إسعاف تحت القصف.. أسرار إنقاذ ضحايا داعش على يد الهلال الأحمر الكردي
السبت 02/ديسمبر/2017 - 07:28 م
سيد مصطفى
طباعة
يلفظ تنظيم داعش أنفاسه الأخيرة، بعد أن تقلصت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، لتنجوا آلاف الأسر التي كانت أسيرة تحت حكمه، ويبرز دور جنود مجهولة في الميدان لا تحمل أسلحة، وإنما تسكب على يديها منابع من الرحمة على هؤلاء المستضعفين لإنقاذهم من داخل أماكن الخطر، وعلاجهم، وكان ممن أخذ هذا الدور، الهلال الأحمر الكردي، الذي أنقذ آلاف الضحايا من كوباني مرورًا بالرقة، ووصولًا إلى دير الزور.
قالت العضوة في الهلال الأحمر الكردي "جميلة حمي"، قائدة فريق في مشفى ميداني، "إن إنشاء مستشفيات ميدانية كانت خطوة مهمة جدًا في سبيل الحفاظ على أكبر عدد ممكن من الأرواح الذين كانوا يتعرضون بشكل يومي لمخلفات الحرب من ألغام أرضية وضعتها تنظيم داعش الإرهابي والإصابات الحربية الأخرى نتيجة الكم الهائل من المدنيين المحاصرين داخل المدينة، تم أتخاذ هذه الخطوة في الوقت المناسب لأنها تحمل الكثير من الرسائل الإنسانية لضحايا الحرب والعاجزين من المدنيين".
كما أضافت "حمي" أن عملنا لم يقتصر على فترة الحملة، بل بقينا في نقاطنا وذلك بسبب العدد الكبير للمتضررين نتيجة المخلفات من ألغام وعودة الأهالي قبل تنظيف المدينة بالكامل "، "فكنا نقوم بإيصال المريض إلى حالة الاستقرار الصحية من ثم إرساله إلى أقرب مشفى".
ونوهت العضوة، إلى حجم الصعوبات التي واجهتها الهلال الأحمر الكردي أثناء العمل، "كنا نواجه الكثير من المصاعب منها خطورة المكان كونها كانت مناطق اشتباك وتواجد مخلفات حرب من ألغام مزروعة من قبل داعش وبٌعد المشافي عن نقاطنا، حيث أقرب مشفى كان يبعد عنا ساعتان، وتم محاصرة أعضاء الهلال الأحمر الكردي عدة مرات لعدة أيام في بعض المناطق، بالإضافة إلى عدم تقديم الأمم المتحدة أي دعم لنا وذلك بسبب منع الحكومة السورية من دعمنا، ولكن مع ذلك هناك الكثير من المنظمات الإنسانية الأخرى التي لم تأخذ ترخيص من الحكومة السورية قامت بمساعدتنا وتقديم الدعم لنا.
وقالت "سوزدار عكو"، الإعلامية بالهلال الأحمر الكردي، أن جميع المخيمات التي تقع في منطقة روجافا التي تحكمها القوات السورية الديمقراطية، يوجد فيها نقاط طبية أو مشافي أو عيادات متنقلة خاصة بالهلال الأحمر الكردي، تعمل ل24 ساعة يوميًا وتقدم جميع الخدمات الصحية والأدوية المتوفرة.
وأكد "عكو" في تصريحات خاصة لـ"المواطن"، أن هناك حالات صعبة واجهتها مع هؤلاء النازحين، حيث إن الهلال الأحمر الكردي قد استقبل أكثر من 2189 حالة قبل تحرير المدينة و941 حالة مابعد التحرير، بالإضافة إلى عيادات نسائية متنقلة تهتم بصحة النساء والتوليد حيث استقبلت تلك العيادات ألاف الحالات.