شهر الخير والبركات، الشهر الذي أُنزل فيه القرآن، انقضى 20 يوم من الشهر الكريم الذي كنا نستقبله في الأمس بالبهجة والسرور والحماس لكسب الثواب والحصول على التوبة وغسل الذنوب، فسُرعان ما بدأ الـ10 الأواخر من رمضان، الذي يعتبرهم البعض بالعام كله وأفضل أيام الشهر الكريم.

وتعد ليلة القدر أهم ما يُميز الـ10 الأواخر من رمضان حيث أُنزل فيها القرآن الكريم على النبي محمد، وهي تقع في الثلث الأخير من الشهر خاصة أيام الوتر، ننتظرها من عام لعام لإحيائها بالصلوات والدعوات وقراءة القرآن والابتهال إلى الله بتغيير الأحوال وتحسين الظروف وتيسير الأعمال ونجتهد فيها حتى نبلغ فضلها العظيم.

وتظل الشكوى المتداولة بين عدد كبير هو عدم استغلال ما انقضى من الشهر الكريم الاستغلال الأمثل الذي يليق بعظمة رمضان ويجعلنا نبلغ فضله، ولكن لعل الأمل في ما تبقي من أيام اجتهد فيه العباد والدعاة بأنها أفصل ليال العام.

وفي حوار خاص للشيخ السلفي "أحمد هلال" مع "المواطن"، أوضح فضل الـ10 الأواخر من رمضان وكيف يمكن قيامهم وإحياء ليلة القدر.

ما هو فضل الـ10 الأواخر من رمضان؟ وكيف نُحييهم؟

كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا دخل في الـ10 الأواخر من رمضان شد المئزر وأيقظ أهله، وكان يتعبد في الـ10 الأواخر أكثر من غيرهم، ويقظ أهله للصيام والقيام وقراءة القرآن.

وكان يعتكف في الـ10 الأواخر ويُكثر من الصدقات في رمضان كله، أي يُكثر من كافة أنواع العبادات حتى يحظى بليلة القدر.

كيف نُحيي ليلة القدر؟

يتم إحياء ليلة القدر بالدعاء والاستغفار لله عز وجل وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم، حيث نتعبد في هذه الليلة طمعًا في رحمة الله وفضله ومغفرته الواسعة فيها.

هل يستحق ثواب وفضل ليلة القدر غير الصائم؟

ليلة القدر ليست حكر على أحد، فهي عملًا منفصلًا عن الصيام وقراءة القرآن، وليلة منفصلة يعطي فيها الله فضله لمن يشاء فسبحانه يعلم من يعطي له فضله.

أما بالنسبة للمسلم الذي لا يصوم، تسائل "هلال" عن سبب عدم صيامه هل هو لعذر كما سمح الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم للمريض والذي على سفر أن يُفطر، أم يكون الإفطار بدون عذر، وفي هذه الحالة يكون قد اقترف كبيرة من الكبائر.

هل أهل الكبائر في الشهر الكريم لا يستحقوا فضل الله ورحمته ويحظوا بليلة القدر؟

أهل الطاعات هم أولى الناس بالفضل والرحمة والمغفرة في هذه الأيام، ويكون العقاب والتأديب من نصيب أهل المعاصي والكبائر، متسائلًا "ماذا قدموا حتى يكافئهم الله عليه؟!.

ولكن لا يمكن أن نقول أنهم لا يدخلون في فضل الله تعالى ونحجر رحمة الله، بل فضل الله ورحمته واسعة تكفي من يشاء سواء المسلم الطائع أو المسلم العاصي.

حيث أوضح "هلال" خلال حواره أن الله أدخل امرأة باغية الجنة في كلب سقته، في حين أنها في نظر الناس ليست من أهل الفضل ولا تستحق الجنة ونعيمها، ولكن الله عز وجل كافأها على عمل صالح واحد فعلته وأخلصت فيه لله، وهذا دليل واحد فقط من دلائل لا تحصى تؤكد رحمة الله ومغفرته.

وأشار إلى أنه لا يمكن حجر فضل الله ولكن بالظاهر أن أهل الفضل هم اهل الطاعات، وأهل المعصية هم أهل محط عدل الله فيهم ووعيده، فمن شاء مًن الله عليه بفضله ومن شاء عاقبه، مضيفًا أنه لا يوجد نص يمنع أهل الكبائر من أن يكونوا أهلًأ للفضل بل رحمة الله واسعة يتوب عليهم فيدخلوا في الطاعات.