نبراسا فوق رؤؤسنا..صفحات من كتب التاريخ.. تسجل دور مصر وتشهد حقيقة معركتها لتدوي في القلوب عالية.. فلسطين عربية
الأربعاء 06/ديسمبر/2017 - 12:41 م
عواطف الوصيف
طباعة
فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مهد الرسالات السماوية كافة، بلد كل عربي، جرح ينزف في القلوب مع كل ضربة كانت توجه لها، مع كل مشهد لأطفالنا وإخواننا من الفلسطينيين، طعنة تجرح صدورنا، لكن هيهات أن تكسر كرامتنا أو تمس عروبتنا.
انتزاع الاستقرار
تتظاهر مختلف دول وحكومات الغرب، بأنها حريصة على القدس على القضية الفلسطينية، وأنها تريد أن لا يتزعزع الاستقرار، بأي شكل من الأشكال، تريد أن يظل السلام والوئام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا نحاول أن نحكم على نيتهم أو ما تخفيه صدروهم، فربما يكون ما يحاولون نشره وقوله صحيح، لكنه لن يكون مثلنا نحن العرب، والقضية ليست مجرد الرغبة في أن يعم السلام والاستقرار في المنطقة، فما يعنينا أكثر من ذلك بكثير، أنها فلسطين، والتأكيد على أن القدس عاصمة لها، وأنها عربية وستظل عربية، رغم أي معتدي، أو غاصب للحقوق، أو ملفق للتاريخ.
فلسطين رمز الكرامة العربية
لا شك أن كرامة المرء، من كرامة بلاده، ونحن العرب لم ولن نتهاون في كرامتنا، لأننا وببساطة لم نتخلى عن هويتنا وعروبتنا وبلادنا، وربما يتساءل حكومات الغرب، كيف للعرب أن يتركوا فلسطين وتاريخها، ومقدساتها، فريسة لمن يعبرونهم مجموعة من الغاصبين المحتلين، كيف للعرب أن يتركوا شعب فلسطين، فريسة لطلقات قوات محتلة، والإجابة هي لا ياسادة، فنحن لم نترك تاريخنا وهويتنا وفلسطين مهد كل العرب والرسالات، لأننا وببساطة لم نبيع القضية، لم نسلم ونرضى بالإحتلال، ولم نبيع عروبتنا وهويتنا، بل ظللنا على مبدأ المقاومة والمواجهة، رفض الظلم وكل أشكال فرض القوة، وليس الفلسطينيون فقط من دافعوا عن بلادهم، بل كل لدول أخرى دور يحتذى به، وتحديدا مصر، التي بذلت جهودا يضعها كل مصري شرفا ونبراس على رأسه، كونه ينتمي لهذه البلد.
عن مصر التاريخ يتحدث
ليس غريبا على مصر، موقفها حيال جيرانها، في المنطقة العربية، فهي ببساطة قلب الوطن العربي، تعمل على حماية أشقاءها، وتساعدهم، وتبذل جهودا من أجل دفع عجلة السلام، وتحاول جاهدة أن توقف نزيف الدم، وعلى سبيل المثال، يعي الجميع أن السبب الرئيسي وراء ضرب فرنسا لمحافظات القنال، ومشاركتها في العدوان الثلاثي، هو المساعدات التي قدمتها لإشعال فتيل ثورة الجزائر للوقوف ضد ممثلي الإحتلال الفرنسي، وإذا كنا الأن نتحدث عن أرضنا فلسطين، فعلينا أن نتذكر لمحات مشرفة لمصر قادة وشعب، تحسب لها وترفع من قدر وقيمة أبناءها.
حرب 48
بدأت مصر بدورها، منذ حرب 48، حينما توجه أبناء الجيش المصري، إلى فلسطين، ليحارب قوات الإحتلال الإسرائيلي، هدفه الأوحد هو أن تنال فلسطين حريتها واستقلالها، لا يبالى الموت، يحلم فقط إما النصر أو الشهادة في سبيل الله، ولا نحاول مناصرة أحد رغما عن التاريخ، فمن المعروف أن أبناء جيش مصر، واجهوا الأسر حينما كانوا في الفلوجة، ونعي جيدا أن الحرب لم تنتهي بالنصر الذي كنا نحلم به، ولكن الأساس فيما قامت به مصر، فقد بعثت بخيرة أبناءها وشبابها، لتحرير أرض فلسطين، لإيمانها بالقضية، وبعروبة الأرض.
ناصر الأمة العربية
هكذا لقب، هكذا عرف، هو الرئيس جمال عبد الناصر، الذي أخذ على عاتقه طيلة فترة حكمه، هدفان، هو الوقوف أمام كل أشكال الظلم والإحتلال، وتحقيق الوحدة العربية، وكان له أدوار مشرفة تشهد له، حيال القضية الفلسطينة.
عبد الناصر والقضية الفلسطينية:
ركز عبد الناصر في الحفاظ على الشخصية الفلسطينية بعد غيابها على المستوى العربى والدولى، والبدء فى إبراز الكيان الفلسطينى، والعمل على تنظيم الشعب الفلسطينى، ولا يخفى عليك سيدي القاريء أن الرئيس عبد الناصر، هو الوحيد على مستوى الأمة العربية، ومن بين مختلف الزعماء العرب، الذي دعى إلى عقد مؤتمر القمة العربى الأول لما بدأت إسرائيل فى تحويل مياه مجرى نهر الأردن، وكان لعبد الناصر دور فى إنشاء الصندوق القومى الفلسطينى الذى كان يهدف إلى تمويل منظمة التحرير الفلسطينية، كما كان لعبد الناصر دوراً إيجابياً فى إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية.
الرئيس أنور السادات ومؤتمر مينا هاوس:
بعد زيارة الرئيس السادات الى القدس و ما صاحبها من صخب عالمي ، بدأت أولى الخطوات الفعلية على الطريق الصعب طريق السلام، و ربما نستطيع أن نصف مؤتمر مينا هاوس بأنه أول محاولة مصرية لجمع الاطراف العربية و الدولية الى طاولة المفاوضات .
توحيد الجبهة العربية:
سمي هذا المؤتمر نسبه الى الفندق الذي أقيم به فندق مينا هاوس، و اقيم في ١٥ ديسمبر ١٩٧٧ ، اي بعد ٢٥ يوم تقريبا من زيارة الرئيس السادات الى القدس في ١٩ نوفمبر ١٩٧٧ ، و كان الهدف منه التحضير و الاتفاق و توحيد الجبهة العربية قبل الذهاب الى مؤتمر جنيف الداعي الى تطبيق السلام في الشرق الاوسط و الذي كان سيناقش تطبيق اسرائيل لقرار الانسحاب من الاراضي العربية حتى حدود ١٩٦٧، من ضمنها الاراضي الفلسطينية و تقرير حق عودة اللاجئين .
يعني في الحالتين و الاجتماعين سواء مينا هاوس، أو جنيف فإن الموضوع كله يدور حول انسحاب اسرائيل من الاراضي الفلسطينية، و محاولة استعادة بعض حقوق الفلسطينيين.
السادات يبقي علم فلسطين:
يتهمونه بالتخلي عن القضية الفلسطينية، ويزايدون عليه، لكن الحقيقة التي ربما يجهلها الكثيرون هى أن الرئيس السادات، حرص على أبقاء علم فلسطين على طاولة المفاوضات و بقي كرسيهم خاليا أمام الاسرائيليين و الامريكان، و استمر في التحدث باسمهم و المطالبه بتطبيق القانون الدولي، الذي يلزم اسرائيل بالانسحاب من أراضيهم.
لن نتخلي عن فلسطين
ستظل فلسطين عربية، رغم أنف مغتصبي الحقوق، ورواد تزييف التاريخ، رغم منتهكي الأعراض والعرف والدين، ستظل القدس عاصمة فلسطين، ولن تمس مقدساتنا الدينية والتاريخية، والأهم وما يستوجب الأنتباه له أن مصر، ستظل رائدة ستظل قلب الوطن العربي، ولن تتخلى مصر عن موقفها، أو دورها حتى نستيقظ على فجر جديد ونحن نرى فلسطين حرة أبية.