سلاح رقمى جديد لمكافحة الاكتئاب
الثلاثاء 06/يونيو/2017 - 11:26 ص
عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، فإن التكنولوجيا لديها الكثير مما يمكنها توفيره في هذا الصدد.. فقد نجح فريق من الباحثين الأمريكيين في تطوير برنامج كمبيوتر قادر على مكافحة الاكتئاب.
ويعتمد الاتجاه التكنولوجى الجديد الذي يرتكز عليه الباحثون في كلية "إيكن" للطب في الولايات المتحدة، على استخدام تذكر الوجوه العاطفية (إفمت) (EFMT) وهى تقنية تم تطويرها من قبل اثنين من الباحثين في الكلية، ساهمت بصورة كبيرة في خفض أعراض الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية (MDD)، بالمقارنة بالطرق العلاجية التقليدية.
و تعد تقنية تذكر الوجوه العاطفية( إفمت) (EFMT)، بمثابة العلاج المعرفى العاطفى، الذي يتم عن طريق تطبيق متوفر على منصة " تقييم السلوك العصبى والعاطفى"( CNI)، وهى منصة أنشئت لتتحقق من صحة المرضى سريريا وضعت قواعدها العلاجية من قبل شركة "نيو بورها فيورال".. وقد تم تطوير هذا العلاج في كلية "إيكن"للطب، من قبل الطبيب "براين إياكوفيلو ودوينيس "للكشف عن اختلال في مناطق معين من المخ بين مرضى الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية، حيث يعانى مرضى هذا الاضطراب من فرط النشاط للأنظمة العصبية المشاركة في معالجة العاطفة مثل منطقة "اللوزة"، إلى جانب انخفاض نشاط الأنظمة التي تنطوى على السيطرة المعرفية وتنظيم العاطفة، مثل قشرة الفص الجبهى.. هذا، وتقوم منطقة اللوزة بمعالجة المحفزات العاطفية البارزة، في حين أن قشرة الفص الجبهى، باعتبارها المركز التنفيذى للمخ، تقرر ما إذا كانت المحفزات القادمة جديرة بالملاحظة.
ويطلب من المرضى الذين يستخدمون هذه التقنية العلاجية الجديدة تحديد المشاعر المعروض في إطار سلسلة من الوجوه، حيث يهدف هذا التحقيق إلى إحداث توازن بين نشاط المخ في هذه المناطق للعمل بالتنسيق مع بعضها البعض.
في هذه التجربة، لوحظ حدوث انخفاض في الأعراض الاكتئابية الرئيسية بنسبة 42% في المجموعة التجريبية بعد ستة أسابيع، مقارنة مع 15.7% في المجموعة الضابطة، والتي أعطيت مهمة مماثلة باستخدام أشكال بسيطة بدلا من العواطف.
وشدد الباحثون على أن الهدف من استهداف شرود التفكير بين الذي يعانيه مرض الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية، مثل الهجوم، المثابرة، الهجر، السلبية، وذلك من خلال تفعيل معالجة العاطفة والسيطرة المعرفية في آن واحد، وبالتالى، تظل مناطق السيطرة المعرفية العليا نشطة حتى في حال معالجة المخ للمحفزات العاطفية البارة، وإعطاء المريض القدرة على الابتعاد عن تشتت الذهن.
فقد أثبتت النتائج الأولية فعالية هذا الاتجاه العلاجى الرقمى الجديد ليماثل تأثير العلاج بالعقاقير.