بالفيديو والصور.. قصة حياة "أبو بيشوي".. ترزي "بياكل عيش" من "آيات القرآن"
الثلاثاء 05/ديسمبر/2017 - 04:53 م
كتبت: نرمين سليمان تصوير: هيام علي
طباعة
يستيقظ الرجل الخمسيني صباح كل يوم بنشاطه المعهود، يتناول إفطاره سريعًا، يذهب إلى المصنع الذي يعمل به طيلة النهار في حياكة "البدلة والتيير"، ولكنه يظل منشغل البال بآيات القرآن الكريم التي طالما كانت سببًا لرزقه ورزق عائلته، إنه "عم جمال" أو "أبو بيشوي" الترزي.
"أنا بشتغل في الصنعة دي من سنة 1974، كان عندي 11 سنة، "كنت صبي" هكذا بدأ "أبو بيشوي" حديثه لبوابة المواطن الإخبارية، مضيفًا، "بعد يومٍ شاق في المصنع، أعود في الثامنة مساءًا إلى مقر عملي الثاني في غرفة أسفل مسكني في منطقة عزبة النخل، أكمل شغل لحد الساعة 3 أو 4 الفجر حسب ما أخلص الشغل".
تعرجات وشوارع متشابكة كثيرة قطعناها كي نصل إلى ذلك المكان الذي تشعر وكأنه عالم آخر صغير يريد أن يختبئ بعيدًا عن ذلك العالم الكبير الذي "يقتل المحبة كل يوم بحقارة".
تتعانق في تلك الغرفة آيات من القرآن الكريم مع صور ورسومات للسيد المسيح والسيدة العذراء مريم، أينما تجول عيناك لا تقع إلا على مجسمٍ للصليب معلقًا على الحائط أو على "يـس والقـرآن الحكـيم" و "قل هو الله أحد" منقوشةً على قماشٍ.
وأضاف "أبو بيشوي"، "مكنش فيه استغراب خالص إن مسيحي يشتغل على حاجات إسلامية، ياما مسلمين اشتغلوا حاجات قبطية والعكس عادي جدًا، مضيفًا "أقوم هنا بتنفيذ جميع مراحل النقوش والرسومات حيث أبدأ بتجميع وتجهيز البطانة حتى أصل إلى مرحلة التكييس والتغليف؛ لتكون بعدها جاهزة للتاجر.
وأشار "أبو بيشوي" إلى أن هناك آيات وسور معينة هي التي يعمل عليها منذ أن بدأ عمله ذاك منذ خمس سنوات، مثل أسماء الله الحسنى، المعوذات، آية الكرسي، الشهادتين، سورة يـس، والفاتحة.
رغم ما يعانيه عم "أبو بيشوي" من نقص "الصنايعية" في مواسم معينة كموسم الشتاء ودخول الدراسة، وأيضًا ما يعانيه من قلة الطلب في موسم الصيف لأنه "موسم مصايف" -على حد قوله - إلا أنه ما زال هناك، في ذلك المكان الصغير في عزبة النخل، يرسم لنا لوحة جميلة للتعايش.