المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"أبو الثريا".. قطع الإحتلال قدميه.. فتصدر الصفوف الأمامية بالانتفاضة.. ورسالته بعد استشهاده: "لو لم أكن بجانب الأقصى فأين مكاني"

السبت 16/ديسمبر/2017 - 04:11 م
عواطف الوصيف
طباعة
إسرائيل.. قوة تمثل الإحتلال، تعيش على دماء ضحاياها من أبناء الشعوب العربية لا محالة، تعتمد على أبشع الأساليب والسبل، فقط من أجل تحقيق أحلامها ولكي تطبق مبادئ بروتوكولاتها.

محاولة للتبرير..
تحاول إسرائيل اختلاق الأكاذيب وتبرير الجرائم الفجة التي تقوم بها ضد الأبرياء من أبناء فلسطين، بأن هدفهم هو قتلهم وسفك دمائهم، وفي حال كنا منصفين، فإنه وفي حال القيام بذلك، فمن الصعب أن نلومهم، فهم يبذلون جهودا من أجل تحرير الأرض، لكي تنال فلسطين استقلالها وحريتها، لكن وإذا اعتبرنا أن إسرائيل محقة وأنه بالفعل أبناء فلسطين يشكلون خطورة عليها، هل انتزعت منها الرحمة، لكي تسفك دماء معاق جسديا، من أحد شباب فلسطين الذي لم تكتف قوى الاحتلال بقطع قدميه من قبل، لكنها تعمدت قتله الآن، لا تتعجب عزيزي القارئ، لكن هذا هو ما حدث بالفعل.

الحرية لا تمنعها الإعاقة..
كل شهيد لا يمانع في دفع ثمن حياته من أجل بلاده، هو نبراسا على جبين أبناء وطنه، ولا توجد محاولة لإعلاء شأن فرد عن الآخر، لكن هناك من واجهوا أزمات شتى ومعاناة، جعلت تحديهم لها من أجل نيل الحرية الكرامة، عاملا في أن يكونوا رموز نتشرف بهم.

إبراهيم أبو الثريا، أحد أبناء فلسطين، الذي دفع دماءه ثمن حرية بلاده، ولكي تنعم أجيال بكرامتها واستقلالها فلم تفقد الإعاقة الجسدية التي تعرض لها الشهيد أبو ثريا، الذي يبلغ من العمر 29 عاما، وهو من سكان مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، العزيمة في أن يتقدم صفوف الشبان الذين يشاركون في المسيرات والمواجهات التي تندلع منذ "انتفاضة القدس" في العامين الأخيرين، وكذلك المواجهات في الأيام الأخيرة بعد القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل على الحدود الشرقية لقطاع غزة، رافعا ومحتضنًا "علم فلسطين" يرفرف وحيدا في السماء.

نتيجة بحث الصور عن الشهيد أبو ثريا


الاحتلال مفتاح السر.. 
إسرائيل، التي تعد من أبرز القوى الاحتلالية في المنطقة العربية، هي مفتاح السر وراء الإعاقة التي يظل يعاني منها أبو الثريا، قرابة العشر سنوات، فقد تسببت طائرات الاستطلاع التابعة لها، في إصابته ببتر قدميه عام 2008 خلال تواجده في مخيم البريج وسط قطاع غزة مع مجموعة من أصدقائه في منطقة زراعية، وحتى استشهاده لم يتوقف الشاب أبو ثريا الذي يقطن في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب غزة، عن مكافحة ظروفه الحياتية الصعبة حتى واصل الطريق من أجل توفير لقمة العيش لعائلته بكل السبل.


نتيجة بحث الصور عن الشهيد أبو ثريا

في حال إصابة النفس..
في حال إصابة المرء بأي مرض أو معاناته من أي مشكلة، بعينها يحق له حينها أن يعتمد على أسرته والمحيطين به، لكي يعولونه، ويتحملون مسؤوليته، وهذا في حد ذاته كفيل أن يتسبب في إعاقة في نفسه لأنه وجد من يتحمل مسئوليته، وربما يشعر وكأنه عبء علي المحيطين به، لكن في نفس الوقت عليه الإيمان بم كتبه الله عليه وليس هذا انتقاما، لكن على الأرجح هو بلاءًا لكي يجازيه في النهاية خيرا، فما بال إذا كان هذا المرء يعاني من إعاقة جسدية وما هي، عبارة عن فقدان لساقيه، ففي هذه الحالة يكون مثله أحق الناس بأن يراعوه من حوله ويتولوا أمره، لكن هذا لم يحدث مع أبو الثريا، فعلى الرغم مما كان يعانيه، وهو بالتأكيد ذات واقع سلبي عليه نفسيا، إلا أنه كان لا يزال يراعي أسرته، ولا تتعجب عزيزي القارئ، فقد كان الشهيد إبراهيم أبو الثريا، الذي فقد قدميه بفعل قوات الإحتلال، هو العائل لأسرته.

نتيجة بحث الصور عن الشهيد أبو ثريا

عائلة أبوالثريا..
تعيش عائلة الشهيد أبو ثريا، في ظروف معيشية صعبة، فكان يمثل ابنهما الشهيد المعيل الوحيد لهم بسبب مرض والديه، في حين أن لديه 6 من الشقيقات، و3 من الأشقاء في عمر الفتيان والأطفال كانوا يرون في شقيقهم الشهيد "إبراهيم" الأب والأم الذي لا يتوانى في توفير احتياجاتهم رغم ظروفه الصحية الصعبة.

مهنة أبو الثريا..
وأشار الشهيد إبراهيم أبو الثريا، الذي أصبح أيقونة للإرادة والعزيمة، في أحاديث تلفزيونية سابقة أنه كان يعمل قبيل إصابته في الحادي عشر من أبريل 2008، في صيد الأسماك بالبحر، منوها أنه منذ انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000، لم يتوقف عن المشاركة في المواجهات والمسيرات وأنه أصيب 12 مرة بجروح متفاوتة.

تحدي أبو الثريا لإسرائيل..
من الطبيعي أن ينتاب لذهنك وبشكل سريع تساؤل هام، وهو ما الذي يدفع معاق جسمانيا مثل أبو الثريا، الذي فقد قدميه، أن يصر على ممارسة العمل، فكان من الممكن أن يترك عائلته تتولى أمره ولن يجد من يلومه، لكنه أراد أن يوجه ضربة قوية لإسرائيل بتحدي قوات الاحتلال التي تمثلها في فلسطين، فهؤلاء هم من قطعوا له قدميه كمحاولة، لإخضاعه وإذلاله، كونه عمل على مواجهتهم دائما، ومواجهتهم لرفضه كل صور الإحتلال، ولأنه كان يريد أن يرى بلاده حرة مستقلة، لكن ما أكده "أبو الثريا" من قبل وتحديدا في إحدى اللقاءات، أن ما دفعه إلى العمل رغم ظروفه الصحية الصعبة، هو تحديه للإعاقة ولإسرائيل، معتبرا أن ما جرى له حينها "قدر الله الغالب" وأنه بالعزيمة والإصرار واصل هذا التحدي.

نتيجة بحث الصور عن الشهيد أبو ثريا

لو بطلنا نجاهد نموت..
إذا كان الاستسلام واليأس، وفقدان الأمل وترك الحلم بالمستقبل هو أول خطوة في طريق الموت، فالخضوع للمحتل وقبول الهزيمة وعدم الجهاد في سبيل الله، إعلاء لكلمة الحق وللحرية والاستقلال، هو الموت ذاته، على الرغم مما كان يعانيه أبو الثريا من إعاقة جسدية، حي فقدان ساقيه، إلا أنه لم يتوقف عن الجهاد ولو للحظة وخلال هذه الأيام كان الشهيد إبراهيم يتقدم صفوف الشبان المنتفضين، ليس فقط ليواجه جنود الاحتلال ويقول لهم ها أنا ذا، ولم تقهرني إعاقتي التي تسببتوا فيها، وإنما ليرد على القرار الأمريكي، ويعلنها مدوية، القدس عربية.

صورة ذات صلة
كيف أعبر..
دائما ما ينهي المرء كلمته بتوجيه مختصر يلخص فيه أبرز ما جاء به، لكن أحيانا تهرب الكلمات فمحاولة الحديث عن الشهيد إبراهيم أبو الثريا ببضعة كلمات، ليس أمرا سهلا، فمن الصعب وصفه، فربما لم يكن أبو الثريا معروف، طيلة فترة طيلة فترة حياته، ولم يكن أحد يعلم ما قام قوات الإحتلال حيال إنسان كل أمله كان استقلال بلاده ونيل حريته، لكن إبراهيم أثبت أنه بطل حقيقي، وأن أبناء فلسطين لن يقبلوا بالذل أو الهوان، وأن العرب سيظلون رمزا للجهاد والشرف، فبرغم معاناته، إلا أنه رفض الخضوع، والاستسلام وكانت البلاد، الوطن، القدس, الاقصى، الهوية، أول ما فكر فيه، حتى وإن كان الثمن حياته... رحمك الله ياابو الثريا، وتعيشي ياقدس مرفوعة الرأس بأبنائك.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads