التشدد في العادات والتقاليد وقلة الخروج من المنزل.. أكثر ما يشتهر به أهالي الصعيد كما عرفناهم من قبل، لكن التطور الذي طال العالم وزحف إلى مصر وانتشار الحريات وحقوق الإنسان وعمل المرأة طال بالفعل محافظات الصعيد التي أصبحت لم تختلف كثيرًا عن القاهرة، بل خرج منها ما هو جديد، وانتشرت بها حرية اللبس والفكر والتعليم وعدم التقيد بالعادات والتقاليد المتشددة المعروفة عن أهالي الصعيد، خاصة في كل ما يخص المرأة التي كانت تظل حبيسة المنزل.

كافية للبنات فقط في أكثر محافظات الصعيد تشددًا..

"ديفا كافية" أول كافية للبنات فقط في محافظة قنا المشهورة بتمسكها الشديد بالعادات والتقاليد بين محافظات وقرى الصعيد، فهو ليس أول كافية للبنات في مصر لكن إقامة كافية للبنات في محافظة صعيدية بالطبع فهو بالأمر المثير للجدل.

قال "مصطفى عزت" صاحب فكرة "ديفا كافية" في حوار خاص لـ"المواطن"، إن الفكرة خاص للبنات هو موضوع جديد وجاذب انتباه الناس وكان أول كافية مثله في القاهرة مثل الأقصر، موضحًا أن "ديفا" يختلف تمامًا عن كافية الأقصر، لافتًا إلى أنه أراد تقديم شيء جديد للصعيد.

وأوضح "عزت" أن فريق عمل الكافية جميعه بنات فقط، ويتضمن على كاشير و5 بنات في السرفيس ومشرفة على الكافية بالإضافة إلى عاملة النظافة، لافتًا إلى أنه يوجد ولد واحد فقط وهو المسئول عن أمن الكافية ولا يدخله فمكانه في الخارج فقط.

كما أشار إلى أن المكان يحتوي على مجموعة من الألعاب "البلاي ستيشن، الأكس بوكس"، كما يوجد بجانب الكافية مكان خاص لألعاب الأطفال، موضحًا أنه يتكون من طابقين يحتوي الدور الأول على الكاشير والبلاي ستيشن وبعض الترابيزات، ويشمل الدور الثاني على المطعم والأكس بوكس، كما أن المكان مجهز بكاميرات على أعلى مستوى لحماية زبائنه باعتبارهم أهم شيء في العمل.

كما توقع إقبال كثيف في أول يوم افتتاح لإنجذاب أهالي قنا على كل ما هو جديد، لافتًا إلى أن الصفحة الخاصة بالكافية على الفيس بوك تخطت الـ1000 شخص خلال 24 ساعة من تدشينها فقط.

وعن أسعار الكافية، أكد "عزت" أن الأسعار عادية جدًا وفي متناول الجميع حتى في ظل وجود المينيمم تشارج، مشيرًا إلى أن المكان مجهز على مستوى عالي لتقديم أفضل خدمة للزبائن ويتم طلب الأوردر من خلال جهاز "التيلي كوم"، معلنًا عن مواعيد عمل الكافية التي تبدأ ممن 11 أو 12 صباحًا حتى 11 أو 12 مساءً، ولا يمكن استمراره 24 ساعة لأنه يتعارض مع عادات أهل الصعيد.

كما أشار إلى أن الكافية يقدم خدمات وأصعار خاصة للطلبة خاصة المغتربين منهم باعتبار الكافية فريب من جامعة جنوب الوادي كما أنه قريب من كورنيش النيل، قائلًا "مينفعش أجي على الطلبة المغتربين في بلدي".

وعن السماح للمنتقبات بالدخول، أكد "عزت" أنه لا يمكن منع المنتقبات من دخول الكافية، قائلًا "هما أخواتنا وأهالينا مينفعش نمنعهم"، موضحًا أن الصعيد تطور عما قبل كثيرًا ويختلف عن الفكرة التي يرسمها البعض في عقلهم عن قرى الصعيد، موكدًا أن قنا نفسها ليست متشددة ولكن القرى والمراكز هي التي يزداد فيها التشدد، كما ان انتشار القبائل بها هي السبب في تضييق العقول إلى حد ما.