"عبد الجبار" يطلب من طفليه الصغار جمع القمامة مقابل اللعب.. والملائكة الصغار: أيدينا ديما مجروحة من الزجاج المكسور ونفسنا نروح المدرسة
تُعدُّ ظاهرة تشغيل الأطفال من الظواهر
الاجتماعيّة السيئة التي تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في المجتمعات، وخاصةً مجتمعات الدول
النامية، فهذه الظاهرة تسلب من الأطفال طفولتهم، وتهدم مستقبلهم؛ لأنّ إلغاء
مرحلةٍ من المراحل الطبيعيّة في الحياة البشريّة يُعدُّ مُخالفًا للفطرة حيث يقوم
الاطفال ممن لم ينهوا عامهم الثامن عشر، بأعمال شاقه سواء كان هذا العمل جبرًا أو
طواعيّةً من الطفل نفسه، حيث يُعدُّ الطفل في هذا العمر قاصرًا، ولا يمتلك زمام
أموره ولا قراراته، ويحتاج إلى وكيل عنه، وفي الوضع الطبيعي فإنّ مكانه هو المدرسة
لتلقي التعليم الاساسى الإلزاميّ، كما أنه قد يتعرّض للمخاطر نتيجة الأعمال التي
يعمل بها، لعدم اتّباع وسائل السلامة العامة على الأغلب من قِبل أرباب العمل؛ وذلك
لأن عمليّة تشغيل هذا الطفل غير قانونيّة.
واهتماما منا بأهمية هذه القضية رصدت كاميرة
"المواطن" حالة الطفلين (مصطفى ونورا ) المقيمين بمحافظة الشرقية اللذين
لم يبلغوا العاشرة من عمرهم فالأول فى عامه السابع واخته الصغيرة لم تبلغ عامها
الخامس بعد.
وعند سؤلهم عن عملهم؟
اجابوا: نعمل بجمع القمامة يوميا منذ الصباح حتى المساء
وجرى الحديث معهم حول اذا كانوا مجبرين على عملكم هذا؟ ومن يطلب
منهم جمع القمامة يوميا؟ وهل يدرسون فى مدارس ام لا؟ واين ولى امرهم؟ وكم يتقاضون
من المال باليوم مقابل هذا العمل؟
وجاء أجوبة الطفلين بأنهم ليسوا مجبرين لكنهم ينفذون ما يطلبه
منهم عبد الجبار حيث يقولون هو الذى يطلب قيامهم بهذا العمل يوميا مقابل ان يتركهم
يلعبون ويلهون فى نهاية اليوم!.. وعند سؤالهم عنه تبين أنه ابيهم ويعمل بوابا بإحدى
الوحدات السكنية ويوقظهم يوميا صباحا لكى يجمعوا له القمامة.
وعن كونهم يتلقون العلم ويذهبون الى
المدرسة.. أجاب الطفل مصطفى قائلا: "انا مرحتش المدرسة ومبعرفش اقرأ ولا أكتب
زى أبويا بس انا نفسى اروح المدرسة
وعن الطفلة نوار كانت تبتسم دائما غير واعيه لما تقوم به هى
تذهب لجمع القمامة مع اخيها فقط.
وأكد الطفل أن التفتيش بالقمامة بعنف يجرح
أصابعهم حيث هناك زجاجات مكسورة والواح زجاجيه مشقوقة توجد بهذه القمامة، مؤكدا:
انا اتعودت على الشغل دا وايدى ديما مجروحه
مؤكدا أنهم لا يتقاضون أي مقابل سواء بمال أو العاب فقط ما
يحتاجونه يفعله والدهم.
وعند سؤلهم عما يريدونه أجابوا: نريد أن نلعب مثل باقى أولاد
جيراننا بالعمارة