بالفيديو.. "محمد جميل" من سائق أتوبيس يجوب الطرقات لقعيد لا يجد ثمن كرسٍ متحرك
الأحد 03/ديسمبر/2017 - 07:01 م
كتبت: نرمين سليمان ــ تصوير: هيام علي
طباعة
في شقة صغيرة بالطابق الأول بمنطقة الجمعية بشبرا، يعيش محمد جميل فتح الله حسن، البالغ من العمر 63 سنة، برفقة زوجته.
تروي زوجته الحكاية وتقول "كنا قاعدين في الزقازيق قبل ما نيجي هنا، وكان شغال سواق أتوبيس تبع شركة، وكنا زي الفل ومرتاحين"، تصمت الزوجة قليلًا لتلتقط صورًا هاربة لذكريات أليمة، وتتابع "بعد الثورة في 2011 الحال وقف، راح طلب يطلع معاش مبكر.. راح ياخد المعاش لقاه 400 جنية!".
لم يستطع الزوج "محمد" أن يحتمل وقع صدمة ذاك الرقم؛ فأي أسرة تلك التي تقوم على 400 جنيهًا، ازدحمت الأسئلة والهموم برأسه وقلبه؛ فلم يمر وقتًا طويلًا إذ وبه يسقط أمام زوجته لا يحرك ساكنًا "حزّ في نفسيته وزعل لقيته وقع قدامي في المطبخ".
تتذكر زوجته تلك الأيام التي كانت بدايةً لمعاناتهم، وتذكر"وديته مستشفى الساحل فضلوا راميينه من 1 الصبح لحد 9 بالليل وبيقولوا مفيش مكان لحد ماجاتله جلطة"، تستأنف "الزوجة" حديثها عن معاناتهم مع الإهمال الذي أودى بصحة زوجها، وجعله حبيس أربعة جدران يزيدون عليه تعبه أكثر من ذاك النزيف الذي أصاب مخه "وبعدها ولاد الحلال دلونا على الدمرداش فضل فيها لحد ما خرجت به كدة ما بيتحركش". وتستكمل "الزوجة"، "فضلت ألف به على المستشفيات محدش راضي ياخده".
لم يكن الإهمال وحده هو ما ضاعف من آلام تلك الأسرة، ولكن أثناء بحث الزوجة المضني عن مستشفى تأوي زوجها وتعيد إليها "مفتاح الحياة" و"عمود البيت" واقفًا على قدميه كما كان، اصطدمت بموقف أخواته الإناث الذي لم تكن تنتظره "الشقة اللي إحنا فيها شقة ورثة، هو و4 بنات أخواته، كل واحدة منهم بعد ما تعب خافت لناخد الشقة وبتقول لنا أنا هاخد الشقة.. أنا هشتري الشقة".
تصف زوجة "محمد" عيشتهم بعد ما أصابها من همٍ وكربٍ "الدنيا بقت مقفولة علينا لا بنخرج ولا بنقابل حد". تضيف ونبرات الأسى لا تفارق صوتها الذي كدّه الحزن "بناخد معاش التأمينات 617 جنية"، بذلك المبلغ الصغير الذي لم يقبل عقل "محمد"
أقل منه قليلًا وهو بكامل صحته، منذ سبع سنوات، على "الزوجة" أن تقيم به، اليوم، الأسرة وتعالج زوجها.
"بيفضل يعيط ومتضايق علشان مابيعرفش يخرج خالص.. نفسه يخرج"، تصف الزوجة حالة زوجها النفسية بتلك الكلمات، وتقول أن معظم ما عُرِض عليهم من أطباء يقولون أن أساس علاجه نفسي، ولحالته النفسية دورًا مهمًا في شفائه.
لم تطلب الزوجة شيئًا لنفسها، لم تطلب شقة أفضل تأويهم، أو دخلًا أكبر يكفي حاجتهم، كل ما طلبته "إحنا مش عايزين حاجة غير كرسي يتحرك به".
تروي زوجته الحكاية وتقول "كنا قاعدين في الزقازيق قبل ما نيجي هنا، وكان شغال سواق أتوبيس تبع شركة، وكنا زي الفل ومرتاحين"، تصمت الزوجة قليلًا لتلتقط صورًا هاربة لذكريات أليمة، وتتابع "بعد الثورة في 2011 الحال وقف، راح طلب يطلع معاش مبكر.. راح ياخد المعاش لقاه 400 جنية!".
لم يستطع الزوج "محمد" أن يحتمل وقع صدمة ذاك الرقم؛ فأي أسرة تلك التي تقوم على 400 جنيهًا، ازدحمت الأسئلة والهموم برأسه وقلبه؛ فلم يمر وقتًا طويلًا إذ وبه يسقط أمام زوجته لا يحرك ساكنًا "حزّ في نفسيته وزعل لقيته وقع قدامي في المطبخ".
تتذكر زوجته تلك الأيام التي كانت بدايةً لمعاناتهم، وتذكر"وديته مستشفى الساحل فضلوا راميينه من 1 الصبح لحد 9 بالليل وبيقولوا مفيش مكان لحد ماجاتله جلطة"، تستأنف "الزوجة" حديثها عن معاناتهم مع الإهمال الذي أودى بصحة زوجها، وجعله حبيس أربعة جدران يزيدون عليه تعبه أكثر من ذاك النزيف الذي أصاب مخه "وبعدها ولاد الحلال دلونا على الدمرداش فضل فيها لحد ما خرجت به كدة ما بيتحركش". وتستكمل "الزوجة"، "فضلت ألف به على المستشفيات محدش راضي ياخده".
لم يكن الإهمال وحده هو ما ضاعف من آلام تلك الأسرة، ولكن أثناء بحث الزوجة المضني عن مستشفى تأوي زوجها وتعيد إليها "مفتاح الحياة" و"عمود البيت" واقفًا على قدميه كما كان، اصطدمت بموقف أخواته الإناث الذي لم تكن تنتظره "الشقة اللي إحنا فيها شقة ورثة، هو و4 بنات أخواته، كل واحدة منهم بعد ما تعب خافت لناخد الشقة وبتقول لنا أنا هاخد الشقة.. أنا هشتري الشقة".
تصف زوجة "محمد" عيشتهم بعد ما أصابها من همٍ وكربٍ "الدنيا بقت مقفولة علينا لا بنخرج ولا بنقابل حد". تضيف ونبرات الأسى لا تفارق صوتها الذي كدّه الحزن "بناخد معاش التأمينات 617 جنية"، بذلك المبلغ الصغير الذي لم يقبل عقل "محمد"
أقل منه قليلًا وهو بكامل صحته، منذ سبع سنوات، على "الزوجة" أن تقيم به، اليوم، الأسرة وتعالج زوجها.
"بيفضل يعيط ومتضايق علشان مابيعرفش يخرج خالص.. نفسه يخرج"، تصف الزوجة حالة زوجها النفسية بتلك الكلمات، وتقول أن معظم ما عُرِض عليهم من أطباء يقولون أن أساس علاجه نفسي، ولحالته النفسية دورًا مهمًا في شفائه.
لم تطلب الزوجة شيئًا لنفسها، لم تطلب شقة أفضل تأويهم، أو دخلًا أكبر يكفي حاجتهم، كل ما طلبته "إحنا مش عايزين حاجة غير كرسي يتحرك به".