الحب الحرام بين "الدوحة" وتركيا.. تاريخ علاقات مشبوهة لا تنتهي
السبت 05/أغسطس/2017 - 02:09 م
دعاء جمال
طباعة
هل حقًا أصبحت قطر معشوقة تركيا الجديدة؟؟.. هل أصبحت العلاقات حقًا دافئة بين أنقرة والدوحة حتى تتولى الأولى مسؤولية الثانية في كافة مناحي الحياة؟؟.. وكان الرد على كل تلك التساؤلات هي "نعم".
فلقد استيقظ الجميع اليوم السبت، على ما كشفه وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، من أن بلاده تبحث عن بدائل مختلفة، لدعم التجارة الخارجية مع قطر عن طريق البر، ومن هنا كان علينا تسليط الضوء على تاريخ تلك العلاقات ووصولها إلى حد الذروة خلال الأيام القليلة الماضية.
تاريخ العلاقات التركية القطرية:
بدأت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وتركيا عام 1972، حيث وقّعت تركيا وقطر أول معاهدة للتعاون التقني والاقتصادي عام 1985، وتبعها 5 معاهدات إضافية عام 2001، قبل وقتٍ قصير من صعود حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002.
وكان من بين أبرز الاتفاقيات بين كلا البلدين هي المعاهدة العسكرية لمدّة 10 سنوات، والتي وقّعت في 19 ديسمبر عام 2014، والتي تسهّل افتتاح قاعدة عسكرية تركية في قطر، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في التصنيع العسكري.
وتبع ذلك العديد من التفاهمات والموائمات والاتفاق والتعاون والاستثمار في عام 2015، حيث عقد المسؤولون في الدوحة وأنقرة اجتماعهم الأول للجنة الإستراتيجية التركية القطرية العليا، الأمر الذي مهّد الطريق لـ 15 اتفاقية تغطّي مجموعة واسعة من المجالات من البيئة إلى الطاقة والتعليم.
وفي 2 ديسمبر 2015 وقعت تركيا وقطر عدة اتفاقيات اقتصادية أبرزها مذكرة تفاهم لتصدير الغاز من قطر إلى تركيا، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الدوحة وسط الأزمة المتصاعدة بين أنقرة وموسكو حول إسقاط الطائرة الروسية في الأراضي السورية.
السر وراء توطيد العلاقات:
تباينت المواقف والآراء حول السر الذي يكمن وراء توطيد تلك العلاقات، ولكن كان هناك رأى قوي للغاية ومقنع وهو أنه يمكن تلخيص مفتاح العلاقة القوية بين البلدين في نقطتين.
الأولى أن كلا البلدين كانا ضحيّةً للاستعمار البريطاني الغربي خلال القرنين الـ 19 والـ 20، وكانت قطر قد انضمّت للإمبراطورية العثمانية عام 1835، ويقال أنّها قد أجبرت على الانفصال عن الدولة العثمانية عام 1915 في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقد قصفت القوات البريطانية السواحل القطرية عام 1893 لـ 4 أيام متتالية، بسبب رفضها الخضوع لإملاءات بريطانيا، الأمر الذي خلّف العديد من القتلى.
والثانية، تشير إلى أنّ العلاقات المتجدّدة من أجل التمكين المشترك وإعادة إحياء المجد العثماني، الأمر الذي يسمح لكلًا من تركيا وقطر بتحديد هويتهما الوطنية، حيث كانت الأسرة القطرية الحاكمة كانت تتولى (محمية) العثمانيين في تلك الأراضي.
موقف تركيا من المقاطعة ضد قطر:
خلال الأيام القليلة الماضية، قامت أربع دول عربية وهم "السعودية - الإمارات - مصر - البحرين"، بتنفيذ مقاطعة ضد دويلة قطر وقدموا لها 13 بندًا من بينهما عدم دعم الإرهاب أو تمويله، ومع ذلك خرجت تركيا من السياق وما تم إذاعته من خلال وسائل الإعلام هو طلب إغلاق القاعدة التركية في الدوحة.
وبعدما أشيع هذا النبأ، قال وزير الدفاع التركي "فكري إيشيك" إن تركيا لم تبلغ من قبل قطر بأي شيء من هذا القبيل، ولكن إن وجد هذا الطلب فهذا يحمل تدخلًا في شؤون ثنائية بين دولتين.
وأضاف: "لا ينبغي أن يشعر أحد بالقلق من القاعدة التركية في الدوحة فهي من أجل تأمين استقرار المنطقة ولا يوجد احتمال للتراجع عن الاتفاقية مع قطر".
بالإضافة لما سبق، فقد رفضت تركيا حصار قطر منذ البداية، كما أن السعودية شددت موقفها بعد عودة الوفد التركي من الرياض، ولم تنجح زيارة وزير الخارجية التركي إلى الرياض في إحداث شيء.
كيف تدعم تركيا الدوحة في الوقت الراهن:
ولم تكتفٍ أنقرة بدورها الوسطي في المقاطعة والمائل في أحيان كثيرة إلى تدعيم الدوحة بكافة الأشكال، بل خرج علينا أمس الجمعة وزير الاقتصاد التركي قال نهاد زيبكجي، قائلًا إن تركيا على استعداد لسد حاجات دوحة اليومية من الغذاء شريطة أن يتم إنتاج ما تحتاجه على الأراضي القطرية.
وأضاف: "إنه يمكننا مواصلة تلبية احتياجات قطر ليس فقط عبر التصنيع هنا في تركيا وإرسال منتجات جاهزة إليها، وإنما من خلال بدء الإنتاج هنا وإتمامه في قطر ما سيمكن من تلبية كل الاحتياجات اليومية لها".
واقترح "زيبكجي"، أن ترسل أنقرة للدوحة المواد الخام التي تستطيع قطر تصنيعها في مصانعها الخاصة بدلا من إرسال السلع الجاهزة إلى قطر.
وتأكيدًا على موقف أنقرة للدوحه، كشف وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، أن بلاده تبحث عن بدائل مختلفة، لدعم التجارة الخارجية مع قطر عن طريق البر، لافتًا إلى أن أسهلها ستكون عبر إيران.
وقال الوزير في تصريحات له: "سأشارك في مراسم أداء اليمين الدستورية، للرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، وسيحضرها نظيري القطري أيضا، ونرغب بشكل ثلاثي تناول مسألة النقل والتوصل إلى اتفاق".
فلقد استيقظ الجميع اليوم السبت، على ما كشفه وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، من أن بلاده تبحث عن بدائل مختلفة، لدعم التجارة الخارجية مع قطر عن طريق البر، ومن هنا كان علينا تسليط الضوء على تاريخ تلك العلاقات ووصولها إلى حد الذروة خلال الأيام القليلة الماضية.
تاريخ العلاقات التركية القطرية:
بدأت العلاقات الثنائية بين دولة قطر وتركيا عام 1972، حيث وقّعت تركيا وقطر أول معاهدة للتعاون التقني والاقتصادي عام 1985، وتبعها 5 معاهدات إضافية عام 2001، قبل وقتٍ قصير من صعود حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002.
وكان من بين أبرز الاتفاقيات بين كلا البلدين هي المعاهدة العسكرية لمدّة 10 سنوات، والتي وقّعت في 19 ديسمبر عام 2014، والتي تسهّل افتتاح قاعدة عسكرية تركية في قطر، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في التصنيع العسكري.
وتبع ذلك العديد من التفاهمات والموائمات والاتفاق والتعاون والاستثمار في عام 2015، حيث عقد المسؤولون في الدوحة وأنقرة اجتماعهم الأول للجنة الإستراتيجية التركية القطرية العليا، الأمر الذي مهّد الطريق لـ 15 اتفاقية تغطّي مجموعة واسعة من المجالات من البيئة إلى الطاقة والتعليم.
وفي 2 ديسمبر 2015 وقعت تركيا وقطر عدة اتفاقيات اقتصادية أبرزها مذكرة تفاهم لتصدير الغاز من قطر إلى تركيا، وذلك خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الدوحة وسط الأزمة المتصاعدة بين أنقرة وموسكو حول إسقاط الطائرة الروسية في الأراضي السورية.
السر وراء توطيد العلاقات:
تباينت المواقف والآراء حول السر الذي يكمن وراء توطيد تلك العلاقات، ولكن كان هناك رأى قوي للغاية ومقنع وهو أنه يمكن تلخيص مفتاح العلاقة القوية بين البلدين في نقطتين.
الأولى أن كلا البلدين كانا ضحيّةً للاستعمار البريطاني الغربي خلال القرنين الـ 19 والـ 20، وكانت قطر قد انضمّت للإمبراطورية العثمانية عام 1835، ويقال أنّها قد أجبرت على الانفصال عن الدولة العثمانية عام 1915 في أعقاب الحرب العالمية الأولى وقد قصفت القوات البريطانية السواحل القطرية عام 1893 لـ 4 أيام متتالية، بسبب رفضها الخضوع لإملاءات بريطانيا، الأمر الذي خلّف العديد من القتلى.
والثانية، تشير إلى أنّ العلاقات المتجدّدة من أجل التمكين المشترك وإعادة إحياء المجد العثماني، الأمر الذي يسمح لكلًا من تركيا وقطر بتحديد هويتهما الوطنية، حيث كانت الأسرة القطرية الحاكمة كانت تتولى (محمية) العثمانيين في تلك الأراضي.
موقف تركيا من المقاطعة ضد قطر:
خلال الأيام القليلة الماضية، قامت أربع دول عربية وهم "السعودية - الإمارات - مصر - البحرين"، بتنفيذ مقاطعة ضد دويلة قطر وقدموا لها 13 بندًا من بينهما عدم دعم الإرهاب أو تمويله، ومع ذلك خرجت تركيا من السياق وما تم إذاعته من خلال وسائل الإعلام هو طلب إغلاق القاعدة التركية في الدوحة.
وبعدما أشيع هذا النبأ، قال وزير الدفاع التركي "فكري إيشيك" إن تركيا لم تبلغ من قبل قطر بأي شيء من هذا القبيل، ولكن إن وجد هذا الطلب فهذا يحمل تدخلًا في شؤون ثنائية بين دولتين.
وأضاف: "لا ينبغي أن يشعر أحد بالقلق من القاعدة التركية في الدوحة فهي من أجل تأمين استقرار المنطقة ولا يوجد احتمال للتراجع عن الاتفاقية مع قطر".
بالإضافة لما سبق، فقد رفضت تركيا حصار قطر منذ البداية، كما أن السعودية شددت موقفها بعد عودة الوفد التركي من الرياض، ولم تنجح زيارة وزير الخارجية التركي إلى الرياض في إحداث شيء.
كيف تدعم تركيا الدوحة في الوقت الراهن:
ولم تكتفٍ أنقرة بدورها الوسطي في المقاطعة والمائل في أحيان كثيرة إلى تدعيم الدوحة بكافة الأشكال، بل خرج علينا أمس الجمعة وزير الاقتصاد التركي قال نهاد زيبكجي، قائلًا إن تركيا على استعداد لسد حاجات دوحة اليومية من الغذاء شريطة أن يتم إنتاج ما تحتاجه على الأراضي القطرية.
وأضاف: "إنه يمكننا مواصلة تلبية احتياجات قطر ليس فقط عبر التصنيع هنا في تركيا وإرسال منتجات جاهزة إليها، وإنما من خلال بدء الإنتاج هنا وإتمامه في قطر ما سيمكن من تلبية كل الاحتياجات اليومية لها".
واقترح "زيبكجي"، أن ترسل أنقرة للدوحة المواد الخام التي تستطيع قطر تصنيعها في مصانعها الخاصة بدلا من إرسال السلع الجاهزة إلى قطر.
وتأكيدًا على موقف أنقرة للدوحه، كشف وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، أن بلاده تبحث عن بدائل مختلفة، لدعم التجارة الخارجية مع قطر عن طريق البر، لافتًا إلى أن أسهلها ستكون عبر إيران.
وقال الوزير في تصريحات له: "سأشارك في مراسم أداء اليمين الدستورية، للرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، وسيحضرها نظيري القطري أيضا، ونرغب بشكل ثلاثي تناول مسألة النقل والتوصل إلى اتفاق".