سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها الضوء على طبيعة العمليتين، اللتين أطلقهما الجيش اللبناني من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وحدثا في وقت واحد، والغريب أنهما كان دون تنسيق بينهما، والإثنان كانا ضد "داعش" في الجرود.

وبحسب الشرح الذي قدمته الصحيفة الأمريكية، فقد شن الجيش اللبناني عملياته أولا، وقصف مواقع تابعة للمسلحين، بالصواريخ والمدفعية، ابتداء من الساعة الخامسة فجر السبت، ومن دون تنسيق مع أي جهة وبالمقابل، أصدر حزب الله بيانا منفصلا قال فيه، إنه بدأ هجومه في وقت مبكر من يوم السبت، دون ذكر للعملية التي قام بها الجيش اللبناني.

ووضحت الصحيفة، أن الجيش اللبناني يصر على أنه لا يوجد أي تنسيق مع حزب الله والجيش السوري، رغم مشاركتهما في شن هجوم في الجانب السوري، علما أن حزب الله يقاتل منذ سنوات إلى جانب الحكومة السورية.

أشار تقرير الصحيفة، إلى أن المعركة حساسة جدا، بسبب الدعم الأمريكي للجيش اللبناني، خاصة في ظل التصنيف الأمريكي لحزب الله، على أنه منظمة إرهابية من جهة أخرى.

واهتمت واشنطن بوست، بإلقاء الضوء على نظرية آرام نيرجويزان، أحد أساتذة مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، والتي تؤكد أن الجيش اللبناني لا يمكنه خسارة هذه المعركة، لأنها وبرأيه ستدعم حجة "حزب الله"، بأن "إيران لا غنى عنها في استقرار لبنان".

ترى الصحيفة الأمريكية، أن هذا الهجوم، الذي شهدته الجرود من أكبر العمليات العسكرية، التي قام بها الجيش اللبناني منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وبدء المتطرفين بالتسلل إلى أجزاء من شمال شرق لبنان، وفي حال نجاحه فإنها ستمكن لبنان من إعادة السيطرة على جميع حدوده.

ما الذي قدمته واشنطن لبيروت

لم تنس واشنطن بوست أنها صحيفة تعبر عن رؤية أمريكية، حيث لفتت في تقريرها، إلى أن لبنان ألقت أكثر من مليار ونصف المليار من المساعدات العسكرية الأمريكية، خلال العقد الماضي، وتضمنت المساعدات، دبابات، طائرات بدون طيار، مقاتلات، ومروحيات وهي تشكل 80% من تجهيزات الجيش، بحسب وثيقة لوزارة الدفاع الأمريكية، فضلا عن تدريب أكثر من 32 ألفا من أفراد الجيش اللبناني.

وبحسب الصحيفة، فقد ساهمت تلك المساعدات بشكل كبير في تحويل جيش لبنان، من سمات تتسم بالضعف والانقسام السياسي، إلى قوة قتالية فعالة، لكن لابد من أن ينتبه إلى أن المعركة المقبلة تشكل تحديا له، على ما ذكرته الصحيفة.