الرمال المصرية الأولى عالميا.. ثروة قومية وضعت على برنامج "السيسي" الرئاسي ومنع تصديرها بعد سنوات من الإهدار
مصر غنية بثرواتها الطبيعية المختلفة من
مياهها المعدنية والكبريتية وجوها وماتحتويه تربتها من رمال وطمي صالح لعلاج
العديد من الأمراض، وتعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة.
وتعتبر الرمال المصرية من أهم الوسائل العلاجية منذ عهد
المصريين القدماء يقصدها المرضي من جميع دول العالم للاستشفاء، منها الاستشفاء
لمرضي الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال، فمصر موقعًا متميزًا علي خريطة
السياحة العلاجية وأصبحت مقصدًا لراغبي الاستشفاء من جميع أنحاء العالم.
وتشتهر مدينة سفاجا الواقعة علي شاطئ البحر الأحمر والتي تمتلك
جميع عناصر السياحة العلاجية والتي تزورها الأفواج السياحية بالرمال السوداء التي
لها القدرة علي التخلص من بعض الأمراض الجلدية.
كما تنتشر في الصحراء المصرية ظاهرة العلاج بالرمال وتحديدا في
واحة سيوة تبعد 800 كيلو متر من القاهرة حيث يلجأ إليها العديد من المصريين
السائحين الأجانب.
مع قدوم أشهر الصيف وارتفاع درجات الحرارة تنشط حركة غير عادية
في الصحراء في مصر، تحديدا علي بعد 617 كيلو مترا من العاصمة المصرية القاهرة
بجوار جبل الدكرور في سيوة.ـ ويتجه العديد من الأشخاص إلي هناك من مصريين وعرب وأوروبيين
ليتم دفنهم في الرمال عندما تكون الشمس عمودية علي الارض أملا في الشفاء من أمراض
مختلفة.
الرمال عرفت كعلاج للعديد من الأمراض عند أهل واحة سيوة منذ
مئات السنين، الرمال الموجودة بجبل الدكرور في منطقة سيوة تحتوي علي إشعاعات تساعد
في علاج مرض الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمي والعقم، ومن بعض
الأمراض الجلدية والعضمية والدموية، مثل الروماتيزم والروماتويد والكولسترول وخفض
نسبة الدهون المرتفعة في جسم الفرد وتنشيط الدورة الدموية.
الرمال البيضاء
رغم أن الرمال من أهم مصادر الدخل القومي لو أحسنا استغلالها
إلا أن المسئولين في مصر قديما لم يكونوا يولون لها الاهتمام الكافي وبخاصة الرمال
البيضاء التي يتم تصديرها كمادة خام وتدخل في العديد من الصناعات.
في العام الماضي قررت الحكومة منع تصدير الرمال البيضاء
باعتبارها ثروة قومية، بناء على توصيات مجلس علماء مصر الاستشاري التابع لرئاسة
الجمهورية.
وأضاف المجلس الاستشاري أن الرمال البيضاء في مصر تمتلك نسبة
نقاء لا توجد في دولة أخرى.
وأشار إلى أن الرمال البيضاء المصرية تحتوي على عنصر السيليكون
بنسبة 99%، وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم تصديرها على الإطلاق والاستفادة
منها وتحويلها إلى زجاج.
وتعتبر الرمال البيضاء المصرية من أجود أنواع الرمال البيضاء في
العالم وتتكون من ثاني أكسيد السيليكون النقي وتوجد في سيناء ويتم تصديرها إلي
جميع دول العالم بسعر 20 دولارا للطن ويتم تنميتها وتصنيعها في الدول الغربية والصين
ويتراوح سعر الطن 100 - 200 دولار للطن وفي حال تحويله إلي أدوات زجاجية يصبح الطن
في حددود 1000 دولار وعند تحويله إلي سيليكون نقي تصبح القيمة 10000 دولار للطن.
كما يستخدم في تصنيع الخلاية الشمسية ومن الممكن أيضا أن يتحول
إلي سيليكون وحيد البلورة وفي تلك الحالة يصل سعره إلي 100000 دولار للطن ويستخدم
في تصنيع الرقائق الإليكترونية.
وكان السيسي وضع مشروع الرمال البيضاء في برنامجه الرئاسي عام
2014، ضمن بند الرؤية الاقتصادية هو الاستثمار في الثروات المعدنية المهدرة من
آلاف السنين والحفاظ على الثروات المصدرة للخارج مما أضاع على مصر مليارات
الجنيهات، إلى جانب إنشاء مصانع لهذه الثروات واستغلالها وتوفير فرص عمل لشباب
سيناء والمناطق التي تمتلك الثروات المعدنية.
والسيليكون هو عنصر كيميائي يستخرج من الرمال البيضاء مصر،
ويدخل في صناعات عديدة أهمها أجهزة الكمبيوتر، والزجاج، الخزف، والإلكترونيات،
وبعض الصناعات الطبية، وأعمال عديدة في التكنولوجيا.
وتصدر مصر سنويا ما يقرب من 2 مليون طن رمال بيضاء ويبلغ سعر
الطن 200 دولار، فتصدر بقيمة إجمالية 400 مليون جنيه، وعند استيراد المادة الخام
التي صدرت من مصر من دولة أخرى في شكل منتج تكون قيمة الـ 20 دولار للطن أثناء
تصديره تختلف كثيرا فتبدأ على حسب الصناعة ففي حالة استيراده في شكل خزف وزجاج يصل
سعر الطن الواحد 200 دولار.
وفى حالة استخراج السيليكون منه بشكل عالى النقاء يباع الطن
الواحد بـ 10 آلاف دولار، اما في حالة تصنيع الرقائق الإلكترونية التي تستخدم في
الحواسب يبلغ سعر الطن 100 ألف دولار.
وصدرت مصر خلال عام 2015 مليوني طن رمال بيضاء بقيمة 400 مليون
جنيه، أي 4 ملايين دولار وقامت الدول ببيع هذه الرمال بعد تصنيعها كخزف وزجاج بـ
200 دولار للطن أي تخسر مصر سنويا في هذه الصناعات 400 مليون جنيه.
وفي حالة تصنيعه سيليكون نقي يباع الطن بـ 10 آلاف دولار فيما
تصدره بـ 20 دولار أي تخسر مصر سنويا 20 مليار جنيه.
وفى حالة استخدامها كرقائق إلكترونية يصل سعر الطن بعد تصنيعه
إلى 100 ألف دولار، ومصر تصدر مليوني طن أي تخسر 200 مليار دولار وتصدره مصر بـ
400 مليون جنيه فقط.
وتمتلك مصر مليارات الأطنان من الرمال البيضاء، وتوجد في
الصحراء الشرقية وسيناء، وجبل الجنة الذي يصل الاحتياطي فيه إلى 20 مليار طن رمال
بيضاء، وتوجد الرمال البيضاء في منطقة الزعفرانة، وحتي " الداخلة والخارجة".
في وقت سابق، قال محمد ممدوح المدير التنفيذي لغرفة الصناعات
الكيماوية إن الرمال البيضاء تتواجد في مناطق من سيناء والزعفرانة بكميات كبيرة
تصل إلي مليارات الأطنان وقيمة هذه الرمال تتمثل في جودتها ودرجة نقائها العالية
مما يؤهلها لتصنيع الكريستال والبلور والزجاج والبصريات والأدوات المنزلية.
وأضاف أنه في غضون سنوات قليلة يمكن أن تصبح مصر من أكبر الدول
في تصنيع المنتجات الزجاجية وبقليل من الجهد والعمل نستطيع أن نصدر هذه المنتجات.
أكد الدكتور بهى الدين عرجون، أستاذ الفضاء، خبير التنمية
والنهضة، أن مصر تمتلك أجود أنواع الرمال في العالم، وتقع في الحزام الصحراوى، أن
الرمال البيضاء يمكن من خلالها تصنيع الخلايا الشمسية، والرقائق الإلكترونية،
الأمر الذى يجعل مصر من أغنى دول العالم، ومن خلال مصنع قيمته 2 مليار دولار
لاستخراج كل مشتقات الرمال البيضاء تكون مصر من أغنى دول العالم.
وقد أكد الدكتور خيرى محمود البدرى، أستاذ بقسم بحوث الزجاج
بالمركز القومى للبحوث، وجود 12 طن رمال وأغناهم موقع الحسنى في الشمال الذي يوجد
به 40 مليون طن، وبجنوب سيناء في منطقة أبو زنيمة وهى المنطقة التي يوجد بها أجود
أنواع الرمال لصناعة الزجاج.
واوضح ان الرمال البيضاء، عبارة عن رمال متحجرة سطحية وتحتاج
لإزالة الغطاء الأصفر البسيط الذي لا يتعدى سمكه من 15 إلى 20 سنتيمترا، ثم يدخل
بها الديناميت لتفجيرها إلى أكوام صغيرة.
وقال محمود الدرديري، مدير أحد مصانع إنتاج الزجاج، ان الرمال
البيضاء كانت تصدر بثمن بخس يصل ل70 جنيهًا للطن ثم بعد ذلك نستورده في صورة
منتجات نهائية مثل أدوات منزلية وكريستال وبصريات وغيرها بأسعار عالية وبالعملة
الصعبة وهذا يمثل إهدارًا للثروات الطبيعية.
من أشهر المصانع التي كانت تصنع الرمال
مصانع مدينه السادات الصناعية:
يوجد فى هذه المدينه مصنعين للزجاج فى
مرحله الاخيره من الانشاءات براس مال ٣٠٠ مليون جنيه لكل منهما.
مصنع كريستال عصفور:
هو ثانى اكبر مصنع فى العالم لصناعه كريستال
مصانع يس للزجاج:
من اكبر واقدم مصانع زجاج فى الشرق
الاوسط وافريقيا تم تامينه في أوائل الستينيات.
الرمال السوداء
هناك نوع آخر من الرمال وهو الأكثر أهمية إلا أننا تقريبا
لانعرف عنه شيئا في مصر رغم توافره بكثرة في 11 منطقة في ربوع مصر وهي الرمال
السوداء التي تستخدم في مجال الطاقة النووية.
وفي ظل الانفلات الأمني الذي عانت منه مصر بعد الثورة تعرضت
الرمال السوداء للسرقة من جهات غير معلومة وبطرق منظمة، وتُعد هذه الرمال من أهم
ثروات مصر التي لو تم استغلالها لجعلت مصر في مصاف الدول الغنية بما تمتلكه من 22
معدنا متواجدا بها وتنتشر هذه الرمال في ربوع مصر في 11 منطقة تقريبًا بالصحراء
الشرقية والغربية بمساحة تبلغ 001 كيلو متر مربع، بالإضافة إلي انتشارها بنسب
قليلة في محافظة كفر الشيخ والوادي.
ويعتبر النيل هو مصدر إنتاج الرمال السوداء قبل عام 2691 ليتوقف
بعدها من ترسيبها مع آخر فيضان بعد إنشاء السد العالي، وأن مناطق تواجدها تتمركز
في شمال الدلتا وخصوصًا في الشرق من فرع رشيد لأن التيارات تتجه من الغرب إلي
الشرق فهي تأخذ حمولة النهر من الغرب لترسبها شرقًا بما فيها من طمي ورمال لتترسب
الرمال الثقيلة وتظل الناعمة عالقة فتترسب الرمال السوداء والكوارتز علي مدار
السنين حسب كثافة المعادن وحسب طبيعة الشاطئ والأمواج والتيارات والمد والجزر.
وشهدت مصر بدايات استغلال الرمال السوداء علي يد كان يوناني
(جريكي) في حجر النواتية بالاسكندرية كان ينقل الرمال السوداء من رشيد عبر ترعة
المحمودية إلي حجر النواتية ثم يفصل المعادن بطريقة بدائية ويوزعها بشكل بسيط
بعدها تحول المشروع لشركة قطاع عام وأصبحت بالفعل شركة للرمال السوداء آخر شارع
النبي دانيال.
هذه الشركة انفضت في السبعينيات بعد خلاف حاد بين هيئة المساحة
الجيولوجية وهيئة الطاقة الذرية بالإضافة إلي أن مصدر الرمال السوداء وهو الفيضان
قد انتهي بعد بناء السد العالي واستقرارها جنوب السد العالي حيث إن البحر يركز المواد
القديمة في رشيد والغريب أن فيضانات النيل القديمة قد تسببت بوجود رمال سوداء في
غزة وشمالًا وصولًا لطرطوس وبانياس.
في وقت سابق أوضح الدكتور سيد زغلول أستاذ الجيولوجيا، أن
الصحراء الشرقية والغربية تتميز بكثافة هذه الرمال وكذلك الذهب والفضة والبلاتين
بما يعادل ضعف الاحتياطي الموجود حاليًا في العالم.
وأكد أن الرمال السوداء نتجت من تشبع الرمال العادية بعناصر
مشعة مما صبغ الرمال العادية باللون الأسود وتحتل في بعض المناطق مساحات لا تقل عن
53 كيلو مترًا، وأن هذه الرمال تستخدم في استخراج اليورانيوم والبلوتنيوم وكافة
المواد المستخدمة في مجال الطاقة النووية، بالإضافة إلي استخراج المعادن النفيسة
وأوضح أن حُسن استغلال هذه الرمال يدر مئات الملايين للدخل القومي لما تتميز به من
قيمة مادية عالية.
ومن جانبه قال الدكتور يحيي القزاز
أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلون إن الرمال من أهم عوامل السياحة في مصر كما أن هناك
العديد يأتون ليروا الرمال السوداء في الفرافرة وكذلك جبال الكريستال وبلورات
الكالسيت وهو أهم منتجع سياحي في مصر فروعة الرمال الطبيعية لا يعادله جمال ومناظر
لن تشاهدها إلا في ذلك المكان