تحل اليوم ذكرى وفاة علي بن أبي طالب، ابن عم الرسول محمد، والخليفة الرابع من سلسلة الخلفاء الراشدون، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الموافق 20 رمضان 40 هـ، وتعود قصة مقتله بعد تولى الإمام علي أبن أبي طالب خلافة المسلمين، في عهد اتسم بالاضطراب والفوضى، والتفت جموع المسلمين لتبايع علي بن أبي طالب بالخلافة؛ لينقذ النّاس من حالة الفوضى التي يعيشونها.

وقتل سيّدنا عثمان رضي الله عنها، على يد جماعةٍ من الخارجين، فقرّر المسلمون مبايعة عليًا، واستلم مقاليد الخلافة، وبدأ بتطبيق سياسته الرّشيدة على النّاس، ورفض والي الشّام، معاوية بن أبي سفيان، مبايعته بالخلافة، حتّى يقتصّ من قتلة عثمان، وكان رأي سيّدنا عليًّا هو الصّواب حتمًا، ألا وهو أن تستقر أمور الدّولة الإسلاميّة؛ ليبدأ بعدها بملاحقة المجرمين والاقتصاص منهم.

بداية الانشقاق

ترجع بداية الانشقاق منذ بداية الإسلام، وحدثت معارك بين الإمام علي، ومعاوية، فكان أبرزها معركة صفّين الشّهيرة، ونتج عنها الانشقاق في صفّ الأمّة، وظهور جماعة وفرقة ضالة سُمّيت بالخوارج، وكَفَّروا الخليفة الشّرعي، والكثير من المسلمين بمجرد المعصية.

نبوءة

كان علي رضي الله تعالى عنه، يعلم أنه سيموت قتيلًا، فقد أخبره رسول الله صل الله عليه وسلم ذلك، وروى عن أبي هريرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، كان على "حراء"، ومعه أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، وطلحة، والزبير، رضي الله عنهم، فتحركت الصخرة، والنبي: "إهدأ إنما عليك نبي أو صديق أو شهيد".


التجهيز لمقتل علي

واجه الإمام علي جماعة الخوارج، وقاتلهم في معارك كثيرة، منها معركة النّهروان، وانتصر فيها عليهم، وقتل الكثيرين، فبيّت الخوارج في اجتماع لهم، قتل ثلاثة من قادة المسلمين منهم، الإمام علي إبن أبي طالب، خليفة المسلمين، ووالي الشّام، معاوية بن أبي سفيان، ووالي مصر، عمرو بن العاص، وقرّروا إرسال ثلاثة لتنفيذ تلك المهمة.

وفاته

وفشل اثنين منهم بتنفيذ هذه المهمّة بسبب الحراسة المفروضة على والي مصر والشّام، بينما تمكّن الثّالث ويدعي عبد الرّحمن بن ملجم، من التّربّص بالإمام عليّ، وهو خارج إلى صلاة الفجر في مسجد الكوفة، فضربه على رأسه، وابتلّت لحيته بالدّماء تحقيقًَا لنبوءة النّبي لعليّ بذلك، وصاح الإمام علي عند ضربه بالسّيف غدرًا هاتفًا، فزت وربّ الكعبة، وكانت وفاته، رضي الله عنه، في سنة أربعين للهجرة.