ليالي رمضان توحد الأديان.. والمسلم والمسيحي يتسابقا على طاولة السحور
الثلاثاء 20/يونيو/2017 - 08:36 م
سمر جمال
طباعة
في تمام الـ2:50.. باقي تلت ساعة فقط وتعلو مآذن المساجد بصوت آذان الفجر منبه الناس بوقت الإمساك وبداية نهار رمضان الـ10، لم يستطع تناول وجبة السحور في منزله وسط أسرته هذا اليوم، ولا مفر أمامه إلا الجلوس على أقرب مكان لتناول الطعام.
جلس على أقرب عربة فول طالبًا "طبق فول بالزيت الحار وطبق سلطة"، ينتظر قدوم طلبه على أحر من الجمر حتى يلحق الآذان، في حين سمع صوت قادمًا من جانبه يُطالب عم سعيد بسرعة إحضار سحوره "يالا ياعم سعيد فين السلطة الفجر هيأذن"، ليرد الأخير في استنكار "على أساس أنك بتصوم يا عماد"، وهنا استغرب من الجملة، مستنكرًا طريقة عم سعيد، متسائلًا لماذا لا يصوم؟ وحتى إذا لم يصم لماذا الإعلان علنًا وسط كل هؤلاء الناس وتعريضه للإحراج؟، ليستكمل العم جملته موضحًا ما يدور في خاطره "أوعى تكون نسيت انك مسيحي يا عماد".
وقعت عليه هذه الجملة وقع الصاعقة وانتقل إلى عالم آخر من بعدها، "فمن المعروف أن الأخوة الأقباط يشاركونا إحياء ليالي الشهر الكريم والاستمتاع بالجو الرمضاني في الخيم الرمضانية وغيرها، ولكن ليس من المعروف استعجالهم للسحور واستعدادهم للصيام"، كان هذا ما يدور في خاطره عندما علم أن الصوت القادم من جانبه هو صوت عماد القبطي، ودار رأسه من التفكير حتى نسى قدوم سحوره.
ليخرجه عماد من شروده ردًا على العم سعيد، قائلًا "والله بصوم.. بس انجز وبطل رغي فاضل كام دقيقة"، وهنا لم يستطع السكوت فالفضول تخطى حاجز الخجل الذي يمنعه من السؤال ليصدر صوته معلقًا على كلام عماد "انت بتصوم ليه"؟.
تجلجت ضحكة عماد في آرجاء المكان من استغرابه وسؤاله، قائلًا "حقك تستغرب، بس بتكدر والله بسببكم ومبلاقيش أي محل فاتح بالنهار بيبيع أكل.. كله بيحضر بس للفطار"، لم يستوعب هذا أيضًا.. فهذا ليس بالسبب الذي يجعل شخص مسيحي يؤدي أحد أركان الدين الإسلامي بل أهم أركانه، ودارت في رأسه العديد من التساؤلات، هل يفعل كل المسيحيين ذلك؟ هل تصوم 30 يومًا لدين غير دينك؟، ولكن اعتلى صوته في السؤال الثالث ليسمعه عماد، "وانت بقى بتضايق من كده؟؟".
تسيطر على عماد حالة من الضحك الهستيري بسبب تعابير وجهه وأسئلته، مؤكدًا له أنه اعتاد على ذلك "لا يا عم اتعودت خلاص..لدرجة اني بقيت افطر في مائدة الرحمن".
مع كل رد لعماد يسيطر الاستغراب والدهشة عليه أكثر من السابق وتزيد التساؤلات أكثر، فما الذي يجبره على كل هذا... الصيام في هذا الحر والفطور في مائدة رحمن، ليُطلق السؤال الآخير لعماد " بس ليه مائدة رحمن"؟.
ليكون رد عماد عليه قاطعًا ناهيًا للحديث فلا يوجد ما يقال بعد هذا الكلام، قائلًا "مستغربش أوي كده ايوه انا مسيحي وبصوم معاكوا في رمضان وفي الحر ده وبفطر في مائدة رحمن وسط المسلمين وبشاركهم كل لحظة بتعدي عليهم في رمضان وبتسحر بسرعة عشان ألحق آذان الفجر كمان اللي حافظ معاده زي اسمي، ساخرًا: اومال اسيب اليوم يضيع عليا وانسى واكل بعد الفجر، وكل ده عشان بحس بروحانيات في المكان.. وسيبني بقى عشان مشربتش لبن رايب".
جلس على أقرب عربة فول طالبًا "طبق فول بالزيت الحار وطبق سلطة"، ينتظر قدوم طلبه على أحر من الجمر حتى يلحق الآذان، في حين سمع صوت قادمًا من جانبه يُطالب عم سعيد بسرعة إحضار سحوره "يالا ياعم سعيد فين السلطة الفجر هيأذن"، ليرد الأخير في استنكار "على أساس أنك بتصوم يا عماد"، وهنا استغرب من الجملة، مستنكرًا طريقة عم سعيد، متسائلًا لماذا لا يصوم؟ وحتى إذا لم يصم لماذا الإعلان علنًا وسط كل هؤلاء الناس وتعريضه للإحراج؟، ليستكمل العم جملته موضحًا ما يدور في خاطره "أوعى تكون نسيت انك مسيحي يا عماد".
وقعت عليه هذه الجملة وقع الصاعقة وانتقل إلى عالم آخر من بعدها، "فمن المعروف أن الأخوة الأقباط يشاركونا إحياء ليالي الشهر الكريم والاستمتاع بالجو الرمضاني في الخيم الرمضانية وغيرها، ولكن ليس من المعروف استعجالهم للسحور واستعدادهم للصيام"، كان هذا ما يدور في خاطره عندما علم أن الصوت القادم من جانبه هو صوت عماد القبطي، ودار رأسه من التفكير حتى نسى قدوم سحوره.
ليخرجه عماد من شروده ردًا على العم سعيد، قائلًا "والله بصوم.. بس انجز وبطل رغي فاضل كام دقيقة"، وهنا لم يستطع السكوت فالفضول تخطى حاجز الخجل الذي يمنعه من السؤال ليصدر صوته معلقًا على كلام عماد "انت بتصوم ليه"؟.
تجلجت ضحكة عماد في آرجاء المكان من استغرابه وسؤاله، قائلًا "حقك تستغرب، بس بتكدر والله بسببكم ومبلاقيش أي محل فاتح بالنهار بيبيع أكل.. كله بيحضر بس للفطار"، لم يستوعب هذا أيضًا.. فهذا ليس بالسبب الذي يجعل شخص مسيحي يؤدي أحد أركان الدين الإسلامي بل أهم أركانه، ودارت في رأسه العديد من التساؤلات، هل يفعل كل المسيحيين ذلك؟ هل تصوم 30 يومًا لدين غير دينك؟، ولكن اعتلى صوته في السؤال الثالث ليسمعه عماد، "وانت بقى بتضايق من كده؟؟".
تسيطر على عماد حالة من الضحك الهستيري بسبب تعابير وجهه وأسئلته، مؤكدًا له أنه اعتاد على ذلك "لا يا عم اتعودت خلاص..لدرجة اني بقيت افطر في مائدة الرحمن".
مع كل رد لعماد يسيطر الاستغراب والدهشة عليه أكثر من السابق وتزيد التساؤلات أكثر، فما الذي يجبره على كل هذا... الصيام في هذا الحر والفطور في مائدة رحمن، ليُطلق السؤال الآخير لعماد " بس ليه مائدة رحمن"؟.
ليكون رد عماد عليه قاطعًا ناهيًا للحديث فلا يوجد ما يقال بعد هذا الكلام، قائلًا "مستغربش أوي كده ايوه انا مسيحي وبصوم معاكوا في رمضان وفي الحر ده وبفطر في مائدة رحمن وسط المسلمين وبشاركهم كل لحظة بتعدي عليهم في رمضان وبتسحر بسرعة عشان ألحق آذان الفجر كمان اللي حافظ معاده زي اسمي، ساخرًا: اومال اسيب اليوم يضيع عليا وانسى واكل بعد الفجر، وكل ده عشان بحس بروحانيات في المكان.. وسيبني بقى عشان مشربتش لبن رايب".