"الشاطر" تحدث باسم الدين وكان تاجراً للعملات والصرافة.. التاريخ الأسود لصاحب خطة التمكين
لم يخلو تاريخ خيرت الشاطر على مدار 50
عامًا منذ الانتهاء من تعليمه الثانوي وحتى الآن من السجن ومصادرة الأملاك والمنع
من السفر وتقييد الحركة، فهو ليس بالمواطن السياسي العادي بل يتشعب بداخله الفكر
الإخواني المدمر الذي يدعو إليه.
محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر من مواليد محافظة الدقهلية
1950، مهندس مدني ورجل أعمال، تخرج من كلية الهندسة جامعة المنصورة، متزوج ولديه
10 أبناء و16 حفيد، عمل معيدًا ثم مدرس مساعد بكلية الهندسة جامعة المنصورة حتى
عام 1981.. من الخارج نجد حياته طبيعية إلى حد ما مثل أي مواطن مصري يعمل على
نفسه، لكنه في الحقيقة العقل المدبر لكل ما تمر به مصر..يسعى دائمًا لتخريب البلاد
وإثارة الفتنة والشغب.
فمنذ التحاقه بجماعة الإخوان عام 1974 توغل في فكره المتشدد
أكثر وأكثر، حيث قال عنه أحد قيادات الإخوان محمد العدوي "أخشى على الإخوان
من طموح الشاطر"، وبالفعل فعل الشاطر ما يريد رغم ملاحقته من قبل نظام الرئيس
الراحل أنور السادات وجمال عبدالناصر وأيضًا مبارك، والحكم عليه بـ12 سنة سجن إلا
أنه استطاع الهروب والتوغل في معتقداته حتى وصل الإخوان إلى منصة الحكم للقضاء على
الدولة.
ولم يكن "الشاطر" المتحدث باسم الدين كما يعتقد البعض
والمطبق لأحكامه وشريعته، حيث أنه دخل في تجارة العملات والصرافة - التي يحرمها
البعض -، حيث بدأ التوسع في شركة سلسبيل للحاسب الآلي والبرمجيات لكن تزامن هذا
التوسع مع إنشاء لجنتين متخصصتين، الأولى في القاهرة برئاسة د. حسين القزاز
الأستاذ الزائر في الجامعات الأمريكية ومعه خيرت الشاطر وآخرون وأطلق على اللجنة
"لجنة التنمية الإدارية" واللجنة الأخرى كانت في الإسكندرية وأطلق عليها
إخوان الإسكندرية "لجنة التوجهات".
وكلفت هاتان اللجنتان بتقديم خطط لتطوير الجماعة بعيدة المدى
وبالفعل أنجزت لجنة الإسكندرية مشروعًا أطلق عليه "خطة التمكين"، وهي
خطة مفصلة للجماعة لمدة عقود قادمة حتى الوصول للحكم، وتم إرسال الخطة لمقر شركة
سلسبيل حيث كانت الشركة هي المحطة التي يتم فيها تجميع مقترحات لجنتي القاهرة
والإسكندرية لتخزينها، ومناقشتها بصورة أكثر أمانًا بعيدًا عن مكتب الإرشاد،
ولتردد مرشد الجماعة في ذلك الوقت مصطفى مشهور على مقر الشركة لمتابعة ومناقشة
الدراسة وجدت أمن الدولة صيدًا ثمينًا، فاقتحمت الشركة وأغلقتها وقبض على الشاطر
ورفاقه.
وزعمت الجماعة أن الشاطر ورفاقه كانوا فى طريقهم لتصنيع جهاز
حاسب آلى مصرى خالص، رغم أن هذه الفضيحة يتحمل نتيجتها المهندس خيرت الشاطر الذى
أخطأ خطأ استراتيجيًا وتم تسليم خطة التمكين لأمن الدولة ودخل الشاطر السجن لمدة
عام هو وصديقه حسن مالك وخسر كثيرًا من المال بعد توقف مشروعاته وإغلاق جميع فروع
سلسبيل.
وبعد ثورة 25 يناير تحولت حياة الشاطر وأصبح الطريق ممهد أمامه
لاستكمال خططه في الوصول للحكم، حيث ترشح في الانتخابات الرئاسية منفردًا لكن تم
استبعاده، فدفع بمحمد مرسي ليكون واجه فقط يدير الشاطر من وراها البلاد ويتحكم
بها، حتى تم كشف هذا المخطط ومحاكمة جميع عناصر الإخوان.
ومن أبرز تصريحاته التي أثارت جدل بعد القبض عليه وإسقاط حكم
الإخوان الذي كان نائبًا للمرشد العام لها، عندما خرج من صمته خلال جلسة محاكمته
بعد الحجز على أملاكه، قائلًا "إن جماعة الإخوان سيلتقون برئيسهم مرسي في
ميدان التحرير، في إشارة منه إلى نجاح سعيهم لإسقاط نظام الرئيس السيسي، وهو ما
اعتبره الكثيرون حالة من الجنون أصيب بها الشاطر بعد الحجز على ممتلكاته".
هذا بالإضافة إلى الفضائح المتتالية التي تعرض لها الشاطر بعد
نهاية حكم الإخوان، وكان أبرزها الفضيحة التي حصلت عليها ابنتها من زوجها التي
اتهمها بالزنا بعد تقديم طلب بخلعه.
وبالرغم من ذلك ما زال هناك العديد من الأدوار الخفية للشاطر في
نشر الفوضى والفساد في البلد ومحاولة إسقاطها.