تعليقا علي حادث قطاري الإسكندرية.. الأهالي لـ"المواطن": لن نتنازل عن حقوقنا وسوف نقاضي المسؤول
وقع أمس حادث عنيف بين قطارين في محافظة
إسكندرية نتج عنه 45 قتيلًا و172 مصابًا حيث تقول ملابسات الحادث وفق ما رواه الأهالي
أنه فى ظهر امس الجمعة استيقظ أهالي منطقة خورشيد، التابعة لحي المنتزه أول
بمحافظة الإسكندرية، على صوت تصادم قوي، تبعه صرخات عالية وعويل، فخرجوا لاستكشاف
ما حدث، وما مصدر هذا الصوت ليجدوا أن القطارين قد اصطدما ببعضهما فى مشهد كارثي.
في ذلك الإطار تقول فوزية مجاهد إحدى
سكان المنطقة ان الجميع هرولوا الى مكان احادث للمساعدة، حاملين زجاجات المياه
للمصابين وقد ازدحم مكان الحادث بالأهالي واخدنا نغطى جثث المتوفيين بملاءات
والأقشمة.
وتابعت: "سيارات الاسعاف قد تأخرت
فى الوصول الى مكان الحادث مما اضرها الى سرعة مساعدة المصابين وتوزيع المياه
ومساعدة من يحتاج الى ان يضمد جراحة الذى ينزف ويتألم بسببه ولم تخشَ مشهد القتلى
والمصابين وتناثر الدماء في كل مكان".
فيما قالت سميرة محمد، إحدى الأهالي،
أنها حضرت مع جارتها "فوزية مجاهد" لإنقاذ المصابين، وأحضرت مفروشات
وملاءات الأسرة، من أجل تغطية القتلى، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من النساء أحضرن
القطن والشاش، لمساعدة المصابين".
فيما تقول سماح موسى احدى سكان المطقة
واتى تبلغ 27 عام: "المشهد كان عنيفا فمنظر الدماء على الارض ورائحة الموت
المنتشرة بكل مكان دفعني للبكاء بشدة واهتزت نفسى لهذا المشهد وشعرت انثنى كنت من
الممكن ان اكون بهذا القطار وفكرت بماذا شعر هؤلاء الاناس باللحظات الاخيرة قبل
تصادم القطارين ثم تستكمل وجدت نفسى اساعد قدر المستطاع وانا ابكى لرؤية الجثث
التى لم يتعرف عليها احد بعد كنت اسعى الى ضمد جرحى المصابين حتى لا ينزفون اكتر
الى ان تأتى سيارات الاسعاف وتقول سماح شاهدت ام تصرخ وتبكى وهى تبحث عن ولدها
فحاولت ان اهدء من روعها وأخذت ابحث عنه معها".
وقال ياسين أحد شهود العيان بمنطقة خورشيد: "أنا من سكان
المنطقة، وكان قطار بورسعيد، قبل الحادث، يقف لحدوث عطل، لأكثر من نصف ساعة،
وفؤجنا أثناء ذلك بوصول قطار آخر بسرعة فائقة، ليصطدم بالقطار المتوقف، ما تسبب في
الحادث المروع، وفؤجنا بجثث المواطنين تتناثر في كل مكان".
بينما يقول الشيخ مجاهد السيد، والاستاذ محمود أحد السكان ايضا
إنهم كانوا كل ما يهمهم فى ذلك الوقت هو تلقين الشهادة لمن يلفظ انفاسة الاخيرة، وقد
ساعدهم البعض على ذلك.
وأوضح أحمد سليمان، طالب جامعي، أنه استطاع إخراج مصاب، من أسفل
القطار، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه عقب خروجه، إذ كانت جروحه خطيرة
ويروى أن المتوفى نطق الشهادتين، وطلب منه مياها، ليروي عطشه، إلا أنه مات قبل أن
يتناول المياه.
ومن جانبهم توافدت أعداد كبيرة من أهالى المصابين بمنطفة خورشيد
بشرق الإسكندرية في مشهد يشبه إلى مظاهرة حاشدة من أهالي حادث قطاري الإسكندرية،
بالإضافة إلى الصراخ والعويل من قبل الأهالي على ابنائهم الموتى الذين افترشوا
أرصفة الشوارع، ومن يقف في انتظار مصير أبنائهم المصابين، بمنطقة خورشيد، واستخراج
الجثث أسفل القطار.
وطالب أهالي الوفيات، بإقالة وزير النقل، وهو القصاص المناسب،
للمواطنين، وقالوا:" لن نتنازل عن حقوقنا وسوف نقاضي المسؤل عن الحادث ".
فقد طالب محمد إسماعيل، شقيق أحد المصابين بكسر بالقدم، بمحاسبة
المسئولين بهيئة السكة الحديد المسئولين عن هذة المهزلة، لأنها لم تكن الحادث الأول،
ورغم ذلك فإن الهيئة لم تقم بتطوير أعمال السكة الحديد، ويظل الطرف الثالث مجهول
والمواطنين هما الذين يدفعون الثمن.
بينما انهارت السيدة أحمد، أحد المصابين بالقطار، ودخلت في حالة
من البكاء والصراخ، قبل أن تطالب الأهالي بالبحث عن أطفالها الاثنين، مؤكدة أنها
كانت تستقل القطار القادم من الصعيد، وكان يجلس بجوارها طفليها إيهاب 5 سنوات،
وإيمان 3 سنوات، وعقب سماعهم أصوات اصطدام القطار فوجئت بالركاب يقومون بالقفز من
الشباك والإسراع بالجري، ما أدى إلى سقوطها هي وأطفالها على الأرض، وأصيبت بغيبوبة
ولم تشعر بنفسها إلا وهي تجلس في سيارة الإسعاف، ولم تستطع التوجه للبحث عن أطفالها.
جدير بالذكر ان هيئة السكة الحديد قد أعلنت امس عن أن القطار 13
إكسبريس "القاهرة - الإسكندرية" اصطدم في الساعة 2 و15 دقيقة ظهرا،
بمؤخرة قطار رقم 571 "بورسعيد - الإسكندرية"، بالقرب من محطة خورشيد
بمحافظة الإسكندرية. وأوضحت الهيئة، في بيان صحفي، أنه نتيجة الاصطدام سقط جرار
القطار الأول، وعربتان من مؤخرة قطار 571. بينما أعلنت وزارة الصحة عن أن عدد
ضحايا الحادث وصل إلى 172 مصابا و45 حالة وفاة.