محافظة الإسماعيلية من أشهر وأجمل مدن مصر، والتى تأسست عام 1862، لم يسقطها التاريخ من صفحاته صاحبة الموقع الجغرافى المميز والتى لا تفصلها عن أرض سيناء الحبيبة سوى قناة السويس، المدينة التى شهدت احتلال وسطوة الفرنسيين طبقا لفرض نفوذهم على شركة القناة قبل أن تأمم من قبل رئيس مصر الأسبق جمال عبد الناصر، المدينة التى عشقها المهندس الفرنسي ديليسيبس وقضى عمره بها وقرر أن يصممها كباريس موطنه الأصلي، حتى سميت «باريس» الصغرى.

كما سميت الإسماعيلية بـ«مدينة الأضواء» لتميزها بكثرة الإنارة التى تزينها وتبعث بالوميض فى عيون الناظرين إليها، و«المدينة الضاحكة» لتسببها فى سرور زوارها وقاطنيها، وأيضا بمدينة «السحر والجمال» لأنها ترمى وتقذف بسهام عشقها والتعلق بها فى قلوب كل من يراها وتقع عينه عليها.

ولا يمكن أن ننسى أنها لقبت بـ«عروس قناة السويس»، تلك العروس التى لاحت بثوبها بالأمل لأبنائها من جديد بعد هدمها وتهجير أبنائها بنكسة1967، ورفضت الاستسلام وظلت سطرًا وامضًا بتاريخ مصر، حتى أعادت الحياة لروح ذكراها وتاريخها مرة أخرى بحفر قناة السويس الجديدة منذ عام فى عهد رئيس مصر الحالى عبد الفتاح السيسى.

الإسماعيلية التى صممها وعشقها ديليسيبس، واستوطنها الخديو إسماعيل، محاولة لإغراء معشوقته «أوجينى» إمبراطورة فرنسا، والتى أعد من أجلها حفل صاخب للاحتفال بافتتاح قناة السويس.

كل شارع منها قصة، ولكل شارع لسان يروى ما مر به وما شهده، وللتطرق إلى الحديث عن شوارع الإسماعيلية القديمة وتواريخها وأهم ملامحها وما يميزها التقت بوابة «المواطن» حسين الشريف، الملقب بـ«الأرشيف البشرى» وأحد العاملين بهيئة قناة السويس قديما، ورئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية، ويعد من أهم الموثقين لتاريخ الإسماعيلية، ويحمل على عاتقه حفظ التراث والمحافظة على تاريخ الإسماعيلية.

وعن شوارعها قال الشريف:

1_شارع محمد على حاليًا، هو أهم شوارع الإسماعيلية الرئيسية ولقب بالسابق بريتشارد قلب الأسد، ثم سمى صلاح سالم أثناء ثورة 23 يوليو، وقد شهد هذا الشارع مولد أول ترام يجوب شوارع الإسماعيلية ويبدأ رحلته من كوبري سالا حتى قصر الخديو إسماعيل، هذا الشارع أول شارع تم رسمه وتشييده في الإسماعيلية، وقام برسمه المهندس الفرنسي جومارد، وهو يقف شاهدا على رؤوس شوارع وميادين المدينة الضاحكة.

2-هذا الشارع هو شارع الثلاثينى والمشهد يعود لعام 1951، وسمى بشارع فؤاد الأول ثم شارع الجمهورية حديثًا.

3_شارع الجيش نيجريللى سابقًا، وهو من أشهر شوارع الإسماعيلية تاريخيًا سمى نيجريللى سنه 1872، نسبة لويجى نيجريللى أول من صمم مشروع قناة السويس، وبعد ذلك سمى بشارع فاروق أثناء ثوره يوليو ثم شارع الفن فى الستينات نسبة لفن كرة القدم الذي تتميز به الإسماعيلية، وهو من الشوارع العريقة في الإسماعيلية، وشهد كل عمليات الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي.

4_شارع عرابى، شارع الإمبراطورة أوجينى سابقًا، يوجد به كنيسة سان فرنسوا دي سالا التي أقيم بها أول قداس يشهد زواج ديليسيبس من الفتاة الهولندية التى كانت بذلك الوقت بعمر أحفاده، ويوجد به مدرسة سان فانساه دى بول أول مدرسة بنيت في الإسماعيلية، كما يوجد في نهاية الشارع كوبري سالا وميدان صغير يسمى ميدان سالا أو ميدان الخلافة.

وبنهاية اللقاء وجه حسين الشريف، طلبًا لمحافظ الإسماعيلية ورئيس هيئة قناة السويس والسادة المسئولين والمهتمين بتاريخ الإسماعيلية وعاشقى تاريخها بالاهتمام بحفظ تاريخها من الاندثار ووأدها تحت رمال الجهل بالتاريخ، وأوعد بأنه على استعداد تام بضخ كل ما يملك من وثائق ومخطوطات بخط أيدي المهندس الفرنسي ديليسيبس والعاملين بحفر قناة السويس والوثائق من والى القناة والتصميمات القديمة للمدينة قبل إنشائها وقناة السويس قبل أن تقع في أيدي ديليسيبس ليصممها وكتب قديمة تحمل تاريخ المدينة بالكامل، وذلك كله فى متحف جامع أو مركز موثق لتاريخ المدينة الضاحكة، فتاريخها لا بد أن يذكر كما يجب أن يكون وكما يستحق.