بعد ارتفاع أسعار الوقود، زادت أسعار أنبوبة الغاز المنزلي التي تحتاجها كل سيدة مصرية، ولكي لا تتحملي عبء أكبر من شراء اسطوانات الغاز بشكل مستمر، "المواطن" يقدم إليك الحل الأمثل من مطبخك كيفية صناعة الغاز في المنزل، بالسطور التالية:

مخلفات المطبخ:

يتم صناعة الغاز من مخلفات المطبخ فهي تحتوي على نسبة عالية من المواد العضوية، وهي المواد التي تنتج عن أجسام الكائنات الحية مثل الفضلات أو القشور أو الثمار التالفة أو حتى بقايا تلك الكائنات بعد موتها أو ذبحها لتصبح وجبات غذائية.

وعند ترك هذه المواد تتحلل في غياب الهواء بشكل كامل ينتج غاز يمكن أن يستخدم في الطهي أو النشاطات الأخرى التي تحتاج الى الغاز كوقود.

ويتكون ذلك الغاز من غازي الميثان الذي تعتمد عليه جودة الغاز وكفاءة اشتعاله وثاني أوكسيد الكربون الذي يعد منتج ثانوي غير مرغوب فيه، ويسمى الغاز الناتج من عملية التحلل الغاز الحيوي وذلك لكونه ينتج عن نشاط لكائنات حية دقيقة.

وتعتبر أكثر الدول التي تستعمل تقنيات انتاج الغاز الحيوي هي الهند، خاصة إذ انتشر وحدات بسيطة في معظم منازل المناطق الريفية في الهند، وتتخذ عدة شركات من انتاج وحدات الغاز الحيوي صناعة أساسية لها، فيما تشتهر الصين بوحدات ذات حجم أكبر يمكن ان تستخدم لقرية كاملة او لعدة منازل.

المواد الخام اللازمة:

روث البقر هو أفضل مادة خام لإنتاج الغاز الحيوي، وذلك لأنه يوفر مصدراُ متجدداُ للكائنات الحية الدقيقة التي تعمل على إتمام عملية التحلل، لكن هذا لا يمنع أن يتم خلطه مع مواد عضوية أخرى لتحسين الانتاجية أو للتخلص من النفايات بصورة أكثر افضل للبيئة.

ومن المواد التي يمكن أن تستخدم جميع أنواع الروث وبقايا الأطعمة وبقايا الصناعات الغذائية وبالتأكيد مخلفات المطبخ العضوية، فيما يجب عدم استعمال الزيوت والشحوم والحوامض القوية أو الأملاح وكذلك خشب الأشجار، وكل المواد غير العضوية من معادن وبلاستيك وزجاج ومشتقات بترولية.

تقنيات انتاج الغاز الحيوي: "لانتاج الغاز الحيوي لابد من توافر خزان لإحتواء المواد العضوية التي سيجري لها التحلل وخزان أخر لتخزين الغاز الناتج من العملية، ولهذا الغرض تم انتاج عدة أشكال من وحدات الغاز الحيوي أشهرها:

الخزان العائم (النظام الهندي): وهو عبارة عن خزانين إما من المعدن أو البلاستيك، أحدهما سفلي مفتوح من أعلى والثاني علوي مفتوح من أسفل، بحيث يكون الخزان العلوي داخل الخزان السفلي الذي يحتوي المواد العضوية ويكون الخزان العلوي حر الحركة ليتمكن من تجميع الغاز الناتج، ويتم تصميم الخزان السفلي بحيث يتم تغذيته واخذ الفائض منه بشكل دوري.

أو (النظام الصيني): عبارة عن خزان واحد غالبًا ما يكون من الأسمنت ويكون محكم الاغلاق، يتجمع الغاز الناتج في القبة التي تتصل مباشرة ببالونات مخصصة للتخزين، وغالبًا ما يكون هذا النظام أكبر حجمًا من النظام الهندي وذلك لكفاءته المنخفضة.

أو عن طريق (النظام التايواني): عبارة عن بالون يتم تغذيته بالمواد العضوية وعند إنتاج الغاز فإنه ينتفخ، ويمكن الحصول على الغاز منه أما عن طريق الضغط عليه بثقل بسيط او استعمال ضاغطات تجميع الغاز الحيوي.

لتصنيع وحدات منزلية لتصنيع الغاز إتبع الأتي:

– يجب إختيار التصميم المناسب لطبيعة حياة الأسرة من حيث وعدد الحيونات التي تقتنيها ان وجدت ونوع الأطعمة التي تعتمد عليها كذلك وجود حديقة منزلية ام لا، ويفضل أن يتم إختيار نظام مجرب في المنطقة لأن عمليات التجريب غالبا ما تكون صعبة وتسبب الكثير من الروائح والمخلفات الضارة اذا فشلت.

– استيعاب متطلبات الوحدة قبل تركيبها ومعرفة جميع المشكلات التي قد تنتج عنها، والتأكد من وجود الدعم الفني المناسب، فقد تحتاج العائلة الى شخص مختص بأعمال سباكة لتركيب الوحدة وصيانتها.

– في بعض الدول يمكن شراء الوحدة جاهزة من أشخاص يقومون بتصنيعها، أما في المنطقة العربية فلا يوجد مثل تلك الصناعة بكل أسف، لذا يمكن الاستعانة بخبرات وتجارب منتشرة في كثير من الدول، يمكن استعراض بعضها عن طريق الانترنت، كما يمكن اسناد الامر الى فني سباكة محترف مع اعطائه التصميم المناسب الذي استقر عليه الاختيار من قبل.

– كما أن النظام الهندي في صناعة الغاز هو أبسط الأنظمة ويمكن الاعتماد عليه، لكن مع الحذر عند اختيار الخزانين العلوي والسفلي بحيث يكون بينهما فرق في القطر من 5-10 سم فقط، بحيث يمكن اقحام العلوي في السفلي مع ضمان عدم تأرجحه بسبب الفرق الكبير في الاقطار.

– وأيضًا أفضل أنواع الخزانات المستخدمة هي البلاستيكية لسهولة تشكيلها وعدم تعرضها للصدأ كالمعدنية وكذلك خفة وزنها، وامكانية استعمال المحابس والوصلات البلاستيكية رخيصة الثمن التي تستعمل في مجال الري، كذلك يمكن ان تسهل وضع الوحدة على سطح المنزل في حال عدم وجود حديقة منزلية.

– ويراعى عند تركيب وحدة الغاز الحيوي للمرة الأولى، لا بد من عملية اكثار للكائنات الحية الدقيقة المسئولة عن تحلل المواد العضوية، وهذة العملية تتم بوضع كمية روث البقر او الغنم في الوحدة لمدة تتراوح بين اسبوعين الى ثلاثة أسابيع بعد ذلك تكون الوحدة جاهزة لتستقبل المواد العضوية من مخلفات المطبخ.

ويمكن الاستعانة بمحاليل جاهزة يتم أخذها من وحدات سابقة وتغذية الوحدة بها لمدة أسبوع لضمان تواجد أعداد مناسبة من الكائنات الحية الدقيقة، ويجب أن يكون محتوى خزان التحلل سائل دائما لتسهيل حركة هذة الكائنات ونموها، كما يمكن وضع الحصى لتكون أماكن لمستعمرات الكائنات الحية الدقيقة.

– وبعد ذلك يمكن الحصول على السائل الفائض من الخزان عن طريق انبوب معد لذلك، يخرج من منتصف الخزان ويرتفع الى المستوى الذي يراد للسائل ان يصله، وتكون المواد الناتجة عبارة عن سماد عضوي سائل مناسب لري كافة انواع المزروعات، يعمل على تحسين انتاج الحديقة المنزلية، وفي حال عدم وجود حديقة فيمكن التخلص منه في شبكة المجاري المنزلية بسهولة.

– كما لا يوجد حاجة لضغط الغاز الناتج وتحويله الى سائل كما في أسطوانات الغاز الطبيعي التجارية، والأفضل أن يتم استهلاك ما يتجمع في وحدة التخزين يوميا وان لا تترك لفترات تزيد عن يومين لأن ذلك يؤدي الى خسارة كمية مهمة من الغاز.

وعملية تحويل الغاز تتطلب طاقة عالية ووحدات ضغط مرتفعة الثمن مما يجعل العملية غير مجدية.

– يمكن تمرير الغاز من خلال محلول هيدروكسيد الصوديوم لتنقيته الذي يتفاعل يمتص ثاني أوكسيد الكربون، مما يزيد من فعالية اشتغال غاز الميثان.

– ويمكن تنشيط الكائنات الحية الدقيقة المنتجة للغاز في فصل الصيف حيث الحرارة المرتفعة، وهناك اعتقاد خاطيء ان افضل حرارة لهذة الكائنات هي 37 مئوية، في حين ان الثابت انه كلما زادت الحرارة كلما كان نشاط تلك الكائنات افضل حتى تصل الى درجة 60 مئوية.

وفي فصل الشتاء تصاب بالخمول او تموت مما يتطلب حماية الوحدة وعزلها حراريا او استخدام سخان شمسي لتسخين محتواها.