لا يكل ولا يمل بالرغم من كبر سنه ونحافة جسمه، يسعى دائما على رزقه بالحلال، ينظر للشباب على المقاهي وفي الشوارع ويتعجب قائلا: "إن مكنش هيشتغل فى شبابه هيشتغل امتة"، تلك كلمات عم "عبدة أ " 58 عام، ويعمل نابش للقمامة، ويقيم بنجع "حمد" التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج.

ولفت عم "عبده" الرجل المسن، الذي تظهر على وجهه تجاعيد الزمان وعلامات الفقر المدقع، وسوء الحالة الاقتصادية وتدني الملابس الرثة المهللة التي يرتديها، أنظار المحيطين بقيامه بالنبش وسط القمامة في منتصف اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة تارة وفي البرد تارة أخرى، وبرفقته زوج ابنته، المدعو "خالد ع " 42 عام والذي يقيم بقرية "القطنه" بدائرة مركز طما، وابنه الصغير أحمد 6 أعوام ويقطن برفقة والده بذات الناحية.

يقوم عم "عبده "بالنبش في القمامة وبرفقته زوج ابنته وحفيده، بحثا عن لقمة العيش المرة، والتي يصعب الحصول عليها هذه الأيام، لعدم توافر فرص العمل، وسوء الحالة الاقتصادية التي تحيط بالجميع.

ويروي عم "عبده" أنه يقطن بمنزل من الطوب اللبني، لا تزيد مساحته عن 100 متر، وسقفه معرش بالبوص، ومتهالك، وأنه لديه 3 من الأبناء، بنت متزوجة وأخرى غير متزوجة وولد غير متزوج، بالإضافة إلى زوجته المسنة والمريضة أيضا.

وأكد أنه يعاني من الحصول على لقمة العيش بسبب كبر سنه، وضعف حالته الصحية، ويرغب في أن يلتحق بأي من المساعدات التي تقدمها الشئون الاجتماعية للفقراء، مثل الالتحاق ببرنامج تكافل وكرامة، أو أي مساعدات أخرى، وأنه قام بالتقديم في برنامج تكافل وكرامة أكثر من مرة، ولم يقبل، مشيرا أنه يوجد أناس حالهم أفضل من حاله ويتقاضون منها مبالغ مالية تساعدهم على العيش وتلبية متطلبات الحياة.

أما زوج إبنته "خالد ع" فيقول "أنا شغال بالمهنة عشان مفيش شغل يومي ثابت، يساعدني في الحصول على النقود، لتلبية متطلبات أبنائي الأربعة بالإضافة إلى زوجتي، حيث لي بنتان في المدرسة وولد وبنت لم يلتحقوا بالمدرسة حتى الآن، وظروف المعيشة صعبة جدا، وإلا مكنتش طلعت أدور على أكل عيشي وعيش أولادي في أوقات أكون فيها متعب جدا بل أكون مريض ومن المفترض ملازمة الفراش، ومينفعش أعيش عالة على أحد ولا أمد إيدي وأقول لله أو أسرق أو اقعد على القهاوي زى ناس عايشة على قفا غيرها".

وأضاف خالد "لا أتقاضى من الدولة أي مليم أحمر، وقدمت في برنامج تكافل وكرامة 5 مرات وتم رفضي بدون معرفة السبب، لذا أطالب محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم بتوجيه المسئولين بدراسة حالتنا جيدا وإلحاقنا ببرنامج تكافل وكرامة أو أي مساعدات اجتماعية حتى نتمكن من القدرة على مجاراة متطلبات الحياة ومصاريف أبنائنا، ولا استطيع الانفاق عليهم بطريقة تسمح بتكمله مسارهم التعليمي، وقد يضطرني أن استعين بهم في العمل لمساعدتي مثل أخيهم "احمد" الذي يرافقني دائما في هذا العمل".

وبالحديث مع "احمد" صاحب البشرة البيضاء والوجه المبتسم يقول "ارغب ان التحق بالمدرسة زى اخواتي واطلع دكتور واكل واشرب والبس هدوم جديدة، والعب مع جيراني وكمان عايز اشترى عربية".

وأشار عم "عبده" ان محمد عبد السلام وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، سبق وقال لهم انه سيتم دراسة الحالة جيدا واذا ثبت احقية اي منهم فى الحصول على مساعدات من برنامج تكافل وكرامة سيتم، إضافتهم فى البرنامج فورا ولم يتم الاضافة حتى الان بسبب رفض الحالة حسب معايير البرنامج، مؤكدا انه يوجد اناس افضل وايسر منهم حالا يتقاضون مساعدات من البرنامج.