلة لن يستطيع تعويلا على أية مصداقية لأنه أضاعها، وسيبحث عبثا عن حلفاء ولن يجد غير عدد قليل منهم.
ورأى مكمانوس أنه من غير المدهش أن ترامب لم يغير طريقته بعد وصوله للبيت الأبيض؛ فلطالما استفاد من تغيير الحقائق فيما يعتبر جزءا من تكوين شخصيته في أعين مَن يعرفونه- لكن تلك الطريقة لن تكون مجدية فيما بعد؛ لقد قلصّ ترامب نفوذه كرئيس، وربما هو حتى لا يدري بذلك.