قبيل عيد الأضحى.. "المواطن" يدق ناقوس الخطر.. يقتحم عالم البيزنس الحرام.. وينشر خريطة بيع المُخدرات بالإسكندرية
الإثنين 21/أغسطس/2017 - 06:36 م
شيماء الدالي
طباعة
اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات الاقتصادية مؤخرًا من أجل الدفع بعجلة الاقتصاد المصري وزيادة الدخل القومي؛ إلا أن ما لا يعلمه الجميع أن هناك اقتصادًا موازيًا يمثل نسبة كبيرة من الدخل القومي، هذا الاقتصاد الموازي يعرف بـ"الاقتصاد الحرام" حيث يعتمد على بيزنس الجريمة بجميع أنواعها، ولا تزال الأموال الضخمة التي تنفق على المخدرات في مصر، محل جدل بين جموع المواطنين، وهذا ما كشفته الإحصائيات الصادرة من مصلحة الأمن العام.
جرائم المخدرات
وأوضحت الإحصائيات الواردة من مصلحة الأمن العام، عن أن عدد جرائم المخدرات في هذا العام وصل إلى أكثر من 25 ألفًا و383 قضية ما بين الاتجار والتعاطي، وأن الكميات المضبوطة بلغت 5 آلاف و687 كيلوجرامًا، ونحو 3 أطنان و858 كيلوجرامًا من البانجو، وتُظَهر الأرقام والإحصائيات أدلة كثيرة، إذ سجلت معظم إحصائيات الأمن العام.
القاهرة تتصدر جرائم المخدرات وتليها الإسكندرية
وطبقًا للإحصائيات فإن القاهرة كانت صاحبة النسبة الأعلى في حجم هذه في التجارة أو التعاطي، في عدد جرائم المخدرات "التعاطي" بـ3 آلاف و613 بنسبة 15%، تليها الإسكندرية بـ3 آلاف و119 جريمة، وكانت الشرقية الأعلى بين محافظات الدلتا بـ1855 جريمة، في حين بلغ عدد الجرائم في بني سويف 1039، كأعلى محافظات الصعيد، وفقًا لتقارير الأمن العام 2015.
24 مليون متعاطٍ بمحافظات مصر
وكشفت بعض التقارير الصادرة من مركز البحوث الجنائية والاجتماعية عن أن هناك 24 مليون متعاطٍ لجميع أنواع المخدرات بصفة منتظمة وغير منتظمة، منهم 17 مليونا يتعاطون الحشيش، لافتة إلى أن هناك 10 ملايين يتعاطون المخدرات بصفة دائمة لدرجة الإدمان، والباقى يتعاطونه بصفة غير دائمة، كما أن هناك أكثر من 5 ملايين مصرى من المتوقع أن يتعاطوا هذا المخدر خلال الفترة القادمة، منهم نسبة 89 % من الذين يتعاطونه من الرجال، والباقى من النساء.
خريطة المخدرات بالإسكندرية
وينشر "المواطن" خريطة الأماكن الموجودة فى الإسكندرية والتى اغتالتها أيادى تجار المخدرات وقاموا بفرض قوتهم وسيطرتهم عليها بالرغم من الحملات الأمنية التى تشنها مديرية الأمن، يوميًا لضبط المئات من تجار المخدرات و"صبيانهم" فى 15 منطقة متفرقة فى محافظة الثغر، ومنها منطقة الدراع البحرى، وأبرز ما يتم الاتجار فيها الحشيش والهيروين بينما البانجو والأقراص المخدرة تنتشر فى شارع أحمد أبو سليمان، ومنطقة القصعى، وعزبة الصفيح والظاهرية، وعزبة لولو، حارة اليهود، وحارة البطارية والشمرلى، ومساكن الطوبحية وغيط العنب والعمود واللبان ومينا البصل والورديان والقبارى وبحرى وكرموز وفيكتوريا والعوايد.
كلمة السر للوصول للمخدرات
وبالرغم من خطورة المكان بسبب العيون الأمنية المستمرة بهذة المناطق، إلا أن رواده من المتعاطين للمواد المخدرة يستطيعون الوصول الى البائعين للمخدرات من خلال علامات وإشارات مميزة لكى يحصل على الأقراص والمواد المخدرة قبل الامساك به من قبل رجال الأمن.
أساليب جديدة لترويج المخدرات
كما يعتمد عصابات تجار المخدرات فى المناطق العشوائية على استخدام الصبايا والنساء فى الترويج للمواد المخدرة لديهم والسهولة فى عمليات البيع لزبائنهم بعيد عن الرقابة الأمنية لهم، وخاصة بمنطقة الطوبجية وكوم الشقافة وحارة اليهود وغيط العنب، بالإضافة إلى ابتكار جديد لبيع المواد المخدرة، من خلال استخدام النساء فى متابعه الأجواء بالشوارع والمناطق التى يتواجد بها عصابات المخدرات وإبلاغهم بأى خطورة من الحملات الأمنية عليهم واقتراب الشرطة، ويتم الإبلاغ وإخفاء المخدرات، والهروب بها بعيدًا لعدة أيام حتى تهدأ الأعين المراقبة، ويتم توزيع المخدرات مرة أخرى.
ويأتى على رأس الخريطة المواقف الخاصة بسيارات الأجرة والتى يقوم أحد تجار المخدرات بتوزيع ما يسمى مخدر الفراولة على السائقين بحجة مساعدتهم فى العمل، ومساعدتهم فى اليقظة المستمرة.
رموز سرية للتعارف بين الزبائن والبائعين
بينما فى منطقة بحرى وسط المدينة يشكل عصابات المخدرات خريطة لهم ببعض الشوارع الجانبية وخاصة بحارة البطارية الشمرلى لجلب الزبائن جديدة لهم وذلك عن طريق انتشارهم بالشوارع العامة، حاملين بعض المواد والأقراص المخدرة للتعرف على زبائن جديدة، يأتون إليهم لشهرة هذة المناطق بيعها للمواد المخدرة مستخدمين بعض الكلمات وهى " محتاج حاجة.. اللى عندنا جديد... بتدور على حاجة عندنا " وبهذة الكلمات يحدث التعارف بين الزبائن وبائعى المخدرات.
البلطجة والسلاح بالذراع البحري
اما عن منطقة "الذراع البحري" الواقعة غرب الإسكندرية، فهي واحدة من المناطق التي تدرك الأجهزة الأمنية خطورتها، فالبلطجة شعار المنطقة.. والسلاح وجوده بها أمر عادي.. تجارة المخدرات حاضرة في كل ركن بها، ووسط هذا كله، تتعالي صرخات الأهالي للمطالبة بتدخل رجال الأمن فى ملاحقة تجارة المخدرات، وتطهير المنطقة من الخارجين على القانون الذي أعلنوا "الذراع البحرى" منطقة حرة مستقلة تحكمها قوانين البلطجة، ومواد المسجلين خطر.
ويلي ذلك منطقة محرم بك التابع لحي شرق، وبالتحديد في شارع شجرة الدر ومساكن محرم بك بقناة السويس وتلك المناطق مشهورة بتجارة الحشيش والبرشام، ثم عزبة سعد ومنطقة المطار، وهم متخصصون في الحشيش وترويجه للزبائن بمنطقة المطار، ويأتى من بينها عزبة الخروف بالعصافرة وشارع المعهد الديني والتى تشتهر ببيع أقراص "البرشام" المخدرة.
كما أنه لايمكن أن نغفل "زنقة الستات وسوق ليبيا" فهى الأكثر شهرة فى تجارة "الفياجرا" ومختلف أنواع "البرشام" أما المنطقة التي تقع خلف قسم الجمرك ومنطقة "تحت السور" فهى تشتهر ببيع الحشيش والبانجو.
الفزع يسيطر على الأهالي
ومن جانبه قال أحمد عثمان، أحد أهالى منطقة بحري، إنه لابد من الضرب من حديد على هولاء العصابات من تجار المخدرات والبلطجة وتطهير المناطق من اعمالهم التى تشكل خطورة كبيرة على المارة وحياة المواطنين والاهالى بها، بل أن البعض يعيش فى فزع ورعب من أعمالهم واستخدمهم للقوة والبلطجة وكثيرًا ما نرى الملاحقات الأمنية لهم ومطاردتهم فى الشوارع والميادين إلا أن سرعان ما يعود التاجر مرة أخرى.
وأشار ياسر عبد المنعم، أحد أهالى منطقة مينا البصل، أن الاتجار بالمخدرات أزمة كبيرة تشكل خطورة على حياة المواطنين لما يقوموا به ليلًا ونهارًا فى غياب رجال الأمن عن هذه المناطق التى تسقط من خريطة المحافظة وسيطرة التجار عليها.
40 مليار جنيه حجم تجارة "الكيف"
أما عن حجم بيزنس"الكيف" في مصر، فكشفت الإحصائيات عن أن حجمها وصل إلى 40 مليار جنيه، تتمثل في قيمة عمليات تهريب سواء من الداخل والخارج، موضحة أن تجارة المخدرات تصل نسبتها إلى 15% من حجم الواردات التي تستوردها مصر من الخارج، وكان لها سبب كبير في أزمة ارتفاع الدولار قبل تحرير سعر الصرف، وذلك لأن تجار العملة الصعبة فى مصر، يوفرون العملة الصعبة لمن يرفع السعر، سواء كانوا مستوردين أو حتى تجار مخدرات، الأمر الذى يدفع سعر الدولار للارتفاع بشكل كبير.
5 مليون مصري يعملون بتجارة "الكيف"
التقارير نفسها كشفت عن أن 5 ملايين مصري يدخلون فى هذه التجارة ما بين مدمنين وبائعين ومهربين يوميًا، وتستحوذ على 3% من الدخل القومي المصري، موضحة أن هناك انخفاضا في حالات تهريب هذا المخدر بين المحافظات، وارتفاع عمليات التهريب من الخارج، حيث اعتبرت محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية الأكثر تهريبًا له، كما كشفت عن وجود 32 ألف عصابة تعمل فى تجارة "الكيف"، بالإضافة إلى البائعين الصغار ويطلق عليهم "الديلر"، وينتشرون فى أنحاء الجمهورية كافة.
شهور رواج تجارة الحرام
وأوضحت إحصائيات الأمن العام، ملامح خريطة انتشار تجارة المخدرات في مصر، حيث كشفت عن أن شهور تبديل فصول السنة هي الأعلى، ويحتل شهر سبتمبر الأعلى بنسبة 13%، يليه أكتوبر بنسبة 11%، ثم مارس بنسبة 10%؛ وذلك لأن أنواع المخدرات تختلف مع عمليات التهريب التي تزيد في الصيف وتقل في الشتاء.
تجار الكيف والمتعاطين في مصر
أما عن خريطة تجارتها في مصر، فسجلت القاهرة النسبة الأعلى في حجم التجارة، بـ1457 تاجرا للمخدرات، بينما هناك 34567 متعاطيا بين جميع الأنواع في العاصمة، بنسة 20%، تليها الإسكندرية بـ 4 آلاف تاجر، و224 ألف متعاط للمواد المخدرة، بينما كانت الشرقية الأعلى بين محافظات الدلتا، في حين ارتفع حجم تجارة المخدرات في محافظات الصعيد عن محافظات الدلتا.