جاءنا البيان التالى :الله اكبر
الخميس 16/يونيو/2016 - 02:15 م
..كنت غضاً غريراً لم أتجاوز الثانية عشر..صائماً فى رمضان ؛وكان الصيام
ربيعياً معتدلاً..وتمضى الحياة بسيطة ؛وبعيدة عن كل التعقيدات.
كانت شمس الظهيرة مازالت تتوسط السماء؛ بعد الخروج من المدرسة العتيقة
وكانت لغة الشارع أشبه بالهستيريا التى تعقب إحراز مصر هدفاً فى مباراة
كرة قدم فاصلة..والمصطلح السائد على ألسنة العامة هو " الله اكبر"..
حاولت فك شفرة الضجيج ؛ودفعنى فضول الطفولة على تفسير هذه التظاهرة
الوطنية التى تفوح بالكبرياء الوطنى والعزة والكرامة..
إهتديت أخيراً إلى من يدلنى عن السبب ؛وكان واحداً من التجار وقدبدا يحتضن
المذياع الصغير..قال فى كبرياء " عبرنا" ؟؟؟؟
وزاد فضولى للوقوف بجانب الرجل لمشاركتة التنصت على المذياع الصغير
حتى تصدر صوت الاعلامى الكبير " صبرى سلامة" وكأنه قد شق السماء
قائلاً: هنا القاهرة ..جاءنا البيان التالى
( عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس إلى الضفة الغربية)..هكذا قد تأكد الخبر
..كانت مصر على قلب " راديو" واحد ؛ وإعلامى واحد؛ ومعركة واحدة..
ومضى اليوم الجميل لم نشعر فيه بصيام ؛ وجاء اذان المغرب بصوت
" النقشبندى"...ثم الابتهالات الله..يا...الله..كان هذا يوم 10 رمضان 73.
كل عام ومصر الغالية من نصر إلى نصر..حفظ الله الوطن جيشاً ؛وشعباَ
وترابا...