في إطار التحضير للزيارة القادمة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين الأسبوع المقبل، لحضور مؤتمر "البريكس" الاقتصادي الذي يضم أهم بعض الدول الاقتصادية في العالم، وعمل مباحثات مع الجانب الصيني في المشاريع التي جاري تنفيذها في مصر من خلال الجانب الصيني، ومحاولة فتح إطار تعاون أكبر مع الصين، وبعد ذلك تأتي الزيارة الأولى لأول رئيس مصري لدولة فيتنام في زيارة رسمية.

ويرى محللون سياسيون هذه الزيارة بشكل اقتصادي بحت، وبعيدة عن الموقف الأمريكي الأخير بمنع المعونة الأمريكية، ولكن أجمعوا على فتح علاقات آسيوية ومع دول المؤتمر وعلى رأسهم الهند والصين، ومحاولة خلق بديل للعلاقات الأمريكية الروسية.

منع الهيمنة الأمريكية..

أكد النائب مدحت الشريف، وكيل اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين لحضور مؤتمر "البريكس" هي فرصة قوية، ويجب استغلال مصر لهذه الفرصة وعمل علاقات جديدة مع دول شرق أسيا، وعمل توازنات جديدة تبيد الهيمنة الأمريكية على مصر، وخلق علاقات بديلة وقوية اقتصاديًا.

وقال "الشريف" في تصريحات خاصة لـ"المواطن": "على مصر استغلال حضوره لهذا المؤتمر وتصدير قضية الاقتصاد المصري للدول المتواجدة بالمؤتمر، ويجب علينا فتح علاقات اقتصادية لصالح مصر مع الصين من خلال فتح خط لتصدير المنتجات الغذائية المصرية للجانب الصيني، حيث أن الصين أمة المليار وتحتاج كثير للمنتجات الغذائية، وحضور المؤتمر فرصة متميزة للدولة المصرية".

وتابع: "فيتنام الآن أصبحت دولة من النمور الأسيوية الاقتصادية ويجب عمل علاقات قوية معها اقتصاديًا في بعض المجالات، ومع وخلق بدائل للعلاقات المصرية الروسية الأمريكية الضاغط علي الدولة المصرية".

وأشار إلى أن هذه الزيارات ليست لها علاقة بوقف المعونة الأمريكية، وإنما هي مجرد زيارات تبادلية اقتصادية بين الدول، وخاصة أن مصر دولة محورية.

الوقوف علي مسافة واحدة مع الجميع..

علق الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، على زيارة الرئيس السيسي للصين وفيتنام، قائلًا: "سياسية مصر الخارجية بعد الثورة تعمل على إقامة علاقات خارجية مع جميع دول العالم خاصة القوية منها الاقتصادية، وتعمل على الوقوف على مسافة واحدة مع الجميع".

وأضاف "اللاوندي"، في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن زيارة السيسي للصين للاستفادة من الخبرة الصينية ودراسة مشاريعها الاقتصادية، والعمل على إدخال هذا المشاريع القوية للمجتمع المصري وخاصة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مضيفًا أن هذه الزيارة تأتي في أعقاب وقف المعونة الأمريكية لمصر، وهذا الزيارات بمثابة رد قاسي علي الجانب الأمريكي بهذه الزيارات بقوله "مصر بتقول لأمريكا دول العالم الكبيرة معانا".

وتابع أستاذ العلاقات الدولية، أنه لابد من عمل مباحثات قوية اقتصادية مع الصين وفيتنام، لفتح كثير من المجالات التعاون، ويجب على هذه الزيارة تعويض فقدان المعونة الأمريكية اقتصاديا، وتكون هذه الدول بديلة لأمريكا في الجزء الاقتصادي.

ليست مكايدة سياسية..

قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والخبير السياسي، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للصين وفيتنام مجرد زيارة اقتصادية لحضور مؤتمر "البريكس" الاقتصادي، وليس محاولة من الجانب المصري لمكايدة الجانب الأمريكي، بعد وقف المعونة الأمريكية.

وأضاف "زهران"، في تصريحات خاصة لـ"المواطن": "يجب على الرئيس إقامة علاقات اقتصادية حقيقة مع دول شرق أسيا، لأنهم يتعاملون مع مصر بمعاملة الأشقاء وصادقون في معاهدات الاقتصادية وعلى رأسهم الهند، والبعد كل البعد عن الجانب الروسي والأمريكي اللذان يتعاملان مع مصر بالتعالي والغرور".

وتابع: "يجب على الجانب المصري التخلي عن المعونة الأمريكية لأنها ستكون أولى دوائر الاحترام للشأن الداخلي المصري وحرية القرار المصري بشكل واضح".