تحتفي الكنائس الإنجيلية فى مصر والعالم هذا العام بمرور نصف قرن على حركة الإصلاح الإنجيلى التى قادها القس مارتن لوثر حين احتج على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية فى ألمانيا منتصف القرن الخامس عشر.
الكنيسة الإنجيلية تحتفي بمرور 500 عام على الإصلاح.. وأندريه زكي: التجديد الدِّيني يهدف إلى تَطوير الفِكْرِ
الإثنين 20/نوفمبر/2017 - 04:05 م
مونيكا جرجس
طباعة
تحتفي الكنائس الإنجيلية فى مصر والعالم هذا العام بمرور نصف قرن على حركة الإصلاح الإنجيلى، التى قادها القس مارتن لوثر حين احتج على تعاليم الكنيسة الكاثوليكية فى ألمانيا منتصف القرن الخامس عشر، وقال عبارته الشهيرة "أنا احتج" وهى الترجمة العربية للكلمة "بروتست" أو أعترض التى أصبحت فيما بعد اسمًا لكنيسته البروتستانتية قبل أن تغير اسمها إلى الإنجيلية، لتؤكد تمسكها بتعاليم الإنجيل والكتاب المقدس كمصدر للديانة المسيحية.
ومارتن لوثر، مواليد آيزلابين إحدى المدن الألمانية فى العاشر من نوفمبر عام 1483، تخرج في جامعة أيرفورت سنة 1501، بعدها التحق بجامعة ويتينبرج وحصل على دكتوراه فى اللاهوت، وعين أستاذًا لكرسى اللاهوت فى جامعة وتنبرج وأصبحت رسالته الأولى هى التدريس والوعظ.
مارتن ودوره مع الإصلاح..
كان مارتن لوثر، ضد بيع صكوك الغفران، وذلك على خلفية قيام راهب يدعى "حنا" من أتباع طائفة الدومينكان الدينية طالب ببيع صكوك الغفران، ولكن مارتن لوثر قال إن البشر لا يمكنهم مساومة الرب، وليس من المعقول التخلص من الخطايا بهذه الصكوك، وكتب احتجاجًا تكون من خمسة وتسعين حجة ضد هذه الصكوك، وعلقها على باب الكنيسة، وكان من ضمن حججه أن الله هو الذى يغفر الخطايا، وإن الإنسان لا يستطيع أن يشترى الغفران وخلاص نفسه بمبالغ معينة من المال.
الإصلاح سَاهَمَ فى دَفْعِ أورُوبَّا نَحوَ الرَّأسمَاليَّةِ..
القس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، اعتبر أن الإصْلاحُ الدِّينى حَرَكةً إصلاحيَّةً تهدِفُ إِلى تَجديدِ الفِكْرِ، فَكانَ فاتَحةَ التَّحوُّلِ باتِّجاهِ رؤيَةٍ حَدَاثيَّةٍ فى الثَّقافَةِ الأوروبيَّةِ، إِذْ مَهَّدَ لولادَةِ الحدَاثَةِ وظُهُورِ العَقلانيَّةِ، وصولًا إلى الحدَاثَةِ السِّيَاسِيَّةِ المتجسِّدَةِ فى الدِّيمقرَاطِيَّةِ وحُقوقِ الإنْسَانِ والتَّعدُّديَّةِ والمسَاوَاةْ.
وقال زكى، إن الإصلاح سَاهَمَ فى دَفْعِ أورُوبَّا نَحوَ الرَّأسمَاليَّةِ وميلادِ الدَّولةِ القَوميَّةْ، كَما أنَّهُ أبعَدَ القَدَاسَةَ عنِ السُّلطَةِ السِّياسيَّةِ.
واختتم زكي، "أنَّ الإصْلاحَ الحقيقى هُوَ الَّذِى يُدرِكُ أَهمِّيَّةَ البِنَاءِ وَلَا يَعرِفُ التَّدْمِيرَ للماضى ولا القَهْرَ للمُغَايِر، إِنَّهُ القُدْرَةُ الملهِمَةُ الدَّافِعَةُ للتَّجدِيدِ، والمشَجِّعَةُ للمُبَادَرَاتِ الفَرْدِيَّةِ والملتَزِمَةُ بالعَمَلِ الجمَاعيّ.
الإصلاح الإداري والفكري متطور..
أما القس رفعت فكري مسئول الإعلام بسنودس النيل الانجيلى قال، إن هناك مبادئ عامة قام عليها الإصلاح الديني وهي ثابثة في كل الكنائس الإنجيلية في العالم وهي الكتاب المقدس، وحدها كافية للخلاص والايمان.
وأضاف "فكري" في تصريح خاص "للمواطن"، أن حركة الإصلاح الإداري والفكري فهي متطورة ومتحركة ولابد أن تكون مواكبة للحداثة والمعاصرة فكلمة إصلاح بالانجليزية "reformation " تعني أن حركة الإصلاح.
وعن كيفية تعامل الكنيسة الأنجيلية مع الأفكار الغربية، أكد "فكري" أن أى أفكار تخالف تعاليم الكتاب المقدس هي مرفوضة تمامًا، وأشار "فكري" إلى أن مارتن لوثر عاد بالمسيحية إلى ماكانت عليه في القرن الأول بعد أن افسدتها كنيسة العصور الوسطى، فنحن إنجيليون منذ القرن الأول وليس أوروبا والقرن الـ١٦.