نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، يعد محوريا وهاما، فهو يتعلق بقضية تشغل الوسط السياسي الإسرائيلي، وهي كيف يمكن أن تكون الحرب المقبلة مع لبنان و"حزب الله"، في حال الاضطرار لها، كما أن إسرائيل تدرس سيناريوهات الحرب المختلفة والأسباب التي ستشعلها.
الطبقة السياسية الإسرائيلية:
حاولت المجلة الأمريكية، أن تقدم رؤيتها حول الطبقة السياسية، في إسرائيل، فهذه الطبقة ووفقا لرؤية المجلة، تعتبر أن قدرة "حزب الله" على تحريك ونقل أسلحته المختلفة وصواريخه الدقيقة والحديثة إلى الحدود الجنوبية المحاذية لإسرائيل، سيكون هو الشرارة الأولى لبداية حرب دامية، والخوف هنا من أن تتحقق تنبؤاتهم وهي أن رد فعل إسرائيل سيكون الرد وبقوة، وبأشكال وتكتيكات تختلف تماما عن حرب عام 2006، وهو ما يثير حالة من الخوف والقلق على أطفال وأهالي لبنان.
تقييم سلاح حزب الله:
ومن النقاط الهامة التي يستلزم، إلقاء الضوء عليها، هو ما أشارت إليه المجلة، من أنها علمت ونقلا من مصادر عسكرية في قلب تل أبيب أن هناك جهود استخباراتية إسرائيلية تتم خلال هذه الفترة لكي تتمكن من تقييم وتحديد الأسلحة المنقولة من إيران لحزب الله.
إسرائيل تريد الحرب:
تعد هذه النقطة هامة جدا، لذلك كان من الصعب أن تمر دون محاولة لمعرفة الرؤية الإسرائيلة، فإنه وبحسب خبير إسرائيلي، فإن تل أبيب، لا تحاول تجنّب الحرب مهما كانت بشاعتها، والأزمة أنه أكد أن إسرائيل تريد بالفعل الدخول في اشتباكات مع حزب الله، لأن ذلك قد يكون بالنسة بها فرصة ذهبية لفرض سيطرتها للوضع الراهن في لبنان".
خبرة حزب الله في سويا:
وفي محاولة لنقل الرؤية الأمريكية فقد قالت المجلة: "حزب الله اكتسب خبرة قتالية خلال الحرب في سوريا لكنه تكبّد خسائر في العديد والعتاد، فضلاً عن الوضع السياسي المعقد بحيث لا يوجد لدى نصر الله ونوابه حافز للنزاع على أرضهم".
سيناريوهات الحرب:
وكشفت المجلة السيناريوهات المختلفة للحرب استنادا إلى التقارير المسربة عن مناورات الجيش الإسرائيلي، فمن بين هذه السيناريوهات الأكثر افتراضا، هو اعتماد إسرائيل القوة الفائقة والضربات المسبقة التي ستجبر بحسب الخبراء العسكريين "حزب الله" إلى خوض حرب تقليدية مشابهة لحرب الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982.
أما السيناريو الثاني فهو دخول الجيش اللبناني الحرب إلى جانب "حزب الله" ضد إسرائيل، ما سيصعب الأمور على إسرائيل من خلال ازدياد الأهداف الموجب استهدافها بالإضافة إلى الاشتباك المحتمل بين الجيش الإسرائيلي والألوية العسكرية اللبنانية المتواجدة في الجنوب اللبناني.
دور واشنطن في الشرق الأوسط:
فورين بوليسي في النهاية، مجلة أمريكية، ومن الصعب أن لا تتحدث عن دور واشنطن، فهي ترى أنه وفي حال دخول إسرائيل في حرب ضد حزب الله فسيكون الموقف الأمريكي ضعيف بسبب افتقارها للاستراتيجية في المنطقة، ما سيصعب إيقاف الحرب في حال اشتعالها بين البلدين.
إدارة أمريكية هشة:
أكدت "فورين بوليسي، أن إدارة ترامب هشة، ولا تمتلك القدرة على وضع استراتيجية أو تكوين رؤية مستقبلية خاصة وإذا كانت تتعلق بحروب مثل هذه، لأنها ووفقا لرؤيتها، فإن أي إدارة أخرى غير ترامب كانت سترى في الأمر فرصة للحوار مع إيران في ملف ليس مرتبطاً بالقضية النووية، مشيرة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتبع استراتيجية مزدوجة، تعتمد على التأكيد، بانه من حق لبنان أن تتمتع بسيادتها، وبقيادة ميشال عون والالتزامات العسكرية، وأن لا يكون هناك أي حروب قد تؤثر سلبا على تدفق اللاجئين السوريين في لبنان إليه.
الخلاصة:
يستلزم الختام بالإشارة إلى التفكير في تساؤل هام، خاصة بعد الدعوة التي وجهتها "فورين بوليسي" لواشنطن بضرورة الإعتراف بسيادة لبنان، إذا ترى هل تحث فورين بوليسي الأمريكية، واشنطن على الوقوف بجانب لبنان، حتى وإن كان ذلك فيه إضرار بموقف إسرائيل؟!!